نقرأُ نصائِحَ وتعليمات طبِّية لجهةٍ متخصِّصة فنؤمنُ بها ونُرشِدُ إليها دون السؤال عن مثبتاتها؛ فالقائل مُتخصِّصٌ، وهذا يكفي.
يصابُ أحدُنا بحالة نفسية معيَّنة، فيقصد الطبيب المختص، ثُمَّ يلتزم بالعقاير الطبية التي يصفها له، وذلك طلبًا للشفاء من توتر نفسي أو اكتئاب أو قلق أو ما شابه.
يأخذُ أقراصًا ليشفى من الاكتئاب، ولكنَّه يستصغر قول المعصوم (عليه السلام) عن الزعفران بأنَّه يُفرِحُ القلب، وبسرعة ينقلبُ مُكبِرًا إذا ما حظي هذا القول بتزكية من طبيب (مُختص)!
لا يتوقف الأمرُ عند الأطعمة والأشربة، فهناك الكثير من المستحبات تركناها لعدم كونها من مواضيع الإثبات العلمي التجريبي، ومنها حمل العصا والتردي ولبس الخف الأصفر وغير ذلك، بل وقد أمست هذه من المعائب إذا ما استنَّ بها مؤمِنٌ تسليمًا واعتقادًا، ولا يعدُّها الناسُ من جملة الحريات الشخصية مثل بنطال (Low waist) وقصَّات الشعر الغريبة وطلاء الأظفار للبنات بألوانه الوردية والبنفسجية وغيرها..!!
كلُّها داخلة تحت عناوين الحريات الشخصية والتحضر والمدنية، ولكنَّ لبس العمامة والرداء وحمل العصا، فهذه من علامات التخلف والرجعية والجمود..
أن تلبسَ المرأة عباءة وحجابًا وتغطي وجهها، فإنَّهم يشبهونها بكيس القمامة، ولكن أن تتعرى وتُظهر مفاتنها لكل عينٍ أجنبيه، فهذه حرية شخصية!
على أيَّةِ حالٍ فالخطب عظيم والرزء جسيم، ولكنَّه وبالاستعانة بالله العلي القدير، أبدأ غدًا (العاشر من ذي القعدة ١٤٣٧ هجرية) إن شاء الله تعالى، بإرسال بعض الأحاديث الشريفة في خصوص المستحبات المغفول عنها، كما في مستحبات اللباس والطعام والمشي والجلوس وما نحو ذلك، وطالما أنَّها عن المعصومين (عليهم السلام) ومن مصادر معتبرة، فهي عن أهل اختصاص، بل هم (عليهم السلام) مصدر كل اختصاص في خير وصلاح.
وقد أسميتُ هذه السلسلة (تبيانًا لكلِّ شيء)، ومنه جلَّ في علاه أسأل التوفيق والسداد.
مع صادق الدعاء
السيد محمَّد علي العلوي
9 من ذي القعدة 1437 هجرية
13 أغسطس 2016 ميلادية