يُورِدُ المستشكلون من الملحدين وغيرهم إشكالًا على عقيدة القول بوجود خالقٍ لهذا الكون صفته الغنى المطلق، منشأه عدم استقامة دعوى الغِنَى المطلق مع ثبوت الفاعلية للخالق؛ من حيثُ كون الفعلِ كاشفًا عن حتمية وجود نقص دفع إليه لرفعه، فالفاعل يفعل…
أحدث المقالات
-
-
برز منذ أكثر من خمسة قرون مذهبٌ فِكري توصَّل إلى أنَّ الحديثَ عن إصابة الإنسان للحقائق حديثٌ غير مُجدي على الإطلاق؛ والوجه في ذلك أنَّ نظرة الإنسان إلى الأشياء محكومة بعموم تجارِبه الخاصة، والكلام عن (التجرُّد) في النظرِ لا يتجاوز…
-
يقصُّ الله تعالى على نبيه الأعظم (ص) أحسنَ القَصَص في كتابه، ومن أحسنها قصّة نبيّ الله يوسف مع إخوته، فتنطلق الآيات متحدثةً عمّا رآه يوسف عليه السلام في المنام، في قوله تعالى: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ…
-
تتراوح الآداب الحميدة والذَّميمة، بين كونها كسبيَّة نظريَّة، أو ضروريَّة بدهيَّة، فالأولى تحتاج إلى نظرٍ وتمعُّنٍ كي يتحلَّى بها الفرد، بل وتحتاج للتعلُّم والقراءة في سِيَر وتراجمِ أهل الخُلُق والأدب، والبحث النَّظريِّ في كتب الأخلاق للوقوف على حقيقة عِدَّةٍ من…
-
قصيدة في الإمام المهدي بن الحسن (عليه السلام) لسماحة الشيخ أبي الحسن علي بن صالح الجمري (دامت توفيقاته) إلى مَنْ طَاحَنَتْهُ رَحَىْ الحَيَاةِ وَلَمْ تَبْرَحْ مِنَ الدَّوَرَانِ حَالَا فَكُلُّ مَحَطَّةٍ تَلْقَاكَ صَخْرًا تُجَاهِدُ أنْ تَرَاكَ بِهَا رِمَالَا كَأَنَّكَ نَخْلَةٌ تَزْهُوْ…
-
تحدَّثتُ في المقال السابق[1] حول الكليات الخمس (الجنس، النوع، الفصل، العرض الخاص، العرض العام) ومستوى برهانيتها من حيث الانتظام على الخالق جلَّ في علاه، وفي هذا المقال أُبيِّنُ -إن شاء الله تعالى- ضبطها المُحكم لتوالي العِلَلِ والمعلولات، ثُمَّ الانتهاء برهانًا…
-
نَظَرِيَّةُ الفوضَى فِي قِبَالِ بُرهَانِيَّةِ الكُلِّيَاتِ الخَمْسِ على الخَالِقِ جَلَّ فِي عُلَاه
بواسطة Adminهل سَقَطَ المَطَرُ ليروي الأرضَ فَتَخْضَرُّ ويخرج الزرعُ؟ قالوا: لا، بل سقط بلا مخطَّط، وكانت الأرض محلَّ سقوطه، فاستجابت له مواقعُ منها فاخضرَّتْ وخرج الزرع وأثمر بعضُه.. كلُّ هذا بلا تخطيط ولا مقاصد، ولا يتعدَّى الأمرُ أكثر من استجابات أظهرت…
-
يفهمُ عُمُومُ الناسِ الإلحادَ أنَّه القول بإنكار وجود خالقٍ لهذا الكون الواسع، فالملحد يُنكر الألوهية من رأس، ويذهب إلى أنَّ الفوضى هي الأساس في انتظام الأمور، ولذلك يُنسبُ فلاسِفَتُهم إليها فيُقال: (المُفَكِّر الفيلسوف الفوضوي) أو (اللا سلطوي). أرى أنَّ الإلحادَ…
-
بين السهولة والتعقيد: سمعنا، ونسمع كثيرًا عن ضرورة تقديم الإسلام للناس سهلًا بسيطًا كما هو، دون تعقيدات متعبة وتصعيبات مُنَفِّرة، ثُمَّ أنَّ هذه المطالبات امتزجت باعتراضات جديدة على عموم الخطاب الإسلامي، فهو كما يرى المُدَّعي: هزيل ضعيف سِمَتُهُ البعد عن…
-
دعونا نأخذها من مختلف الاتِّجاهات.. القائلون بأصالة الفوضى ينتهون إلى أنَّ نفسَ الفوضى التي يقولون بها آلت إلى منظومة وجودية تتكامل في إطار عامٍّ لا تحيد عنه، وإن حادت ففي داخل نفس التصارع المتحرِّك من الفوضى إلى النظام، وبالتالي فإنَّ…
-
يقال في مقام الجواب: الله موجود، وعلى الإنسان أن يعمل لنيل رضاه والفوز بالجنة. فيُقال: وعلى أيِّ القوانين يعمل؟ وكيف يعمل دون أن يفهم؟ فيُجاب: لقد أمرنا رسولُ اللهِ (صلَّى الله عليه وآله) أن نتَمَسَّكَ بالثقلين، فنكون على الهدى وننال…
-
الخُلعُ.. هو مالٌ تبذله الزوجة ليخالعها عليه زوجها بعد أن تصِلَ في مشاعرها تجاهه إلى درجة الكُره، فلا تطيق الاستمرار في علاقتها الزوجية معه. تندرج تحت عنوان الخُلع مجموعةٌ من المسائل الفقهية، منها رجوع الزوجة عن بذل المال، وهنا سؤالٌ…
-
يجتهدُ فقهاؤنا الكِرام في تتبع الأدلة والنظر فيها نظرًا علميًا معمَّقًا بحسب ما تقتضيه القواعد والأصول طلبًا للكشف عن الحكم الواقعي المطلوب للباري تبارك ذكره، ولا شَكَّ في أنَّ هذه العملية تحتاج إلى جهد كبير يبذله الفقيه في دوائر علمية…
-
من أوضح الواضحات اختلاف الناس في أفهامهم وأمزجتهم وطباعهم؛ لاختلاف عموم ظروفهم الاجتماعية والتربوية وما نحو ذلك، ولو أنَّ شخصين عاشا نفس الظروف وفي بيئة واحدة، فإنَّ موقفًا واحدًا يتعرَّض له أحدُهما كفيل بأنْ يُميِّزَه عن الآخر ويجعله مختلفًا، وهذا…
-
يُشِيرُ القُرآنُ الكَريمُ في أكثر من موضع إلى انحصار الخير والصلاح في القِلَّة دون الكثرة، فيقول: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، وفي التأكيد على ملازمة الكثرة للضلال، قال: (لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)، ولكنَّ هذه الحالة تُقَابَلُ بضِدِّها تمامًا…
-
“إنَّ تصورَنَا لِمَوضُوعٍ، ما هو إلَّا تصورنا لِمَا قَد ينتج عن هذا الموضوعِ مِنْ آثَار عَمَلِيَّةٍ لا أكثر”. اشتَغَلَ الغَرْبُ كَثِيرًا بالفِكر من حيث مادَّة الثقافات وكيفية تَشَكلها، وتحديد جهة أو جهات الاستقبال والإرسال المعرفي في الإنسان، ويبدو لي أنَّ…
-
طالما شُغِلَ بالي بمباحث الحقيقة والاعتبار على اتِّساع موارد تطبيقاتها، من العلاقة بين الألفاظ ومعانيها، إلى الانتزاعات (الذهنية) للمفاهيم والمعاني الحرفية من المواضيع الخارجية، مرورًا بالعلاقات الاجتماعية، والافتراضات وما نحو ذلك. ولم أكن لأطمئن إلى استسهال ما يُعبَّر عنه…
-
المرورُ و(عَصْرُ) المُخَالفَات.. وظاهرة (الوشم) يبدو أنَّ إدارة المرور في البحرين قد اتَّخذت بعض الإجراءات المشدَّدة، وربَّما غير المسبوقة، في التعامل مع المخالفات المرورية مثل السرعة وتجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، وما نحو ذلك. استعملت الجهة المختصة أداتين رئيسيتين في رصد…
-
منعطفُ تدوين الفلسفة كعلم تبرز في الساحة المعرفية بين الفينة والأخرى مواجهاتٌ عِلمِيَّةٌ يرجعُ بَعْضُها لنظريَّةٍ ذات أبعادٍ تَتَّسِمُ بالحساسية، كما قيل في القضاء والقدر، وفي المعاد إن كان جسمانيًا أو لا، وفي خلق القرآن، وما نحو ذلك من رؤى…
-
ما تدعو إليه هذه الرسالة، هو أن يتحمَّل المؤمنون مسؤولية البناء الداخلي بالجري في ثقافاتهم وفكرهم على وفق المدارات الراسخة حول محور الوَلاية، ولا شكَّ في أنَّ الصبر على تُهَم الرجعية والجمود والأصولية وما إلى ذلك، هو مِمَّا يُعَوَّلُ عليه…
-
كيف كان المعصومُ.. معصومًا؟ العِصمَةُ -بحسب ما أرى- هي: الكمال في القوى الإنسانية الأربع، وهي: العقل النظري، والعقل العملي، والانقياد النفسي للعقلين، والفعل، فلا يبقى منفذٌ لناقض مطلقًا. فهي: القطع اليقيني في قوى العقلين والفعل مع انقياد تام من النفس.…
-
نفتقِرُ في مجتمعاتنا إلى مراكز متخصِّصة في عمليات الاستقراء بأنواعها؛ لِمَا لِعلمِيَّةِ المادَّة من أهمية في قوة الدراسة ومستوى قربها من الواقع، ولو أنَّنا نتوفر على إحصاءات عِلميَّةٍ لانكشفت لنا الكثير من الحقائق التي تُمَكِّنُنَا من دراسة الواقع على أُسُسٍ…
-
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق أجمعين، محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين و العن الدائم على أعدائهم الى قيام يوم الدين. خصَّ لنا اللهُ تعالى مصابيح هدى وسبل نجاة، هم أهل بيت العصمة.. فاطمة…
-
الشَّيخ المفيد طودٌ شامخٌ في العلم، والشَّريفَين الرَّضي والمرتضى يتفجَّر عن جنبيهما العلم، وماذا نقول في شيخ الطَّائفة الطّوسي، والمحقِّق الخواجه نصير الدِّين، والمحقِّق الحلِّي، والعلاَّمة، وفخر المحقِّقين، والشَّهيدَين العامليَّين، والمحقِّق الكركيّ، نعم وأيُّ مرتبةٍ علميَّةٍ وصل لها المحدِّثُ الخبير…
-
الحياة بين بلاءٍ وابتلاءٍ حُسين طارش حوزة خاتم الأنبياء (صلَّى الله عليه وآله) العلمية 20 جمادى الثانية 1438 هجرية {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} الابتلاء وفقًا للآية الكريمة أساسٌ في الخلق والحياة، فالدنيا لم تُخلْق ليُركن إليها، فهي مبنية على الجهد والكدح والكدر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}، فلا بد من الابتلاء والبلاء في هذه الدنيا. ومعنى كل من اللفظين -الابتلاء والبلاء: البلاء يأتي بمعنى الجزاء، ويستعمل في الخير والشر، قال تعالى :{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ} وقال سبحانه :{كَذَلِكَنَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } وقال :{وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُبَلَاءً حَسَنًا}، فالبلاء يكون بالإنعام كما يكون بالإنتقامفيقال من الخير: أبليته أبليه إبلًاء، ويقال من الشر: بلوته أبلوه بلًاء. أما الابتلاء فهو بمعنى الاختبار والامتحان، قال جلَّ جلالُه: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} وقال تعالى: {وَإِذِابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} أي: وإذ امتحن إبراهيمَ رٓبُّهُ. والفرق بينهما أنَّ الابتلاء أخصُّ من البلاء، فهو اختبارٌ وتمحيص، أمَّا البلاء فهو الجزاء. ولِيُحسِن الإنسانُ تعامله مع الابتلاء عليه أن يعرف الحكمة والغاية منه، وهاهنا أذكر بعض الأوجه من حكمة…
-
نصرة الإمام الحسين في الإمام المهدي (عليهما السلام) حميد الغسرة حوزة خاتم الأنبياء (صلَّى الله عليه وآله) العلمية 20 جمادى الثانية 1438 هجرية قال الإمامُ الحسينُ (عليه الصلاة والسلام): “هل من ناصر ينصرنا، هل من ذاب يذب عن حرم رسول…
-
يَنْعَمُ الإنسانُ بالاستقرار النفسي كلَّما ابتعد عن الهزاهز بين النواقض، وهذا الاستقرار رهين الإلمام والإحاطة بمنظومة الصور العلمية، بحيثُ أن يقِف الفِكرُ على الظواهر وظروفها، فيعي المتناغم المُتَّسِقُ منها فيميزه عن المتشاكس المتنافر. مثال.. ما هي صِفَةُ الإمامِ الحسين (عليه…
-
مالي خص بدياج المكاين، كلامي في دياجة البيت.. البحرانية الحليوة اللي بيضتها ما تعجب أولاد المكاين.. يقولون عنها (زفرة)!! ملاحظة: في ناس يقولون: دجاجه، وناس يقولون: ديايه. واحنا من الوسطيين اللي يقولون: دياجه. عشان محد يحط في خاطرة. الدياج في…
-
-
من جهة الشرع الحنيف، فإنَّ العبدَ هو الإنسانُ المملوك لغيره، فلا يَمْلُكُ ولا يَنْكَحُ ولا يَبيعُ ولا يَشْتَرِي ولا غير ذَلِك ممَّا للحرِّ، إلَّا بإذن مالكه، وقد اشتهر بين علماء المسلمين اهتمام الإسلام بالقضاء على ظاهرة العبودية، وهذا أمرٌ، وبالرغم…