الامتناع عن الأكل والشرب والجماع حتَّى بلغت المحظورات عشرةٌ على الصائم من طلوع الفجر الصادق حتَّى غروب الشمس الشرعي، فترةٌ زمنيّة نهاريّة من عام الإنسان المؤمن يقضيها مبتعدًا عن ملذّات الدُّنْيَا امتثالًا للأمرِ المولوي الإلهي طالبًا الرضا منه سبحانه…
مايو 2017
-
-
التفقه في الدين أمرٌ مهمٌ جدًا لكلّ إنسانٍ، فهو الشيء الذي يزرع الراحة في قلبه. ولكن، كيف؟ عندما يُقالُ للوالدين: إنَّ ابنكما الآن مُمَيّز، ويمكنكما تعليمه كيفية الصلاة والوضوء والتيمم وغيرها من أحكام المسائل الشرعية. ففي الغالب يجيبان بجواب واحد…
-
((تغيير الاتجاه والانقسام في البواعث)) إنَّ الإنسان المؤمن يجري من شهر شوال إلى شهر شعبان على وفق انبعاثاته النفسية التي يشعرُ بها يوميًّا من شهوة الطعام والشراب والنساء، وذلك اتِّباعًا للخطاب الإلهي بالرخصة، وفي خصوص شهر رمضان يتغير اتِّجاه الخطاب…
-
((تغيير الاتجاه و الانقسام الزمني)) نبدأُ من هذا المقال كما أشرنا، أولى المحاولات لتعقل وفهم الصوم وآثاره وكيفية إيصاله للغاية التي دلت عليها الآية الكريمة: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).…
-
يمُرُّ الإنسان في نموه ونشوئه بمراحل خاصَّة منذ اللحظة التي تنعقد فيها نطفته، ونحن نؤمن بأنَّ هذا الإنسان تنعكس فيه روح والديه بسلوكياتهما، ولذلك نتساءل دائمًا، فنقول: من هي أمُّه؟ ومن هي مرضعته؟ كيف كانت أخلاقها وما هي عقائدها؟ ومثل…
-
يعيشُ الإنسانُ في محيطٍ لا يخلو -مطلقًا- من النقائص، وينبعثُ فيه دائمًا بدافع الحاجة، بذلك تولَّدت العلوم والمعارف وكل البناءات الثقافيَّة والمعرفية بشتّى أبعادها، بدأ الإنسانُ من نقطةِ الحاجة حتَّى وصل إلى ما وَصَل إليه حسب ما يعبِّرون “بالتطور والتقدم”،…
-
إنَّ الفلسفة التي أقصدها من العنوان تتناول جانب التحليل والنظر في الغايات وربط الشيء بغايته، وملاحظة كيفية تحقيقه للغاية، فهي محاولةٌ لفهم الشيء وتعقله. وأعرض في هذا المقال والمقالات الآتية بإذن الله تعالى محاولات لفهم وتعقل الفريضة العظيمة التي…
-
يَبْحَثُ عُلمَاءُ أصولِ الفِقه تصحيحَ الجواز في مِلكِ الغيرِ لإنقاذِ نَفْسٍ مُهَدَّدةِ بالموتِ، ويبحثون تصحيح الصلاة عند تضيُّقِ وقتها في حال أدَّى ذلك لمخالفة الوجوب الفوري لإزالة النجاسة من المسجد. إنَّهم يبحثون القواعِدَ الكليَّة لحلِّ مثل هذه التصادمات، ممَّا يكشف…
-
ينظرُ العاقِلُ المُدرِكُ إلى الخارِجِ متدَرِّجًا فِي مَرَاتِبِ الإدْرَاكِ من المُجرَّد إلى التحليلي الأوَّلي إلى المُفصَّل، وإعمال المقارنات بين المُدْرَكَات، فالوقوف على المشتركات وتمييزها عن المُتباينات. بهذا الإعمال الفِكري تظهر قوة الإدراك، وكلَّما دقَّ النظرُ وتعمَّقَ التحليلُ موضوعيًا، كلَّما تمكَّنت…
-
طرحتُ في المقال السابق بعض الإثارات على سبيل شحذ الأذهان، وكانت: نقول بحاكمية الثبوت على الإثبات، ولكن السؤال: كيف نعلم بالثبوت لنُحَكِّمُهُ على الإثبات؟ وكيف يعمل البرهان (اللمي) في المقام؟ بحسب مقامي الثبوت والإثبات كيف نفهم المعاني الحقيقية الحقَّة لآياتٍ…
-
الفِقهُ والعلمُ التجريبي ومغالطةُ (المواكبة) مع/ السيد محمَّد علي العلوي * ما هي العلاقة بين العلوم التجريبية وعلم الأحكام الشرعية؟ – مقدَّمة في معنى المغالطة. – محورية علم المِلاكات في استقرار الحكم الشرعي. – فهم…
-
لمَّا كان البناء الفكري للمسلمين قائمًا على حجية المنقول قرآنًا وحديثًا وفق ضوابط معينة، اتَّجهوا للتعمق في علم الأصول للتمكن من تحقيق أعلى درجات الاستفادة من النصوص الصحيحة، إلَّا أنَّ ذلك لم يُحقِّق لهم العِصمة الكاملة من الضلال كما أطلق…
-
كان للعرب قديمًا اعتمادٌ كبيرٌ في تحريك الجماهير على قوة الخطاب نثرًا وشعرًا، فيُحشدون للقتال وللأخذ بالثأر، أو في مواجهات التباهي بالأنساب والأحساب والكرم والبسالة بالخُطب التي تمتاز عادة بالسجع العذب والأشعار النافذة، وكانت تلقى على الناس مع شيءٍ من…
-
تحدثتُ في مقامات سابقة حول المنظومة الإدارية للإسلام بشكل عام والتشيع على وجه الخصوص في المجتمعات قبل خمسة عقود تقريبًا، وأشرتُ إلى أنَّ انغلاق المجتمعات يفرض نمطًا خاصًّا في العلاقة بين عموم الناس وعالم الدين من جهةِ أنَّهم لا يرون…
-
تكرّرت الذنوب والخطايا من إخوة يوسف عليه السلام، وبحقّ من؟ بحق أبيهم نبي الله يعقوب عليه السلام، وبحق أخيهم نبي الله يُوسُف عليه السلام وأخيه، وظلم ذوي القربى أشدّ وأعظم، وقد تنوّعت خطاياهم وأصروا عليها، ولم يتوانوا في ارتكابها، مع…
-
هذا بحثٌ عظيمُ في جَلَالِه، جَليلٌ في عظمته، يقوم عليه بُنيَانُ الفِكرِ صحيحًا مستويًا، وبالرغم من دقَّته، إلَّا أنَّ تَمَكُّن العُقَّالِ من مفتاح الفهم يجعله في حالة اندماجٍ علمي متقدم معه، ولذلك أقدم أوَّلًا بمقدمة ثُمَّ أنتقل لموضوع المقال. المقدَّمة:…
-
أكتب هذا المقال للأيام، فما فيه لن يروق إلَّا -ربَّما- لقلَّة تشبه كاتبه.. وأكتبه لقلَّة أخرى قد تتأمله ساعة وتتدبره أخرى. لم يُقصِّر خلقُ الله مع بعضه البعض أبدًا، وعلى وجه الخصوص الإنسان، فهو لم يشعر يومًا بمعاناة في حياته…
-
بين السائل والإمام جعفر بن محمَّد الصادق (عليهما السلام): قال السائل: “فيعاني الأشياء بنفسه (يقصد الله تعالى)؟ قال أبو عبد الله (عليه السلام): هو أجَلُّ من أن يعاني الأشياء بمباشرةٍ ومعالجةٍ؛ لأنَّ ذلك صفة المخلوق الذي لا يجيء الأشياء له…
-
راودتْ يُوسُفَ عليه السلام التي هو في بيتها عن نفسه، وفعلتْ ما فعلتْ لكنه اعتصم والتزم بأمر الله تعالى، وأرادَ الله سبحانه وتعالى أن يكشف فِعلتها ويبرِّئ ساحة نبيه من هذه التهمة العظيمة والذنب الكبير، وكان ما أرادَ الله عز…
-
يُورِدُ المستشكلون من الملحدين وغيرهم إشكالًا على عقيدة القول بوجود خالقٍ لهذا الكون صفته الغنى المطلق، منشأه عدم استقامة دعوى الغِنَى المطلق مع ثبوت الفاعلية للخالق؛ من حيثُ كون الفعلِ كاشفًا عن حتمية وجود نقص دفع إليه لرفعه، فالفاعل يفعل…
-
برز منذ أكثر من خمسة قرون مذهبٌ فِكري توصَّل إلى أنَّ الحديثَ عن إصابة الإنسان للحقائق حديثٌ غير مُجدي على الإطلاق؛ والوجه في ذلك أنَّ نظرة الإنسان إلى الأشياء محكومة بعموم تجارِبه الخاصة، والكلام عن (التجرُّد) في النظرِ لا يتجاوز…
-
يقصُّ الله تعالى على نبيه الأعظم (ص) أحسنَ القَصَص في كتابه، ومن أحسنها قصّة نبيّ الله يوسف مع إخوته، فتنطلق الآيات متحدثةً عمّا رآه يوسف عليه السلام في المنام، في قوله تعالى: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ…
-
تتراوح الآداب الحميدة والذَّميمة، بين كونها كسبيَّة نظريَّة، أو ضروريَّة بدهيَّة، فالأولى تحتاج إلى نظرٍ وتمعُّنٍ كي يتحلَّى بها الفرد، بل وتحتاج للتعلُّم والقراءة في سِيَر وتراجمِ أهل الخُلُق والأدب، والبحث النَّظريِّ في كتب الأخلاق للوقوف على حقيقة عِدَّةٍ من…
-
قصيدة في الإمام المهدي بن الحسن (عليه السلام) لسماحة الشيخ أبي الحسن علي بن صالح الجمري (دامت توفيقاته) إلى مَنْ طَاحَنَتْهُ رَحَىْ الحَيَاةِ وَلَمْ تَبْرَحْ مِنَ الدَّوَرَانِ حَالَا فَكُلُّ مَحَطَّةٍ تَلْقَاكَ صَخْرًا تُجَاهِدُ أنْ تَرَاكَ بِهَا رِمَالَا كَأَنَّكَ نَخْلَةٌ تَزْهُوْ…
-
تحدَّثتُ في المقال السابق[1] حول الكليات الخمس (الجنس، النوع، الفصل، العرض الخاص، العرض العام) ومستوى برهانيتها من حيث الانتظام على الخالق جلَّ في علاه، وفي هذا المقال أُبيِّنُ -إن شاء الله تعالى- ضبطها المُحكم لتوالي العِلَلِ والمعلولات، ثُمَّ الانتهاء برهانًا…
-
نَظَرِيَّةُ الفوضَى فِي قِبَالِ بُرهَانِيَّةِ الكُلِّيَاتِ الخَمْسِ على الخَالِقِ جَلَّ فِي عُلَاه
بواسطة Adminهل سَقَطَ المَطَرُ ليروي الأرضَ فَتَخْضَرُّ ويخرج الزرعُ؟ قالوا: لا، بل سقط بلا مخطَّط، وكانت الأرض محلَّ سقوطه، فاستجابت له مواقعُ منها فاخضرَّتْ وخرج الزرع وأثمر بعضُه.. كلُّ هذا بلا تخطيط ولا مقاصد، ولا يتعدَّى الأمرُ أكثر من استجابات أظهرت…
-
يفهمُ عُمُومُ الناسِ الإلحادَ أنَّه القول بإنكار وجود خالقٍ لهذا الكون الواسع، فالملحد يُنكر الألوهية من رأس، ويذهب إلى أنَّ الفوضى هي الأساس في انتظام الأمور، ولذلك يُنسبُ فلاسِفَتُهم إليها فيُقال: (المُفَكِّر الفيلسوف الفوضوي) أو (اللا سلطوي). أرى أنَّ الإلحادَ…
-
بين السهولة والتعقيد: سمعنا، ونسمع كثيرًا عن ضرورة تقديم الإسلام للناس سهلًا بسيطًا كما هو، دون تعقيدات متعبة وتصعيبات مُنَفِّرة، ثُمَّ أنَّ هذه المطالبات امتزجت باعتراضات جديدة على عموم الخطاب الإسلامي، فهو كما يرى المُدَّعي: هزيل ضعيف سِمَتُهُ البعد عن…
-
دعونا نأخذها من مختلف الاتِّجاهات.. القائلون بأصالة الفوضى ينتهون إلى أنَّ نفسَ الفوضى التي يقولون بها آلت إلى منظومة وجودية تتكامل في إطار عامٍّ لا تحيد عنه، وإن حادت ففي داخل نفس التصارع المتحرِّك من الفوضى إلى النظام، وبالتالي فإنَّ…