قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في وصيته لكميل بن زياد: “ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة”. إنها الثقافة، ولا شيء غيرها نحتاج إليه حينما ننظر ونحلل ونقرر ونتحرك؛ فهي الحاكية إلى ما نحمله…
أحدث المقالات
-
-
ليست الكلمة إلا مجموعة من الحروف جُمِعَتْ بشكل معين وبتركيب مقصود وفي مناسبة محددة لتقوم دالًا على معنى من المعاني الذي يصبح فيما بعد مدلولًا لها، وهكذا هو الوضع اللغوي مختصرًا قد ذكرته للتذكير بحقيقة ثقافية غاية في الأهمية، وهي…
-
قال بعض المؤمنين بأن مجرد الإجتماع لإحياء مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) فيه إظهار كافٍ لمختلف أبعاد حياتهم من سياسيةٍ وتربويةٍ واجتماعيةٍ وما شابه وعليه فإن الإقتصار على إحياء المظلومية في النفوس كافٍ ويجنب الموكب العزائي عناوين التسييس وما نحوها.…
-
لماذا؟ المرأة مخلوق جواهري رائع في مختلف أبعاده.. مخلوق ملؤه حياء، عفة، عطف وحنان.. المرأة مخلوق إذا ما راعيناه فإنه يتحول بقدرة رب عظيم إلى طاقة عطاء لا حدود لها، من بين أحشائها يخرج العالم والحكيم والثائر الناهض بالمبادئ والقيم…
-
نعلم جيدًا بأن دولة الحق والعدل والإنصاف والمساواة وتمام العقول، لا يقيمها إلا صاحبها القائد المطلق إمامنا المهدي المنتظر (أرواحنا فداه)، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): “إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم وكملت…
-
يُمَثلُ المعصومُ (عليه السلام) الحق الصريح والمطلق دائمًا، وبالتالي فما يقابله لا يمكن أن يكون إلا صريح الباطل في مساحة المقابلة قطعًا، وهذا مُسَلَّمٌ بِهِ عَقْلًا. في هذه السطور أريد التحدث عن المعاهدة التي أبرمها السبط أبو محمد الحسن بن…
-
والله أنها أبيات رائعة ذات معان موضوعية في قمة الجمال. أذكر أننا درسناها في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، وأشعر أننا في حاجتها اليوم ونحن نعيش اقتحامات منتصف العمر. لكم إياها أيها الأحبة.. حكاية الكلب مع الحمامة حكاية الكلب مع…
-
يقول خبراءٌ في كرة القدم بأنه وبالرغم من صغر سنه (16 سنة) إلا أن مهاراته في اللعبة تتجاوز مهارات كبارها من اللاعبين المتمرسين، وكذلك يقول مدرسوه عن مستواه العلمي ودرجته الأكاديمية التي يكاد أن يتجاوز بها بعضًا منهم. أما في…
-
عن جعفر بن محمد (صلوات الله عليه) أنه قال: لا أعرف شيئا بعد المعرفة بالله أفضل من الصلاة. وعن علي (عليه السلام) أنه قال: الصلاة عمود الدين، وهي أول ما ينظر الله فيه من عمل ابن آدم، فإن صحت نظر…
-
تسيطر البرامج الحوارية على شبكة (الإنترنت) بشكل كبير جدًا حتى أنها دخلت في عمق المواقع الأخبارية عن طريق التعليقات على الأخبار المنقولة والمقالات المكتوبة وما إلى ذلك وكأن الحوار يريد أن يصرخ في وجه العالم بأنه طبيعة إنسانية لا تقبل…
-
التدين وصف جميل يسعد به المسجديون وغيرهم من المأتميين ومن على نسقهم في المرتكزات الثلاثة: (الأخلاق، العقائد، والفقه) فالمسلم يسمى متدينًا كلما تمكن من عقائده الدينية وأحكامه الشرعية متوجًا شخصيته بحسن الخُلق وحلو السيرة، ولذلك تجد الدعاة والمبلغين يركزون بقوة…
-
قَلَّدَ زيدٌ بكرًا بعد أن اطمئن لعلميته وأعلميته، ومعنى ذلك أن يلتزم زيدٌ بفقهيات بكر دون الحاجة إلى سؤال أو تتبع لدليل إلا من باب العلم بالشيء والارتقاء في مدارج العلم والمعرفة، كما وأن معنى هذا التقليد أن لا يعتني…
-
سمعت ذات مرة أحد الخطباء يستنكر بعض الإحصاءات الكربلائية التي نقلتها كتب المقاتل من قبيل أن الواحد من معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) كان يقتل من اليزيديين في الحملة الواحد مئات الرجال، وقال بأن هذا محال حيث إننا لو قلنا…
-
يُسَلِّمُ المسلمون بقدسية القرآن الكريم وتُسْتَّفَز غِيَرِهِم لأي شبهة أو اتهام يوجهه أحدٌ إلى آية من آياته أو حتى حرف من حروفه، وفي المقابل يقدس اليهود توراتهم والمسيح إنجيلهم، ولكنهم أقل غيرة في الدفاع عنهما بالرغم مما يثيره المسلمون من…
-
عندما يقف الحسين (عليه السلام) يأتي العقلاء فيصطفوا خلفه متخذينه دليلًا يرشدهم إلى الطريق القويم نحو الله تعالى ورضاه، فيكون الشكل هندسيًا كالمستقيم منتهاه الله تعالى ونقاطه أهل بيت العصمة (عليهم السلام) والعقلاء من خلفهم يسيرون أينما ساروا ويتحركون كيفما…
-
معادلاتٌ قُلِبَتْ، وموازين تَخَلْخَلَتْ، وقيمٌ مَاعتْ.. هذه هي نظرتي السوداوية المتشائمة الكئيبة المتشنجة المأساوية اليائسة.. هي كذلك كما يحلو للبعض أن يسميها وهم أصحاب النظرة التفاؤلية الإشراقية المنشرحة السمحة كما يدعون، وعلى أية حال لا تهم دقتهم في التوصيف بقدر…
-
عندنا بحر محيط تولد مياهه تيارات قوية يتغير اتجاهها بتغير اتجاه الرياح وعوامل طبيعية أخرى، وعندنا سفينة لو خلي بينها وبين الأمواج لاخذتها تياراته ذات اليمين وذات الشمال بتسليم منها تام ودون أدنى مقاومة، ولو أن شراعًا علا في وسطها…
-
يضج القرآن الكريم بآيات عظيمة تحث على التدبر والتفكر في الكون وأحداث الدنيا ووقائع الحياة، فهي المادة الخام لأي إبداع فكري يحمل رايته الإنسان، وكلما اشتدت قوة التفاعل التدبري بين الخارج الواقعي والذهني الاعتباري كلما تشكلت صور جديدة تُألفها شلالاتٌ…
-
أهبط الله تعالى آدم (عليه السلام) وزوجَه إلى الأرض قائلًا: “اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ”، ويبدو أن هذا العداء هو السر في استمرار الحركة الأرضية عمومًا، فالطبيعة الدنيوية طبيعة عمل وكد وخشونة وتحمل للشدائد وقسوة النوازل، ولذلك قضت الفطرة المجتمعية بأن…
-
بالأمس قرأ أحد الدينماركيين رسولنا الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) من خلال شريحة من المسلمين لا يرون من العبادات غير الجهاد بمقاس عقولهم المريضة التي لا تقدم خيارًا على خيار التفجير وقطع الرؤوس وترويع الناس نساءً…
-
لست في مقام استعراض آراء أعلام الطائفة من الفقهاء المراجع في حكم ضرب الرأس بالسيوف والقامات بقصد إسالة الدم (التطبير) في اليوم العاشر من المحرم كشعيرة إحياء حسينية، فالآراء واضحة جلية سواء عند المجيزين أو المحرمين، ولكن الذي أرومه في…
-
هل تتوقف ساعة؟ لو اخترق مسامعك نداءٌ يخرج من السماوات والأرضين وما بينهما مزلزلًا قلبك معنفًا تلابيب وجدانك بصيحة: توقف..!! توقف، وإلا فإن دنياك سوف تتحول في لحيظات إلى تنين ينفخ النار نفخًا عاصفًا في كل ذرة من ذرات وجودك..…
-
فتحنا أعيننا وللعاشر من المحرم وضع خاص.. هيبة، ترقب، لون أحمر مختلف.. صوت الطبل كان المائز بين الطفل الجبان وذاك الشجاع الذي يتفاخر بين أقرانه إذا عاد إليهم بعد موكب (الحيدر) وملابسه ملطخة بدماء المطبرين.. أما عصر العاشر فتتحول فيه…
-
من الكاتبات البارزات في الصحافة المحلية والعربية الأستاذة لميس ضيف، فهي تمتلك فكرًا واضح المعالم يؤازره قلم طيع يعكس ما تحمله من أفكار وقناعات بكل انسيابية ورشاقة، وهذه ميزة أغبطها عليها كما وأرجو من الله العلي القدير أن يسددها على…
-
سلما علي ومضيا في طريقهما.. وبقيت أن متأملًا طريقي، فقد كان رجل لا أخاله لم يتجاوز الثامنين من عمره وبصحبته شاب في منتصف سنينه، وعندما نظرت إليهما مرددًا بصري بين الثمانيني والأربعيني شعرت بأن وجه الأول يحكي طين الأرض بعد…
-
في البداية يأخذ حوض المرأة بالتوسع والانتفاخ، ورحمها بالتقلص والارتخاء ليعلن المخاض أولى ساعاته الممهدة لخروج الجنين عن جنينيته لنور قد يكون فيه هذا العظيم أو ذاك الرذيل، ولو لا هذا المخاض لمات في أحشاء أمه مختنقًا. إن لهذه العملية…
-
الإنسان هو قطب الرحى في المنظومة الإسلامية بثقليها القرآن الكريم والعترة الطاهرة، فليس من قصة أو حكمة أو حكم إلا ويصب في مصلحة الإنسان أولًا وبالذات، فالقصة القرآنية للإنسان (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، والحكمة القرآنية للإنسان (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ…
-
– لا أرى الموت إلا سعادةً، والحياة مع الظالمين إلا برمًا.. – ماذا يا حسين؟ – إن الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم، فإذا مُحصوا بالبلاء قل الديانون. خذني معك يا حسين.. سيدي أقسم عليك بحق…
-
لن أحتاج اليوم إلى مقدمة تمهد للفكرة التي أريد طرحها، فكوننا في الثامن من المحرم يكفي أن يكون مقدمة لطرح السؤالين التاليين: الأول: لماذا لم يكن جيش الإمام الحسين (عليه السلام) ثلاثين ألف، وجيش يزيد نيفًا وسبعين؟ الثاني: هل أراد…
-
تُعْقَدُ سنويًا ودوريًا الكثير من المؤتمرات الرسمية على مستوى رؤساء الدول وما دون ذلك، فتصرف عليها الملايين من الدولارات من أجل انجاح صورتها وشكلها الخارجي، ولكن الشعوب تطالب دائمًا بمعرفة ما تنتجه هذه المؤتمرات وخصوصًا تلك الشرق أوسطية، ولأن النتاج…