لست في مقام استعراض آراء أعلام الطائفة من الفقهاء المراجع في حكم ضرب الرأس بالسيوف والقامات بقصد إسالة الدم (التطبير) في اليوم العاشر من المحرم كشعيرة إحياء حسينية، فالآراء واضحة جلية سواء عند المجيزين أو المحرمين، ولكن الذي أرومه في…
Admin
-
-
هل تتوقف ساعة؟ لو اخترق مسامعك نداءٌ يخرج من السماوات والأرضين وما بينهما مزلزلًا قلبك معنفًا تلابيب وجدانك بصيحة: توقف..!! توقف، وإلا فإن دنياك سوف تتحول في لحيظات إلى تنين ينفخ النار نفخًا عاصفًا في كل ذرة من ذرات وجودك..…
-
فتحنا أعيننا وللعاشر من المحرم وضع خاص.. هيبة، ترقب، لون أحمر مختلف.. صوت الطبل كان المائز بين الطفل الجبان وذاك الشجاع الذي يتفاخر بين أقرانه إذا عاد إليهم بعد موكب (الحيدر) وملابسه ملطخة بدماء المطبرين.. أما عصر العاشر فتتحول فيه…
-
من الكاتبات البارزات في الصحافة المحلية والعربية الأستاذة لميس ضيف، فهي تمتلك فكرًا واضح المعالم يؤازره قلم طيع يعكس ما تحمله من أفكار وقناعات بكل انسيابية ورشاقة، وهذه ميزة أغبطها عليها كما وأرجو من الله العلي القدير أن يسددها على…
-
سلما علي ومضيا في طريقهما.. وبقيت أن متأملًا طريقي، فقد كان رجل لا أخاله لم يتجاوز الثامنين من عمره وبصحبته شاب في منتصف سنينه، وعندما نظرت إليهما مرددًا بصري بين الثمانيني والأربعيني شعرت بأن وجه الأول يحكي طين الأرض بعد…
-
في البداية يأخذ حوض المرأة بالتوسع والانتفاخ، ورحمها بالتقلص والارتخاء ليعلن المخاض أولى ساعاته الممهدة لخروج الجنين عن جنينيته لنور قد يكون فيه هذا العظيم أو ذاك الرذيل، ولو لا هذا المخاض لمات في أحشاء أمه مختنقًا. إن لهذه العملية…
-
الإنسان هو قطب الرحى في المنظومة الإسلامية بثقليها القرآن الكريم والعترة الطاهرة، فليس من قصة أو حكمة أو حكم إلا ويصب في مصلحة الإنسان أولًا وبالذات، فالقصة القرآنية للإنسان (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، والحكمة القرآنية للإنسان (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ…
-
– لا أرى الموت إلا سعادةً، والحياة مع الظالمين إلا برمًا.. – ماذا يا حسين؟ – إن الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم، فإذا مُحصوا بالبلاء قل الديانون. خذني معك يا حسين.. سيدي أقسم عليك بحق…
-
لن أحتاج اليوم إلى مقدمة تمهد للفكرة التي أريد طرحها، فكوننا في الثامن من المحرم يكفي أن يكون مقدمة لطرح السؤالين التاليين: الأول: لماذا لم يكن جيش الإمام الحسين (عليه السلام) ثلاثين ألف، وجيش يزيد نيفًا وسبعين؟ الثاني: هل أراد…
-
تُعْقَدُ سنويًا ودوريًا الكثير من المؤتمرات الرسمية على مستوى رؤساء الدول وما دون ذلك، فتصرف عليها الملايين من الدولارات من أجل انجاح صورتها وشكلها الخارجي، ولكن الشعوب تطالب دائمًا بمعرفة ما تنتجه هذه المؤتمرات وخصوصًا تلك الشرق أوسطية، ولأن النتاج…
-
عندما يكون لشيء ما -لسبب من الأسباب- مكانة خاصة ومميزة في نفسي فإنني وبشكل تلقائي أضع حدودًا حوله وأعتبر تعديها تعديًا على خصوصياتي.. هذه هي الغيرة بتوضيح مبسط جدًا قد تألفه بشكل أكبر إذا قست عليه شعورك تجاه زوجك وتجاه…
-
جاء في الأثر: “أنه، يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من الاسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه”، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): “إن الاسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء“. عندما تريد تفعيل قول الله تعالى: (وَقُل…
-
كم من محاولة إضلال شيطانية يتعرض لها كل واحد منا يوميًا؟ وكم منها يُسَجَّلُ في قائمة عنوانها: (محاولة ناجحة)؟ إن ملاحظة اخطبوطيات الشيطان في يومياتنا لا يحتاج لأكثر من وقفة صريحة على خط التمييز بين الحق والباطل، فهذا هو الخطيب…
-
كان من وجوه قومه في الجاهلية كما في الإسلام، فهو بطل شجاع مقدام لا تُخالف أوامره ولا تُكسر شوكته، وفي الغالب أن الذي يتصف بمثل هذه المواصفات لا يندفع في اتخاذ قراراته خصوصاً تلك التي ربما أفقدته ما هو عليه…
-
لا يختلف عاقلان في أن إمامنا الحسين (عليه السلام) يمثل في العقل الشيعي حالة فكرية متكاملة الأبعاد تامة الزوايا، فالحسين (عليه السلام) إمام من حيث هو خليفة لله تعالى، وهو خليفة من حيث هو مُمارس بدقة متناهية لكل تعاليم السماء…
-
لم التفت إلا والأم تحمل ابنها الثلاثي من قميصه الأحمر وترميه أرضاً بكل قسوة، ثم ترفعه وتهوي على وجهه الصغير بصفعة كادت عيني لشدتها أن تخرج من بؤبؤها.. هذا وألوان السباب والشتائم كان صدر الطفل الصغير يتلقاه ممن حملته في…
-
ارتكز الفكر الشيعي في القرنين الأولين من الهجرة على العلاقة المباشرة بين المجتمع والمعصوم (عليه السلام)، وقد تميزت هذه العلاقة بميزة افتقدها كل من خالف نهج الولاية التي أوصى بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي ميزة الطمئنينة والسكون…
-
كل كبير يعيش اليوم فهو بالأمس كان صغيراً يقبل أنواع البذور التي تلقى في أرضه فتكبر ويكبر معها حتى تتجذر فتكون شجرتها هي كبير اليوم. هذه قاعدة أفادها أبو عبد الله الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) عندما قال للأحول: “أتيت…
-
فكَّرنَا فاقتنعنا، واتَّبَعْنا فَثَبَتْنَا، هكذا كان حالنا حين وصل خبر الدعوة الجديدة التي جاء بها محمد (صلى الله عليه وآله)، فلم تكن هناك من حاجة إلى سيف يفتح؛ لأننا قررنا أن يكون الفتح بالعقول لا بالسيوف، وبعدها فكرنا ثانية فاقتنعنا…
-
لماذا نؤمن بوجود الله تعالى ووحدانيته؟ ولماذا لا نراه كما نرى أي موجود آخر؟ ولماذا خلقنا؟ لماذا نوالي أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، ونقول بعصمتهم، وبولايتهم التكوينية؟ لماذا نؤمن بإمام غائب اسمه المهدي المنتظر؟ ولماذا هو غائب؟ وماهي الضرورة من…
-
أفهم جيداً أن الحق كان مع علي (عليه الصلاة والسلام)، وأقطع بما وقع على الزهراء البتول (عليها الصلاة والسلام) من ظلم وغصب وتعديات سافرة، ولا يداخلني شك في أن الحسن (عليه الصلاة والسلام) هو سبط رسول الله (صلى الله عليه…
-
كتاب عظيم يقول عنه مولاه سبحانه وتعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)ثم يعاتب بشدة أولئك الذين لا يتدبرون آياته فيقول: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)، أما في…
-
كنت في يوم من الأيام لاعبا ومشجعا أهلاويا قد أكون متعصبا لفريقي في بعض الأحيان خصوصا إذا كان الخصم هو فريق كرة القدم في نادي المحرق، وأهل الملاعب يعلمون جيدا مستوى الندية و(العصبية) بين الفرقين اللذين تسميهما الصحافة بقطبي كرة…
-
كل كبير يعيش اليوم فهو بالأمس كان صغيراً يقبل أنواع البذور التي تلقى في أرضه فتكبر ويكبر معها حتى تتجذر فتكون شجرتها هي كبير اليوم. هذه قاعدة أفادها أبو عبد الله الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) عندما قال للأحول: “أتيت…
-
حاولت جاهداً أن أقنع نفسي بمبادئ الديموقراطية (المتقدمة جداً) والتي يؤسس لها روادٌ وخصوصا على مستوى المقالات في صحيفة (…)، ولكن ولربما (لضيق في أفقي) عجزتُ عن استيعاب رموزها المتطورة بالذات عندما (أتطفل) بقراءة بعض الأعمدة لبعض (الرواد)، والحق أن…
-
أحتاج إلى دروس مكثفة، لا في علم السياسة، وإنما في علم أبجدياتها لعلني أتمكن من فهم هذه التحولات الدراماتيكية في موقف رموز المعارضة من البرلمان منذ أن كان فكرة في جولة التسعينات حتى أصبحت المشاركة فيه اليوم لمجرد تفويت بعض…
-
اليوم هو الخميس ٢٨ من شهر شوال ١٤٣١ هجرية، خرجت من الحوزة على رأس الحادية عشرة من ساعات اليوم فكان بيني وبين وقت أذان الظهر قرابة النصف ساعة، ولكن ثمة شيء كان إلي أقرب من الزمان بكثير بالرغم من أنني…
-
التقييم.. كلمة نسمعها عندما تريد مؤسسة من المؤسسات الوقوف على آداءها في فترة سابقة، ومعناها الانتهاء إلى قيمة واقعية بناءً على حجم الخطوات والانجازات التي حققتها من جهة، والتي أخفقت في تحقيقها من جهة أخرى، والواضح هنا أهمية الدقة والواقعية…
-
علم التاريخ عبارة عن صفحات ذهنية أو ورقية تسجل فيها مجموعة الأحداث التي وقعت في الزمن الماضي قريباً كان أو بعيداً، أما فائدته فتظهر في مدى الإستفادة من تلك الوقائع على المستوى العملي، وفي هذا المضمار قال الحق تعالى (وَتِلْكَ…
-
السماء بزرقتها وغيومها السابحة بينها وبين الأرض تحتضن في ساعة سعد واستبشار قوسا شمسيا تقاربت في رسمه مجموعة هادئة من الألوان فتشكل في الأفق منظر يستل ابتسامات الاسترخاء والطمئنينة من قلوب الناظرين بكل رفق وحنان.. إبداع علمي رائع ذاك القوس…