نعي كل يوم، أكثر وأكثر، خطورة التصدِّي لبيان تعاليم الإسلام؛ فالأمر يتعلَّق بمصائر الناس!!
يتعلَّق بالتدخل في تثقيفهم وصياغة عقلياتهم وتعقلاتهم..
لاحظوا هذه الرواية الشريفة..
سأل سليمانُ بن جعفر الجعفري العبدَ الصالحَ موسى بن جعفر (عليهما السلام) عن الرجل يأتي السوقَ فيشتري جُبَّةَ فراءٍ، لا يدري أذَكِيَّة هي أم غير ذَكِيَّة، أيُصَلِّي فيها؟ .
فقال (عليه السلام): نعم، ليس عليكم المسألة؛ إنَّ أبا جعفرٍ (عليه السلام) كان يقول: إنَّ الخوارج ضيَّقُوا على أنفسهم بجهالتهم.. إنَّ الدينَ أوسعُ من ذلك.
من لا يحضره الفقيه – الشيخ الصدوق – ج 1 – ص 257 – 258
وفي قرب الإسناد للحميري، ص٣٨٥
قال: “إنَّ أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: .
إنَّ الخوارج ضيَّقُوا على أنفسهم بجهالتهم.. إنَّ الدينَ أوسعُ من ذلك.. إنَّ عليَّ بن أبي طالب (صلوات الله عليه) كان يقول: إنَّ شيعتنا في أوسع ما بين السماء إلى الأرض، أنتم مغفور لكم”
وفي الجانب الآخر، قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام):
“الفقيه كلُّ الفقيه، الذي لا يُقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من مكر الله، ولا يؤيسهم من روح الله، ولا يُرَخِّص لهم في معاصي الله”.
تظهر الفقاهة إذًا في القدرة على سلوك جادَّة الحِكمة في بيان مرادات الشريعة ومقاصد الإسلام، وهي لعمري مطلبٌ عزيزٌ وطلَّابه أعز..
ليست القضية في تبليغ الحكم الشرعي أو فتوى الفقيه، ولكنَّها في كيفيةِ التبليغِ وأوانه، وحدودِ المُبَلَّغِ وطبيعة تبليغه..
أن يقول: يجوز أو لا يجوز.. أن يقول: حرام أو حلال.. أن يقول: واجب أو مستحب، فهذه ليست مجرَّد كلمات (تُبَلَّغُ)..
فلننتبه جيِّدًا..
نُشِر في 4 مايو 2020 للميلاد