عندما يكون تصوير المشاهد بصياغة من معصوم..
وعندما يكون المعصومُ عليًّا (عليه السلام)، فالأمر حينها مختلف..
رحلةٌ قصيرة، ولكنَّ عمقها يتجاوز حدود الدنيا.. رحلةُ علمٍ ومعرفةٍ ونباهةٍ وحكمةٍ، مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذ يقول مُحذرًا:
“انظُروا في الدنيا نَظرَ الزاهِدِ المُفارِقِ لها، فإنَّها:
تُزيلُ الثاوِيَ الساكِنَ
و
تَفجَعُ المُترَفَ الآمِنَ
لا يُرجى منها ما تَوَلَّى فأدبَرَ
ولا يُدرى ما هو آتٍ منها فيُنتظر
وُصِلَ البلاءُ منها بالرخاءِ
و
البقاءُ منها إلى الفناء
فـ:
سُرورها مَشُوبٌ بالحُزن
و
البقاءُ فيها إلى الضعفِ والوهن
فهي:
كروضةٍ اعْتَمَّ مرعاها
و
أعجبت من يراها
عَذبٌ شِربُها
طَيِّبٌ تَربُها
تمُجُّ عرُوقُها الثرى
و
تَنْظُفُ فُرُعُها الندى
حتَّى:
إذا بلغ العُشبُ إبَّانَه
و
استوى بنَانُه
هاجت ريحٌ تُحُتُّ الورق
و
تُفرِّقُ ما اتَّسق
فـ:
أصبحت كما قال اللهُ:
(هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا)
انظروا في الدنيا في:
كثرة ما يُعجِبُكم
و
قِلَّةِ ما ينفعُكم”
المصدر:
روضة الكافي، الحديث٣
………………….
السيد محمَّد علي العلوي
23 شوَّال 1437 هجرية
28 يوليو 2016 ميلادية