ما الذي بيدك؟
عليك معرفة ما أنت فيه وعليه من خُلُقٍ وقيمٍ ومعارف وما نحو ذلك، ومن أخطر الأمور أن يُلبِسَ الإنسان على نفسه فيخدعها ويريها حُمقَها صِدقًا وشجاعةً، وتسافلها قيمًا، وجهلها معارف وعِلمًا..
يزداد الأمرُ سوءًا، إذا أُتبِعَ هذا المخدوع بمصفقين ومطبلين يجعلونه من بعد انخداعه مفتونًا..
يقول الإمام الكاظم (عليه السلام) في وصيَّته لهشام:
“”لو كان في يدك جوزة وقال الناس: لؤلؤة، ما كان ينفعك وأنت تعلم أنّها جوزة، ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس: إنّها جوزة، ما ضرك وأنت تعلم أنّها لؤلؤة”.
المصيبة إذا صدَّق أنَّ الجوزة لؤلؤة، ومصيبة أخرى أن يصدِّق صاحبُ اللؤلؤةِ لؤلؤتَه جوزة، فالأوَّل يبتلي به الناس، والثاني يبتلي الناسُ بفقده.
وليت الأمر يتوقف عند حدود هذه الدنيا..
يقول الإمامُ زين العابدين (عليه السلام):
“ربَّ مغرور مفتون يُصبِحُ لاهيًا ضاحكًا، يأكلُ ويشربُ، وهو لا يدري لعلَّه قد سبقت له من الله سخطةٌ يَصلَىَ بها نارَ جهنَّم”.
فلنحذر، وليحذر المنغمسون في الجرأة باجتهاداتهم وتحكيمها على النصوص المُقدَّسة، وتبرير أفعالهم بإعمال العقل والتعقل..
يقول اللهُ تعالى:
(قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ).
وقال تبارك ذكره:
(يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا).
* شعار السلسلة:
(ينبغي لنا ضبط ثقافاتنا وأعرافنا على نصوص الثقلين المقدَّسين، وليس العكس).
مع صادق الدعاء
السيد محمَّد علي العلوي
26 من ذي القعدة 1437 هجرية
30 أغسطس 2016 ميلادية