الفِقهُ والعلمُ التجريبي ومغالطةُ (المواكبة) مع/ السيد محمَّد علي العلوي * ما هي العلاقة بين العلوم التجريبية وعلم الأحكام الشرعية؟ – مقدَّمة في معنى المغالطة. – محورية علم المِلاكات في استقرار الحكم الشرعي. – فهم…
Admin
-
-
لمَّا كان البناء الفكري للمسلمين قائمًا على حجية المنقول قرآنًا وحديثًا وفق ضوابط معينة، اتَّجهوا للتعمق في علم الأصول للتمكن من تحقيق أعلى درجات الاستفادة من النصوص الصحيحة، إلَّا أنَّ ذلك لم يُحقِّق لهم العِصمة الكاملة من الضلال كما أطلق…
-
كان للعرب قديمًا اعتمادٌ كبيرٌ في تحريك الجماهير على قوة الخطاب نثرًا وشعرًا، فيُحشدون للقتال وللأخذ بالثأر، أو في مواجهات التباهي بالأنساب والأحساب والكرم والبسالة بالخُطب التي تمتاز عادة بالسجع العذب والأشعار النافذة، وكانت تلقى على الناس مع شيءٍ من…
-
تحدثتُ في مقامات سابقة حول المنظومة الإدارية للإسلام بشكل عام والتشيع على وجه الخصوص في المجتمعات قبل خمسة عقود تقريبًا، وأشرتُ إلى أنَّ انغلاق المجتمعات يفرض نمطًا خاصًّا في العلاقة بين عموم الناس وعالم الدين من جهةِ أنَّهم لا يرون…
-
تكرّرت الذنوب والخطايا من إخوة يوسف عليه السلام، وبحقّ من؟ بحق أبيهم نبي الله يعقوب عليه السلام، وبحق أخيهم نبي الله يُوسُف عليه السلام وأخيه، وظلم ذوي القربى أشدّ وأعظم، وقد تنوّعت خطاياهم وأصروا عليها، ولم يتوانوا في ارتكابها، مع…
-
هذا بحثٌ عظيمُ في جَلَالِه، جَليلٌ في عظمته، يقوم عليه بُنيَانُ الفِكرِ صحيحًا مستويًا، وبالرغم من دقَّته، إلَّا أنَّ تَمَكُّن العُقَّالِ من مفتاح الفهم يجعله في حالة اندماجٍ علمي متقدم معه، ولذلك أقدم أوَّلًا بمقدمة ثُمَّ أنتقل لموضوع المقال. المقدَّمة:…
-
أكتب هذا المقال للأيام، فما فيه لن يروق إلَّا -ربَّما- لقلَّة تشبه كاتبه.. وأكتبه لقلَّة أخرى قد تتأمله ساعة وتتدبره أخرى. لم يُقصِّر خلقُ الله مع بعضه البعض أبدًا، وعلى وجه الخصوص الإنسان، فهو لم يشعر يومًا بمعاناة في حياته…
-
بين السائل والإمام جعفر بن محمَّد الصادق (عليهما السلام): قال السائل: “فيعاني الأشياء بنفسه (يقصد الله تعالى)؟ قال أبو عبد الله (عليه السلام): هو أجَلُّ من أن يعاني الأشياء بمباشرةٍ ومعالجةٍ؛ لأنَّ ذلك صفة المخلوق الذي لا يجيء الأشياء له…
-
راودتْ يُوسُفَ عليه السلام التي هو في بيتها عن نفسه، وفعلتْ ما فعلتْ لكنه اعتصم والتزم بأمر الله تعالى، وأرادَ الله سبحانه وتعالى أن يكشف فِعلتها ويبرِّئ ساحة نبيه من هذه التهمة العظيمة والذنب الكبير، وكان ما أرادَ الله عز…
-
يُورِدُ المستشكلون من الملحدين وغيرهم إشكالًا على عقيدة القول بوجود خالقٍ لهذا الكون صفته الغنى المطلق، منشأه عدم استقامة دعوى الغِنَى المطلق مع ثبوت الفاعلية للخالق؛ من حيثُ كون الفعلِ كاشفًا عن حتمية وجود نقص دفع إليه لرفعه، فالفاعل يفعل…
-
برز منذ أكثر من خمسة قرون مذهبٌ فِكري توصَّل إلى أنَّ الحديثَ عن إصابة الإنسان للحقائق حديثٌ غير مُجدي على الإطلاق؛ والوجه في ذلك أنَّ نظرة الإنسان إلى الأشياء محكومة بعموم تجارِبه الخاصة، والكلام عن (التجرُّد) في النظرِ لا يتجاوز…
-
يقصُّ الله تعالى على نبيه الأعظم (ص) أحسنَ القَصَص في كتابه، ومن أحسنها قصّة نبيّ الله يوسف مع إخوته، فتنطلق الآيات متحدثةً عمّا رآه يوسف عليه السلام في المنام، في قوله تعالى: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ…
-
تتراوح الآداب الحميدة والذَّميمة، بين كونها كسبيَّة نظريَّة، أو ضروريَّة بدهيَّة، فالأولى تحتاج إلى نظرٍ وتمعُّنٍ كي يتحلَّى بها الفرد، بل وتحتاج للتعلُّم والقراءة في سِيَر وتراجمِ أهل الخُلُق والأدب، والبحث النَّظريِّ في كتب الأخلاق للوقوف على حقيقة عِدَّةٍ من…
-
قصيدة في الإمام المهدي بن الحسن (عليه السلام) لسماحة الشيخ أبي الحسن علي بن صالح الجمري (دامت توفيقاته) إلى مَنْ طَاحَنَتْهُ رَحَىْ الحَيَاةِ وَلَمْ تَبْرَحْ مِنَ الدَّوَرَانِ حَالَا فَكُلُّ مَحَطَّةٍ تَلْقَاكَ صَخْرًا تُجَاهِدُ أنْ تَرَاكَ بِهَا رِمَالَا كَأَنَّكَ نَخْلَةٌ تَزْهُوْ…
-
تحدَّثتُ في المقال السابق[1] حول الكليات الخمس (الجنس، النوع، الفصل، العرض الخاص، العرض العام) ومستوى برهانيتها من حيث الانتظام على الخالق جلَّ في علاه، وفي هذا المقال أُبيِّنُ -إن شاء الله تعالى- ضبطها المُحكم لتوالي العِلَلِ والمعلولات، ثُمَّ الانتهاء برهانًا…
-
نَظَرِيَّةُ الفوضَى فِي قِبَالِ بُرهَانِيَّةِ الكُلِّيَاتِ الخَمْسِ على الخَالِقِ جَلَّ فِي عُلَاه
بواسطة Adminهل سَقَطَ المَطَرُ ليروي الأرضَ فَتَخْضَرُّ ويخرج الزرعُ؟ قالوا: لا، بل سقط بلا مخطَّط، وكانت الأرض محلَّ سقوطه، فاستجابت له مواقعُ منها فاخضرَّتْ وخرج الزرع وأثمر بعضُه.. كلُّ هذا بلا تخطيط ولا مقاصد، ولا يتعدَّى الأمرُ أكثر من استجابات أظهرت…
-
يفهمُ عُمُومُ الناسِ الإلحادَ أنَّه القول بإنكار وجود خالقٍ لهذا الكون الواسع، فالملحد يُنكر الألوهية من رأس، ويذهب إلى أنَّ الفوضى هي الأساس في انتظام الأمور، ولذلك يُنسبُ فلاسِفَتُهم إليها فيُقال: (المُفَكِّر الفيلسوف الفوضوي) أو (اللا سلطوي). أرى أنَّ الإلحادَ…
-
بين السهولة والتعقيد: سمعنا، ونسمع كثيرًا عن ضرورة تقديم الإسلام للناس سهلًا بسيطًا كما هو، دون تعقيدات متعبة وتصعيبات مُنَفِّرة، ثُمَّ أنَّ هذه المطالبات امتزجت باعتراضات جديدة على عموم الخطاب الإسلامي، فهو كما يرى المُدَّعي: هزيل ضعيف سِمَتُهُ البعد عن…
-
دعونا نأخذها من مختلف الاتِّجاهات.. القائلون بأصالة الفوضى ينتهون إلى أنَّ نفسَ الفوضى التي يقولون بها آلت إلى منظومة وجودية تتكامل في إطار عامٍّ لا تحيد عنه، وإن حادت ففي داخل نفس التصارع المتحرِّك من الفوضى إلى النظام، وبالتالي فإنَّ…
-
يقال في مقام الجواب: الله موجود، وعلى الإنسان أن يعمل لنيل رضاه والفوز بالجنة. فيُقال: وعلى أيِّ القوانين يعمل؟ وكيف يعمل دون أن يفهم؟ فيُجاب: لقد أمرنا رسولُ اللهِ (صلَّى الله عليه وآله) أن نتَمَسَّكَ بالثقلين، فنكون على الهدى وننال…
-
الخُلعُ.. هو مالٌ تبذله الزوجة ليخالعها عليه زوجها بعد أن تصِلَ في مشاعرها تجاهه إلى درجة الكُره، فلا تطيق الاستمرار في علاقتها الزوجية معه. تندرج تحت عنوان الخُلع مجموعةٌ من المسائل الفقهية، منها رجوع الزوجة عن بذل المال، وهنا سؤالٌ…
-
يجتهدُ فقهاؤنا الكِرام في تتبع الأدلة والنظر فيها نظرًا علميًا معمَّقًا بحسب ما تقتضيه القواعد والأصول طلبًا للكشف عن الحكم الواقعي المطلوب للباري تبارك ذكره، ولا شَكَّ في أنَّ هذه العملية تحتاج إلى جهد كبير يبذله الفقيه في دوائر علمية…
-
من أوضح الواضحات اختلاف الناس في أفهامهم وأمزجتهم وطباعهم؛ لاختلاف عموم ظروفهم الاجتماعية والتربوية وما نحو ذلك، ولو أنَّ شخصين عاشا نفس الظروف وفي بيئة واحدة، فإنَّ موقفًا واحدًا يتعرَّض له أحدُهما كفيل بأنْ يُميِّزَه عن الآخر ويجعله مختلفًا، وهذا…
-
يُشِيرُ القُرآنُ الكَريمُ في أكثر من موضع إلى انحصار الخير والصلاح في القِلَّة دون الكثرة، فيقول: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، وفي التأكيد على ملازمة الكثرة للضلال، قال: (لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)، ولكنَّ هذه الحالة تُقَابَلُ بضِدِّها تمامًا…
-
“إنَّ تصورَنَا لِمَوضُوعٍ، ما هو إلَّا تصورنا لِمَا قَد ينتج عن هذا الموضوعِ مِنْ آثَار عَمَلِيَّةٍ لا أكثر”. اشتَغَلَ الغَرْبُ كَثِيرًا بالفِكر من حيث مادَّة الثقافات وكيفية تَشَكلها، وتحديد جهة أو جهات الاستقبال والإرسال المعرفي في الإنسان، ويبدو لي أنَّ…
-
طالما شُغِلَ بالي بمباحث الحقيقة والاعتبار على اتِّساع موارد تطبيقاتها، من العلاقة بين الألفاظ ومعانيها، إلى الانتزاعات (الذهنية) للمفاهيم والمعاني الحرفية من المواضيع الخارجية، مرورًا بالعلاقات الاجتماعية، والافتراضات وما نحو ذلك. ولم أكن لأطمئن إلى استسهال ما يُعبَّر عنه…
-
المرورُ و(عَصْرُ) المُخَالفَات.. وظاهرة (الوشم) يبدو أنَّ إدارة المرور في البحرين قد اتَّخذت بعض الإجراءات المشدَّدة، وربَّما غير المسبوقة، في التعامل مع المخالفات المرورية مثل السرعة وتجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، وما نحو ذلك. استعملت الجهة المختصة أداتين رئيسيتين في رصد…
-
منعطفُ تدوين الفلسفة كعلم تبرز في الساحة المعرفية بين الفينة والأخرى مواجهاتٌ عِلمِيَّةٌ يرجعُ بَعْضُها لنظريَّةٍ ذات أبعادٍ تَتَّسِمُ بالحساسية، كما قيل في القضاء والقدر، وفي المعاد إن كان جسمانيًا أو لا، وفي خلق القرآن، وما نحو ذلك من رؤى…
-
ما تدعو إليه هذه الرسالة، هو أن يتحمَّل المؤمنون مسؤولية البناء الداخلي بالجري في ثقافاتهم وفكرهم على وفق المدارات الراسخة حول محور الوَلاية، ولا شكَّ في أنَّ الصبر على تُهَم الرجعية والجمود والأصولية وما إلى ذلك، هو مِمَّا يُعَوَّلُ عليه…
-
كيف كان المعصومُ.. معصومًا؟ العِصمَةُ -بحسب ما أرى- هي: الكمال في القوى الإنسانية الأربع، وهي: العقل النظري، والعقل العملي، والانقياد النفسي للعقلين، والفعل، فلا يبقى منفذٌ لناقض مطلقًا. فهي: القطع اليقيني في قوى العقلين والفعل مع انقياد تام من النفس.…