وهنا مقالةٌ.. فاقرأ إن أحببت

بواسطة Admin
0 تعليق

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: .

قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّه (عليه السلام): “إِنَّ اللَّه أَجَلُّ وأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِه، بَلِ الْخَلْقُ يُعْرَفُونَ بِاللَّه. .

قَالَ (عليه السلام): صَدَقْتَ. .

قُلْتُ: إِنَّ مَنْ عَرَفَ أَنَّ لَه رَبًّا فَيَنْبَغِي لَه أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ لِذَلِكَ الرَّبِّ رِضًا وسَخَطًا، وأَنَّه لَا يُعْرَفُ رِضَاه وسَخَطُه إِلَّا بِوَحْيٍ أَوْ رَسُولٍ، فَمَنْ لَمْ يَأْتِه الْوَحْيُ فَقَدْ يَنْبَغِي لَه أَنْ يَطْلُبَ الرُّسُلَ؛ فَإِذَا لَقِيَهُمْ عَرَفَ أَنَّهُمُ الْحُجَّةُ وأَنَّ لَهُمُ الطَّاعَةَ الْمُفْتَرَضَةَ. وقُلْتُ لِلنَّاسِ: تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه (صَلَّى اللهُ عليه وآله) كَانَ هُوَ الْحُجَّةَ مِنَ اللَّه عَلَى خَلْقِه. .

قَالُوا بَلَى. .

قُلْتُ: فَحِينَ مَضَى رَسُولُ اللَّه (صَلَّى اللهُ عليه وآله) مَنْ كَانَ الْحُجَّةَ عَلَى خَلْقِه؟ .

فَقَالُوا: الْقُرْآنُ. .

فَنَظَرْتُ فِي الْقُرْآنِ، فَإِذَا هُوَ يُخَاصِمُ بِه الْمُرْجِئُ والْقَدَرِيُّ والزِّنْدِيقُ الَّذِي لَا يُؤْمِنُ بِه، حَتَّى يَغْلِبَ الرِّجَالَ بِخُصُومَتِه، فَعَرَفْتُ أَنَّ الْقُرْآنَ لَا يَكُونُ حُجَّةً إِلَّا بِقَيِّمٍ، فَمَا قَالَ فِيه مِنْ شَيْءٍ كَانَ حَقًّا. فَقُلْتُ لَهُمْ: مَنْ قَيِّمُ الْقُرْآنِ؟ .

فَقَالُوا: ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ كَانَ يَعْلَمُ، وعُمَرُ يَعْلَمُ، وحُذَيْفَةُ يَعْلَمُ.. .

قُلْتُ: كُلَّه؟ .

قَالُوا: لَا! .

فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُقَالُ إِنَّه يَعْرِفُ ذَلِكَ كُلَّه إِلَّا عَلِيًّا (عليه السلام)، وإِذَا كَانَ الشَّيْءُ بَيْنَ الْقَوْمِ فَقَالَ هَذَا لَا أَدْرِي وقَالَ هَذَا لَا أَدْرِي وقَالَ هَذَا لَا أَدْرِي.. وقَالَ هَذَا أَنَا أَدْرِي. فَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا (عليه السلام) كَانَ قَيِّمَ الْقُرْآنِ وكَانَتْ طَاعَتُه مُفْتَرَضَةً وكَانَ الْحُجَّةَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّه (صَلَّى اللهُ عليه وآله) وأَنَّ مَا قَالَ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ حَقٌّ. .

فَقَالَ (عليه السلام): رَحِمَكَ اللَّه”. .

في الوقت الذي ينتصرُ أهلُ الضلالِ بالقرآن الكريم لضلالاتهم واعوجاجهم، نراه يقول في عظيم بياناته (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) ويخص المؤمنين بالبشارة، فيقول: (وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا).. .

فيكون التقدير بأنَّ الهداية والبشارة بكون أهل البيت (عليهم السلام) هم الطريق إلى الكتاب العزيز، وهذا ما يُقرِّرُه قوله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)، وقوله جلَّ في علاه (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)، وقوله تبارك ذكره (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) .

أمَّا الراسخون في العلم، فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): “الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمة من بعده (عليهم السلام)” .

وأمَّا أهل الذكر، فعن الوشاء قال: سألتُ الرضا (عليه السلام) فقلتُ له: “جُعلتُ فداك، (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)؟ .

فقال (عليه السلام): نحن أهل الذكر، ونحن المسؤولون”. .

وأمَّا صدور الذين أوتوا العلم، فعن أبي بصير، قال: سمعتُ الإمام أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول فيه هذه الآية: “بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم، فأومأ بيده إلى صدره” .

لماذا يُصرُّ البعض على أن يجعلوا من أنفسهم نظراء في جبهة قبال أهل البيت (عليهم السلام)، ويشعرون بحالة من النقص إذا اعتمدوا على تفسير أئمة الهدى (عليهم السلام)!! .

يتوهمون توهمات مركَّبة بأنَّ الاعتماد على أحاديث العترة الطاهرة مصادرةٌ للوعي وحرية الفكر!! فيسوقون من القرآن الكريم آيات التفكر والتدبر يحتجون بها، ولا يدرون أنَّ نفسَ التدبر والتفكر في آيات كتاب الله علومٌ تحتاج إلى مُعلِّم، وقد قال أبو جعفر (عليه السلام) لِسَلَمَة بن كهيل والحَكَمِ بن عُتَيبة: “شَرِّقَا وغَرِّبَا؛ لن تَجِدَا عِلمًا صَحيحًا إلَّا شيئًا يَخرُجُ مِن عِندنا أهل البيت”. .

أهو غرور؟! أم مجرَّد اشتباه؟! .

قال إمامُنا الصادق (عليه السلام): “من سَرَّهُ أنْ يَسْتَكمِلَ الإيمانَ كله فليقل: القَولُ مِنِّي في جميع الأشياء قول آلِ مُحَمَّدٍ، فِيمَا أسَرُّوا وما أعلنوا، وفِيمَا بَلَغَنِي عَنهُم وفِيمَا لم يبلغني”.

  • كتبتُ هذه المقالة بعد قراءتي لمقالة مهمَّة بعنوان: (من الذي يُبَيِّنُ الكتابَ؟) لسماحة الشيخ محمود سهلان (دامت توفيقاته).

نُشِر في 10 مايو 2020 للميلاد

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.