بعد الحسين (عليه السلام) نحن القوَّة المتفرِّدة على القمَّة بين مطلق الأقوياء..
بعد الحسين (عليه السلام) نحن الصُبَّرُ الذين لا يدانينا في صبره أحدٌ من الخلق مطلقًا..
نعم.. نشعر بضيقٍ شديد لفقداننا أجواء المساجد والمآتم، والمجالس والتزاور، ولكنَّ كلَّ هذا، وأضعافه أضعافًا أضعافًا، لا يُؤثِّر في قوَّتنا ولا في صبرنا ولا حتَّى بمقدار معشار حبَّةٍ من خردل..
بعد الحسين (عليه السلام) كتَبَ اللهُ تعالى لنا أنَّ شيئًا في هذا الوجود أضعفُ وأضعفُ وأضعفُ مِن أن يكسرنا..
نحن اليوم بلا مساجد بحسب موازين الدنيا، وكذا بلا مآتم ولا مجالس ولا تزاور..
ولكن..
بموازين الحقيقة، نحنُ مساجدنا ونحن مآتمنا ونحن مجالسنا، ونحن نفسٌ واحدةٌ تعيش نبضًا واحِدًا..
ولذلك..
عندما يعود كلُّ شيءٍ لطبيعته، فإنَّ ألَقَ مساجِدنا ومآتمنا ومجالسنا سيشهد يومًا كذلك الذي قال اللهُ تعالى عنه: .
(أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا)، وسوف يرجع كلُّ شيءٍ بأنفاس إيماننا حيًّا..
وهل من بعد الحُسين (عليه السلام) يُعظُمُ أمرُ؟!
لا والله.. كلُّه من بعد الحُسين (عليه السلام) هيِّنٌ، وعليه قوَّة صبرنا ساطية..
* الصورة مع سماحة الشيخ ظاهر العرادي (عافاه الله تعالى)، سنة ١٤٣٥ للهجرة
- كُتِبت في ظرف بلاء المرض المُسمَّى (كورونا)، وحينها أغلِقت المساجد والمآتم ومُنِعَت التجمعات.
نُشِرت في 30 أبريل 2020 للميلاد