ما أنتَ؟
تُشَكِّلُ الإنسانَ في بُعدِه الإرادي مجموعَةٌ مُعقدةٌ من الأحاسيس والمشاعر..
يقعُ تحت سلطان الذكريات.. المواقف.. الحنين.. الانتماء..
وتتحكم فيه خبراتُ الألم والفرح.. وتجارِبُ الثقافةِ والفِكرِ وغيرِها..
دعوني أضربُ مثَلًا موقِفَ عليٍّ (عليه السلام) مع ابنِ العاص عندَّما كشف هذا الأخيرُ عن عورتِه فرارًا من سيف الفاروق الأكبر (عليه السلام)، والكل يعلم الأدوار الخطيرة التي لعبها عمرو لصالح دولة الجور..
ماذا تقول عقلية الغضب؟
ماذا تقول عقلية الانتقام؟
ماذا تقول عقلية القراءة الناقصة للواقع؟
كلُّها تقول: اضربه بسيف الحقِّ واجعله آيةً للعالمين.
ولكن، ماذا يقول العقل؟
العقل ينظر للقيم حاضرًا ومستقبلًا، وفي العواقب والآثار، ويُعمِلُ مقدِّمات الترجيح والتقديم والتأخير، ولذا، فهو أمام الحقِّ على مسافة واحدة مهما تداخلت العناوين، فلا شخصنيات ولا تحزبات ولا انتماءات..
* قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام):
“زوالُ العقلِ بين دواعي الشهوة والغضب”.
* وقال (عليه السلام):
“من ملك نفسَه علا أمرُه، ومن ملكته نفسُه ذلَّ قدرُه”.
* عن عليّ بن الحكم، عن عبد الله بن سنان، قال: سألتُ أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام)، فقلت:
الملائكة أفضل أم بنو آدم؟
فقال (عليه السلام): قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام):
“إنَّ الله ركَّبَ في الملائكة عقلًا بلا شهوة، وركَّب في البهائم شهوةً بلا عقل، وركَّب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقلُه شهوتَه فهو خيرٌ من الملائكة، ومن غلبت شهوتُه عقلَه فهو شرٌّ من البهائم”.
” عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
“إنَّما المؤمِنُ الذي إذا رضيَ لم يُدخله رضاهُ في
إثمٍ ولا باطلٍ، وإذا سَخَطَ لم يُخرجه سخطُه من قول الحَقِّ، والذي إذا قدَرَ لم تُخرجه قدرتُه إلى التعدي إلى ما ليس له بحقٍّ”.
* شعار السلسلة:
(ينبغي لنا ضبط ثقافاتنا وأعرافنا على نصوص الثقلين المقدَّسين، وليس العكس).
مع صادق الدعاء
السيد محمَّد علي العلوي
٢٥ من ذي القعدة ١٤٣٧ هجرية
29 أغسطس 2016 ميلادية