التاريخ خط متصل تصنعه حركة كونية ثابتة، وإنما تميزه التصرمات المتتالية فيكون المتصرم ماض والمتعرض للتصرم حال حاضر وما يُقبل على التصرم مستقبل، وما يعطي طعمًا لهذه الحركة الزمنية المستمرة هو ما يقع فيها من أحداث يمر بها الإنسان ويعيشها…
Admin
-
-
إنها مرحلة بين مرحلتين سابقة ومقبلة، وما نحن فيه إنما هو صنيعة السابقة وصانع المقبلة، ومن هنا تأتي أهمية الدراسة الموضوعية لما كان حتى نغيره في الكائن لنضمن معالم الصورة الإجمالية لما سوف يكون، وهكذا هي المعادلة عند الحكماء الذين…
-
بداية أسأل الله تعالى أن يجعلنا من (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) فيشار إلينا مع (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ). الطبيعي أن يخطأ الإنسان ليتعلم من خطأه ويتحول بأريحية البشر من الوراء إلى الأمام في رحلة التكامل…
-
كيف ينبغي للإنسان أن يفكر؟ وكيف يحدد ما يعتنق من عقائد؟ من أين يبدأ؟ وما هي أدواته؟ أسئلة تدور جميعها في فلك (الإنسان)، فهو المحور ومنه المنطلق بلا شك، فإذا أردتُ البدء بدأتُ من نفسي، وإن أردتُ الفهم بدأتُ منها،…
-
عندما أكتب رأيًا ما، أو أطرح وجهة نظر معينة، فليس الأمر بالنسبة لي هواية أو مجرد أزرار أدعسها فيكون مقال ينتشر على صفحات العنكبوت الالكتروني، ليس الأمر هكذا على الإطلاق، وأرجو من الأخوة المؤمنين تقدير ذلك جيدًا. هذا أولًا، أما…
-
لكل واقعة حكم شرعي، والأحكام تتبع العناوين، وأصل الأحكام الإباحة، فكل ما يتحرك من إطار المباح إلا غيره فهو تشريع لا بد أن يكون مدعمًا بدليل قطعي يكون هو الحجة للعبد فيما بينه وبين خالقه سبحانه وتعالى، وتحديد الكلام هنا…
-
“خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى اسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخيّر لي مصرع انا لاقيه كأني، بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشاً جوفا وأجربة سبغًا، لا محيص…
-
رجلٌ أربعيني يخرج من عمق الصحراء ويقف في قبال سادة لهم صيتهم الرنان بين القبائل في شبه الجزيرة العربية ليعلن عن دعوة النبوة وصراحته في محاربة الوثنية وكل مظاهر الظلم والاستبداد، وفي ظرف عقدين من الزمن يتحول هذا الرجل من…
-
“إنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي“ بعد الحصر المستفاد من (إنما) صرح الإمام الحسين (عليه السلام) بأنه هو الذي خرج عازمًا حتى لو كان فردًا وحيدًا في ساحة المواجهة (خرجتُ، ولم يقل خرجنا)، وخروجه كان من أجل غاية أوحدية…
-
ما هي الفكرة؟ كيف تأتي؟ ومن أين؟ هل هي مجرد صورة تتركب بشكل طارئ ومفاجئ، أم أنها نتيجة لمقدمات ومقدمات؟.. وكيف ينبغي للفكرة أن تخرج إلى الآخر أو إلى الآخرين؟ أولًا، ألفت انتباه القارئ الكريم إلى أنني لست بصدد الحديث…
-
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في وصيته لكميل بن زياد: “ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة”. إنها الثقافة، ولا شيء غيرها نحتاج إليه حينما ننظر ونحلل ونقرر ونتحرك؛ فهي الحاكية إلى ما نحمله…
-
ليست الكلمة إلا مجموعة من الحروف جُمِعَتْ بشكل معين وبتركيب مقصود وفي مناسبة محددة لتقوم دالًا على معنى من المعاني الذي يصبح فيما بعد مدلولًا لها، وهكذا هو الوضع اللغوي مختصرًا قد ذكرته للتذكير بحقيقة ثقافية غاية في الأهمية، وهي…
-
قال بعض المؤمنين بأن مجرد الإجتماع لإحياء مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) فيه إظهار كافٍ لمختلف أبعاد حياتهم من سياسيةٍ وتربويةٍ واجتماعيةٍ وما شابه وعليه فإن الإقتصار على إحياء المظلومية في النفوس كافٍ ويجنب الموكب العزائي عناوين التسييس وما نحوها.…
-
لماذا؟ المرأة مخلوق جواهري رائع في مختلف أبعاده.. مخلوق ملؤه حياء، عفة، عطف وحنان.. المرأة مخلوق إذا ما راعيناه فإنه يتحول بقدرة رب عظيم إلى طاقة عطاء لا حدود لها، من بين أحشائها يخرج العالم والحكيم والثائر الناهض بالمبادئ والقيم…
-
نعلم جيدًا بأن دولة الحق والعدل والإنصاف والمساواة وتمام العقول، لا يقيمها إلا صاحبها القائد المطلق إمامنا المهدي المنتظر (أرواحنا فداه)، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): “إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم وكملت…
-
يُمَثلُ المعصومُ (عليه السلام) الحق الصريح والمطلق دائمًا، وبالتالي فما يقابله لا يمكن أن يكون إلا صريح الباطل في مساحة المقابلة قطعًا، وهذا مُسَلَّمٌ بِهِ عَقْلًا. في هذه السطور أريد التحدث عن المعاهدة التي أبرمها السبط أبو محمد الحسن بن…
-
والله أنها أبيات رائعة ذات معان موضوعية في قمة الجمال. أذكر أننا درسناها في الصف الخامس أو السادس الابتدائي، وأشعر أننا في حاجتها اليوم ونحن نعيش اقتحامات منتصف العمر. لكم إياها أيها الأحبة.. حكاية الكلب مع الحمامة حكاية الكلب مع…
-
يقول خبراءٌ في كرة القدم بأنه وبالرغم من صغر سنه (16 سنة) إلا أن مهاراته في اللعبة تتجاوز مهارات كبارها من اللاعبين المتمرسين، وكذلك يقول مدرسوه عن مستواه العلمي ودرجته الأكاديمية التي يكاد أن يتجاوز بها بعضًا منهم. أما في…
-
عن جعفر بن محمد (صلوات الله عليه) أنه قال: لا أعرف شيئا بعد المعرفة بالله أفضل من الصلاة. وعن علي (عليه السلام) أنه قال: الصلاة عمود الدين، وهي أول ما ينظر الله فيه من عمل ابن آدم، فإن صحت نظر…
-
تسيطر البرامج الحوارية على شبكة (الإنترنت) بشكل كبير جدًا حتى أنها دخلت في عمق المواقع الأخبارية عن طريق التعليقات على الأخبار المنقولة والمقالات المكتوبة وما إلى ذلك وكأن الحوار يريد أن يصرخ في وجه العالم بأنه طبيعة إنسانية لا تقبل…
-
التدين وصف جميل يسعد به المسجديون وغيرهم من المأتميين ومن على نسقهم في المرتكزات الثلاثة: (الأخلاق، العقائد، والفقه) فالمسلم يسمى متدينًا كلما تمكن من عقائده الدينية وأحكامه الشرعية متوجًا شخصيته بحسن الخُلق وحلو السيرة، ولذلك تجد الدعاة والمبلغين يركزون بقوة…
-
قَلَّدَ زيدٌ بكرًا بعد أن اطمئن لعلميته وأعلميته، ومعنى ذلك أن يلتزم زيدٌ بفقهيات بكر دون الحاجة إلى سؤال أو تتبع لدليل إلا من باب العلم بالشيء والارتقاء في مدارج العلم والمعرفة، كما وأن معنى هذا التقليد أن لا يعتني…
-
سمعت ذات مرة أحد الخطباء يستنكر بعض الإحصاءات الكربلائية التي نقلتها كتب المقاتل من قبيل أن الواحد من معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) كان يقتل من اليزيديين في الحملة الواحد مئات الرجال، وقال بأن هذا محال حيث إننا لو قلنا…
-
يُسَلِّمُ المسلمون بقدسية القرآن الكريم وتُسْتَّفَز غِيَرِهِم لأي شبهة أو اتهام يوجهه أحدٌ إلى آية من آياته أو حتى حرف من حروفه، وفي المقابل يقدس اليهود توراتهم والمسيح إنجيلهم، ولكنهم أقل غيرة في الدفاع عنهما بالرغم مما يثيره المسلمون من…
-
عندما يقف الحسين (عليه السلام) يأتي العقلاء فيصطفوا خلفه متخذينه دليلًا يرشدهم إلى الطريق القويم نحو الله تعالى ورضاه، فيكون الشكل هندسيًا كالمستقيم منتهاه الله تعالى ونقاطه أهل بيت العصمة (عليهم السلام) والعقلاء من خلفهم يسيرون أينما ساروا ويتحركون كيفما…
-
معادلاتٌ قُلِبَتْ، وموازين تَخَلْخَلَتْ، وقيمٌ مَاعتْ.. هذه هي نظرتي السوداوية المتشائمة الكئيبة المتشنجة المأساوية اليائسة.. هي كذلك كما يحلو للبعض أن يسميها وهم أصحاب النظرة التفاؤلية الإشراقية المنشرحة السمحة كما يدعون، وعلى أية حال لا تهم دقتهم في التوصيف بقدر…
-
عندنا بحر محيط تولد مياهه تيارات قوية يتغير اتجاهها بتغير اتجاه الرياح وعوامل طبيعية أخرى، وعندنا سفينة لو خلي بينها وبين الأمواج لاخذتها تياراته ذات اليمين وذات الشمال بتسليم منها تام ودون أدنى مقاومة، ولو أن شراعًا علا في وسطها…
-
يضج القرآن الكريم بآيات عظيمة تحث على التدبر والتفكر في الكون وأحداث الدنيا ووقائع الحياة، فهي المادة الخام لأي إبداع فكري يحمل رايته الإنسان، وكلما اشتدت قوة التفاعل التدبري بين الخارج الواقعي والذهني الاعتباري كلما تشكلت صور جديدة تُألفها شلالاتٌ…
-
أهبط الله تعالى آدم (عليه السلام) وزوجَه إلى الأرض قائلًا: “اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ”، ويبدو أن هذا العداء هو السر في استمرار الحركة الأرضية عمومًا، فالطبيعة الدنيوية طبيعة عمل وكد وخشونة وتحمل للشدائد وقسوة النوازل، ولذلك قضت الفطرة المجتمعية بأن…
-
بالأمس قرأ أحد الدينماركيين رسولنا الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) من خلال شريحة من المسلمين لا يرون من العبادات غير الجهاد بمقاس عقولهم المريضة التي لا تقدم خيارًا على خيار التفجير وقطع الرؤوس وترويع الناس نساءً…