هناك نوع متغيِّرٌ بحسب الظروف، من النصوص القرآنية والعِتروية ما نحتاجه كرسالةِ تنبيهٍ واستثارةٍ للعقول، وفي الأكثر من هذا النوع دعواتٌ مُتَضمَّنَةٌ للمراجعةِ وإعادةِ الحسابات..
ولكن..
كلِمةُ (المراجعةِ) سهلةٌ، ومثلها (إعادة الحسابات)، ولكنَّ الحقيقة أنَّهما من أعقد الأمور وأخطرها؛ فهي ما لم تستند إلى منهج واضح في التقييم، وآخر في المراجعة وإعادة الحسابات، فالأرجح أنَّ النتائج تكون أمرَّ وأكثرَ إيلامًا.
أذكرُ هنا حديثًا عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، وأدعو الأكارم لتأمُّلِه بدقَّةٍ وعمقٍ..
قال (عليه السلام):
“ليس من باطلٍ يقومُ بإزاءِ الحقِّ إلَّا غلب الحقُّ الباطِلَ، وذلِك قولُه عزَّ وجلَّ: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ).
مِمَّا يُلفِتُ في هذا النور الصادقي:
* قال بقيام (باطِلٍ) دون (ألفٍ ولام) بإزاء، وليس (في قبال) أو ما شابه، (الحق) بـ(ألف ولام).
وفي عَجِزِ الكلام حلَّاهما بـ(ألف ولام).
* في الآية الكريمة نسبة القذف إلى الله تعالى، وموضوعه (الحق).
* لم يقل: نقذفُ بالحقِّ الباطِلَ، ولكنَّه تبارك ذكرُه قال (على الباطلِ).
* بمجرَّد القذف يحصل الدمغ، وذلك لدلالة حرف (الفاء)، والدمغ هو: شجُّ الرأس بضربة تُخرجُ منه الدماغ.
* هذه الضربةُ الدامغة، هل هي أثر مباشر في زهوق الباطل، والزهوق هو الهلاك وفقدان الأمل في الرجوع، أم أنَّ الباطل زاهِقٌ أصلًا وإنَّما أظهرت الضربةُ حقيقة زهوقه؟
مع صادق الدعاء
السيد محمَّد علي العلوي
3 من ذي الحجَّة 1437 هجرية
5 سبتمبر 2016 ميلادية