ما أنتَ؟ تُشَكِّلُ الإنسانَ في بُعدِه الإرادي مجموعَةٌ مُعقدةٌ من الأحاسيس والمشاعر.. يقعُ تحت سلطان الذكريات.. المواقف.. الحنين.. الانتماء.. وتتحكم فيه خبراتُ الألم والفرح.. وتجارِبُ الثقافةِ والفِكرِ وغيرِها.. دعوني أضربُ مثَلًا موقِفَ عليٍّ (عليه السلام) مع ابنِ العاص عندَّما كشف…
أحدث المقالات
-
-
يسخرون منك إن قلتَ: تعلَّموا للعلم.. تعلَّموا للحِكمة، ولا يكونَنَّ تعلُّمُكم لوظيفةٍ أو مالٍ أو وجاهة.. للأسف، يسخرون، فقد ملئت المادَّةُ الدنيا، وأحكمت قبضتها على القلب والعقل والنفس، فلا يتمكن ابنُ هذا العصر أن ينعتِق من مغارس مخالبها وأنيابها إلَّا…
-
أقول ما أريد أن أقول، وليفهموا كما يريدون! لستُ مستعدًا لتضييع وقتي في انتقاء الكلمات، وليفهم السامع ما يفهم! لا.. هذا خطأ، وهو مخالِفٌ لأدب وأدبيات إسلامنا العظيم من جهتين: الجهة الأولى: استغلال الآخر للمشتركات اللفظية لغاية ضربك والنيل منك…
-
روى العيَّاشي في تفسيره عن الفضلِ بن أبي قُرَّة، قال: “سمعتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أوحى اللهُ إلى إبراهيم (عليه السلام): إنَّه سيولَدُ لك. فقال (إبراهيمُ) لسارة (زوجته)، فقالت: أألِدُ وأنا عجوز؟ فأوحى اللهُ إليه: إنَّها سَتَلِدُ، ويُعذَّبُ…
-
عندَّما تُغَلُّ الأيدي وتُشَلُّ البواصِر وتُصعقُ العقول عندَّما يكون الأمرُ بين إرادة السماء وعصا اليقين.. فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ!! قَالَ: كَلاَّ.. إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ. فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ: اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ.. فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ…
-
أذكر في ما مضى من السنين أنَّ مائدة الطعام، وخصوصًا الغداء، قلَّما كانت تخلو من السمنِ.. وليس أي سمن، ولكِنَّه سمن البقر، ويسميه البعض (دهن خالدي). كانوا يضعونه في فنجان، ولإذابته يُريحون الفنجان في وسط صحن الرز، ثُمَّ يَصُبُّ كلُّ…
-
في تصوري أنَّ مشكلةَ السُمْنَة راجِعَةٌ إلى قِلَّة الحركة البدنية الرياضية الأعم من العمل الشاق كما هو الحال في المزارع والبناء وما شابه، ومن التمارين والتدريبات المعروفة، ومع قِلَّتِها تظهرُ بعضُ الأطعمة في آثار مَرَضِيةٍ على البدن، فلو أنَّنا نتحرَّك…
-
أحمدُ اللهَ سبحانه وتعالى كثيرًا عندَّما أتأمَّل الخيرَ في بعض قُرَانا، ومن مظاهره إصرار أهل الدار على المارِّ بهم أن لا يغادرهم إلَّا من بعد طعام أو لا أقلَّ من فردة تمرٍ وفنحان قهوة.. تشعر بفرحهم وانشراح صدورهم للضيف إذا…
-
أحاول البحث عن مؤسسات معرفية مدرسية تقوم على عدم التقنين مطلقًا، وكلَّما افترضتُ واحدةً اصطدمت بواقع اعتبارها عدم التقنين قانونًا لها، وبالتالي لا أجد مفرًّا من حملها على النقض الذاتي في جوهر بنائها، وإلَّا فكيف يمكن التوفيق بين الإطلاق…
-
تسريحُ الشعرِ هو فكُّ عقده وإرساله بالمشط، وقد جاء عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه قال: “من اتَّخذ شعرًا فليُحسِن ولايته أو ليجزَّه”. فيظهر أنَّ للعناية بالشعر أهميَّةً في أدب أهل بيت العِصمةِ (عليهم السلام). * قال…
-
يتحدَّثُ الناسُ كثيرًا عن الحريَّة الشخصية، وهم أنفسهم يحدُّونها بقوانينهم الخاصَّة، ومن أمثِلةِ ذلك ترسيخُ بعض الآباء لحرية الاختيار في نفوس أولادهم، وعندَّما يختار أحدُ الأولاد التدين والالتزام بخَطٍّ تديني معين، فإنَّه يصطدم حينها بوالديه يمنعانه ويعلنان صراحةً عن رفضهم…
-
عندي فكرة.. أو وصلتني رسالة.. خبر.. رؤية.. صورة.. لماذا أُرسِلُها أو أُعيِدُ إرسالَها لمجموعةٍ أو قائمةٍ؟ ما أفهمُه هو إنَّني أُريدُ مشاركةَ الآخرين فكرةً ما، فأُبيِّنُ الحيثية أو الحيثيات التي أريدها في عبارةٍ أو مقالٍ أو صورةٍ أو ما شابه..…
-
لماذا نُصِرُّ على استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ الخير بين أيدينا، ولا مانع من التنعم به، ولكنَّنا نتركه ونتقلب في الأدنى فنُحرم أنفسنا خيرات وبركات أرادها اللهُ تعالى لنا.. الخبز.. تعالوا لنرى أيَّ نوع من الخبز هو الأفضل…
-
ازدواجية المعايير هي المبادئ التي تتضمن أحكامًا مختلفة لفرد أو مجموعة بالمقارنة مع فرد أو مجموعة أخرى، ومثال ذلك أن يُدانَ شخصٌ على اختلاس مبلغ من المال، ويُكافئُ آخر ارتكب نفس الفعل ولكن أعطي عنوانًا غير عنوان الاختلاس، ومن الواضح…
-
نعاني كثيرًا من الملح، ويقول الأطباء والرياضيون أنَّه يسبِّبُ الكثير من الأمراض، وعدُّوه من السموم البيضاء إلى جانب السُكَّر والدقيق الأبيض، ولكن ينبغي لنا التنبُّه إلى أنَّ هذه الثلاثة يُقصد بها المصنوع منها في معامل البشر، فهي بالفعل مُمرضةٌ مُتعِبةٌ…
-
يُعلِّمُ الآباءُ أولادَهم بأنَّ ما يسقط على السفرة من طعام (قمامة) ولا ينبغي أكلُ شيءٍ منه، ومن يفعل ذلك يؤنَّب وينعت بنعوت سيئة.. تعالوا لنرى ما يقول أهلُ بيت العصمة (عليهم السلام) في ما يسقط من الخوان. (الخوان هو ما…
-
نقرأُ نصائِحَ وتعليمات طبِّية لجهةٍ متخصِّصة فنؤمنُ بها ونُرشِدُ إليها دون السؤال عن مثبتاتها؛ فالقائل مُتخصِّصٌ، وهذا يكفي. يصابُ أحدُنا بحالة نفسية معيَّنة، فيقصد الطبيب المختص، ثُمَّ يلتزم بالعقاير الطبية التي يصفها له، وذلك طلبًا للشفاء من توتر نفسي…
-
مِمن أكون؟ هل أكونُ من القِلَّة بعد التمييز والتمحيص؟ أو مِنَ الكثرة التي تسقط في الامتحان؟ عن إبراهيم بن هلال، قال: “قلتُ لأبي الحسن (عليه السلام): جُعِلتُ فداك، مات أبي على هذا الأمر (يقصد أمر الإمام المهدي -أرواحنا فِداه-)…
-
عندما يكون تصوير المشاهد بصياغة من معصوم.. وعندما يكون المعصومُ عليًّا (عليه السلام)، فالأمر حينها مختلف.. رحلةٌ قصيرة، ولكنَّ عمقها يتجاوز حدود الدنيا.. رحلةُ علمٍ ومعرفةٍ ونباهةٍ وحكمةٍ، مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذ يقول مُحذرًا: “انظُروا في الدنيا نَظرَ…
-
قد لا أنتبه لظهري مشغولًا بمن يريدُ الوصول إلى غاياته وقد نجح في غلِّ قوة تحملُّي لمصلحته.. وقد أغفل عن طاقاتي يستنزفها ليقوى ويواصل طريقه نحو مراميه.. لا (ظهر) فيُركب.. لا (ضرع) فيُحلب.. هكذا قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام): “كُنْ…
-
نسمعُ كثيرًا عن فضيلة المشورة وضرب الرأي بالرأي طلبًا لتولد الصواب، ولكن ثمَّة آفة ترد على هذه الفضيلة فتحيلها منقصَةً ورذيلةً.. يقول اللهُ تعالى: (كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) ويقول أميرُ المؤمنين (عليه السلام): “من استغنى…
-
تنبيه الأمة وتنزيه الملة الشيخ محمد حسين النائيني لا أشكُّ في السعة العلمية التي تميز بها الميرزا النائيني (قُدِّس سرُّه) وإن كان العمق قد غلب البعد الشمولي الأفقي في أكثر من موضوع، غير أنَّ هذا لا يؤثر في مستوى أهمية…
-
-
إسم الكتاب الإنسان من أجل ذاته : بحث في سيكولوجية الأخلاق المؤلف إيريك فروم ترجمة : محمود منقذ الهاشمي يبدأ المؤلف بحثه بفصل أوَّل يحدد فيه المشكلة التي هو بصدد معالجتها، فتظهر للقارئ منذ الوهلة الأولى الثقة العلمية لإيرك فورم؛…
-
اسم الكتاب: جمهورية أفلاطون المؤلف: أحمد المنياوي كم قتلونا بما أسموه: واقعية! حولونا إلى آلات، وفي كثير من الأحيان -أعتذر- حيوانات، وصوروا لنا المثالية أحلامًا يهواها المنفصلون عن الحياة وواقعيتها.. وبالفعل تشكلت هذه المكررات ثقافةً أصبحنا عليها لنبيت على تطبيقاتها،…
-
اسم الكتاب: الأُسس الفلسفية للعلمانية المؤلف: عادل ضاهر الطبعة الثالثة ٢٠١٥م يقع في ٤٢٩ صفحة دار الساقي/ بيروت – لبنان ……. لا بُدَّ لي من الإشارة أوَّلًا للقوة المنطقية التي يُمسك الكاتبُ بناصيتها بشكل يدعو للاحترام، فهو يجيد الربط بشكل…
-
إسم الكتاب: اليهود في تاريخ الحضارات الأولى المؤلف: غوستاف لوبون ترجمة: عادل زعيتر الطبعة الأولى ٢٠١٤ ميلادية عدد الصفحات: ٩٣ الأهلية للنشر والتوزيع – المملكة الأردنية الهاشمية …………… في مراحل أربع يتحدَّث المؤلف حول أبعاد أربعة في تاريخ اليهود، أمَّا…
-
من أشدِّ البلايا وأصعبها ندمًا، أن يكون سعيُ الإنسان في العلم والتحصيل سعيَ ضياعٍ وضلالٍ.. (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا). ليس من عاقل إلَّا ويحث على التعلم والتحصيل؛ فهذا طريق التكامل الذي خُلِق له…
-
ورد في الحديث عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه قال: “فإنَّ شرَّ الإخوان من تُكُلِّفَ له” ولكنَّ هذا لا يعني سقوط الآداب بين الأصدقاء، فالصداقة أدبٌ وخُلُق وحدودٌ واضحة تحافظ على سمو هذه العلاقة التي اشتُقَّ اسمُها من…
-
شاهدتُ قبل يومين مسرحية وُصِفتْ بأنَّها نقدية هادفة، وبالفعل كانت تتحدث عن بعض المظاهر غير الصحيحة وعلى مستويات عدَّة، منها المستوى السياسي ومنها التربوي ومنها الاجتماعي، وكان الجمهور يصفق وتبدو عليه أمارات الإعجاب بالمسرحية وما تتناوله من مواضيع يبحث هو…