أحمدُ اللهَ سبحانه وتعالى كثيرًا عندَّما أتأمَّل الخيرَ في بعض قُرَانا، ومن مظاهره إصرار أهل الدار على المارِّ بهم أن لا يغادرهم إلَّا من بعد طعام أو لا أقلَّ من فردة تمرٍ وفنحان قهوة..
تشعر بفرحهم وانشراح صدورهم للضيف إذا لبَّى دعوتهم، فهنيئًا لنا هذه القلوب التي لا تزال على هدي الفطرة السليمة..
* عن عبدِ الله الجعفري أنَّ رسولَ اللهِ (صلَّى الله عليه وآلِه) كان في بعض مغازيه، فمرَّ به ركبٌ وهو يُصلِّي، فوقفوا على أصحاب رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) وسألوهم عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) ودعوا وأثنوا عليه، وقالوا:
لو لا أنّا عُجَّال لانتظرنا رسولَ اللهِ (صلَّى الله عليه وآله)، فأقرِئوه منَّا السلامَ، ومضوا..
فأقبل رسولُ اللهِ (صلَّى الله عليه وآله) مُغضِبًا، ثُمَّ قال لهم:
يَقِفُ عليكم الركبُ ويسألونكم عنِّي ويُبَلِّغوني السلام، ولا تعرضون عليهم الغداء؟!
ليعزَّ على قومٍ فيهم خليلي جعفر (أي: لو كان فيكم جعفر) أن يجوزوه حتَّى يتغدّوا عنده.
أقبل (صلَّى الله عليه وآله) مُغضِبًا!
لقد ضايقه الأمرُ كثيرًا.. فهل تلاحظون جلال هذا الخُلُق؟
* عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
“إذا دخل عليك أخوك فاعرض عليه الطعام، فإن لم يأكل فاعرض عليه الماء، فإن لم يشرب فاعرض عليه الوضوء”.
أبعادٌ تربوية اجتماعية نحتاج إلى البناء عليها بعد دراستها والوقوف على عظيم مقاصدها..
* شعار السلسلة:
(ينبغي لنا ضبط ثقافاتنا وأعرافنا على نصوص الثقلين المقدَّسين، وليس العكس).
مع صادق الدعاء
السيد محمَّد علي العلوي
18 من ذي القعدة 1437 هجرية
22 أغسطس 2016 ميلادية