أذكر في ما مضى من السنين أنَّ مائدة الطعام، وخصوصًا الغداء، قلَّما كانت تخلو من السمنِ.. وليس أي سمن، ولكِنَّه سمن البقر، ويسميه البعض (دهن خالدي).
كانوا يضعونه في فنجان، ولإذابته يُريحون الفنجان في وسط صحن الرز، ثُمَّ يَصُبُّ كلُّ واحدٍ على لقمته بحسب ذوقه.. كانوا يتلذذون جِدًّا..
لهذا السمن قانون، فهو للمرء شفاءٌ وقوَّة وعافية ما لم يبلغ الخمسين..
* قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
“سُمُونُ البقرِ شِفاء”.
* وقال (عليه السلام):
“السمنُ دواءٌ، وهو في الصيف خيرٌ منه في الشتاء، وما دخل جوفًا مثله”.
* وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
“نِعمَ الإدامُ السمن”.
ولكن هذا ما لم يبلغ الخمسين من سنين عمره..
* قال أبو عبد الله (عليه السلام):
“إذا بلغ الرجلُ خمسين سنة فلا يبيتَنَّ وفي جوفه شيءٌ من السمن”.
* وقال فيه (عليه السلام):
“فإنَّه لا يلائمُ الشيخ”.
وأيضًا:
“وإنَّني لأكرهه للشيخ”.
يقولونَ اليوم:
دهن؟!
سمن؟!
هذا هو المرضُ بعينه، فهو من المقدِّمات الحتمية لضعط الدم وارتفاع الكلسترول والدهون الثلاثية وغيرها من الأمراض المُهلِكة!
أقول:
هذه الأمراض ليست بسبب سمن البقر، فقد زاد انتشارها وتفشيها بين الصغار والكبار مع دخول الوجبات السريعة والمعلبات وما نحوها..
حاولوا البحث عن طريقة تحضير أقراص الهمبرجر..
عجينة البيتزا.. الأندومي.. صلصة الطماطم والمايونيز والمواد الحافظة، والذي نشتريه على أنَّه حليب!!
رقائق (الجبس والبفك) والبسكويت، وأنواع الكاكاو..
كلُّ هذه بكيماوياتها لا تُسَبِّب الأمراض، ولكنَّ سمن البقر يرفع الضعط!!
ليت الغرب يأكلون منه، لأحبَّه واعتبره بعضُ أحِبَّتنا (تمدُّن وحضارة).
* شعار السلسلة:
(ينبغي لنا ضبط ثقافاتنا وأعرافنا على نصوص الثقلين المقدَّسين، وليس العكس).
مع صادق الدعاء
السيد محمَّد علي العلوي
20 من ذي القعدة 1437 هجرية
24 أغسطس 2016 ميلادية