ذات مرَّة، في بعض ظروف الضيق الشديد، تمنَّى أحدُ الإخوة طَبَقَ (مچبوس)، وكانت حينها من الأمنيات المستحيلة، فقال له آخر: بعد قليل يأتون بوجبة الغداء، وأيُّ شيءٍ كانت، ما عليك أكثر من أن تعتبرها (مچبوس)، وهكذا كلَّما تمنيت شيئًا…
Admin
-
-
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على محمَّد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين كلمة شرَّفني منتدى القرَّاء في بني جمرة بدعوة كريمة للمشاركة في ندوة بعنوان: حوار حول كربلاء، أُجيبُ فيها…
-
تواترت الأحاديث عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) في البعث على إحياء خصوص أمرِ الإمام الحسين (عليه السلام) من زيارةٍ وندبٍ وبكاء وما فيه الحزن والجزع للمصيبة العظمى، ولكنَّ الملفتَ للنظر خلو النصوص من لفظة (الشعائر)، وبالرغم من ذلك نجد…
-
الرسالة العملية للفقيه، ومطلب (التبسيط) يدور الحديث بين بعض المؤمنين حول الرسائل العملية للفقهاء المراجع من حيثُ صعوبة عباراتها على غير المتخصصين من عامَّة المُكلَّفين، ويستشهدون على ذلك بسهولة عبارات قلَّة من الفقهاء في رسائلهم العملية، ممَّا يعني…
-
كنتُ على وشك البدء في الكتابة عن الرسائل العملية للفقهاء المراجع وما يُثار حول صعوبة عباراتها على عامَّة الناس، وفي الأثناء تلقيتُ حلقة اليوم من الحلقات اليومية التي يُرسِلها أخونا الغالي سماحة الشيخ محمود سهلان حول قصص العلماء من أهل…
-
لازلتُ مطمئنًا للقول بذاتية الرابطة بين الدال والمدلول، وإن دلَّ غير الذاتي فإنَّ مُشكِلًا ثقافيًا يعرض، ولا يُتخلَّص منه إلَّا بالتأصيل والرجوع إلى الاستعمالات الصحيحة في مقامات البيانات الدلالية. أُوَضِّحُ الفِكرةَ بنقدِ التقسيم المُقرَّر في مباحث الألفاظ باعتبار المعنى الموضوع…
-
ذهبَ بعضُ المُفكِّرين إلى أنَّ للأشياء أربعة وجودات: وجودان حقيقيان، هما: الوجود الخارجي كوجود الجبل والبحر وما شابه، والوجود الذهني وهو العِلم بالأشياء الخارجية، وَوُصِفَا بالحقيقة لاستغنائِهما عن الوضع والاعتبار. ووجودان اعتباريان، هما: الوجود اللفظي، وهو وجود الألفاظ الدالة على…
-
يهتم البعض بالتواجد، ولو السلبي، في مناقشات تتسم بطابع الإثارات التشكيكية في العقائد والأديان، وقد يتأثر بعضٌ منهم دون رجوع بالسؤال خارج نطاق محل النقاش، ومنهم من يراجع آخرين على سبيل طلب الفهم والمعرفة. تواصل معي عصر اليوم أحدُ الإخوة…
-
لغاية التشجيع وشحذ الهِمم.. مقدّمة الكتاب كنتُ في حوار مع بعض الأصدقاء حول عِظَمِ كربلاء الحسين (عليه السلام)، وما ينبغي علينا تقديمه للمساهمة في إحياء هذه العظمة الكونية العالية، وممَّا تناولناه في حوارنا مسألة الكتابة، وأهمية الحث عليها، فأشرتُ…
-
العارِف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس.. فلنتأمل قليلًا، ولنتدبر كثيرًا، فالحياة ملأى بالأحداث.. ونحنُ جزء منها. تتَّسِمُ الأحداثُ العارِضَةُ على المجتمعات البشرية بكاشفيتها عن جوانب مهمَّة من جوانب عموم الحالة الثقافية الغالبة في المجتمع الذي تعرض عليه، والأحداث من حيث…
-
اتفقنا على المراسلة الخطية، بأن يكتب كلُّ واحدٍ منَّا للآخر بخطِّ يده، ثُمَّ يضع الرسالة في ظرف ويودعها صندوق البريد العادي بعد دفع قيمة النقل طوابِعَ بريدية تُلصق على الزاوية العليا من ظهر الظرف.. هكذا كان ظُهر اليوم، وقد سبقني…
-
اطَّلعتُ على مشهدٍ مرئي بتقنية الفاصل الزمني (time laps)، و”هي تقنيةُ تصويرٍ تعتَمِدُ على التلاعب في الفاصل الزمني بين الإطارات المعروضة، فمثلًا لو التقطنا مجموعةً من الصور (إطارات) بفاصل زمني بين كل واحدٍ نصف ثانية، وقمنا بدمج هذه الإطارات معًا بفاصل 0.03 من الثانية…
-
تنامت خلال السنوات القليلة الماضية أنشطة القراءة وما يتبعها من تلخيصات وشبه مراجعات وما نحو ذلك من مُظهِرات لحالة متقدمة من الاهتمام بالمطالعة بشكل عام. وإلى جانب ذلك نرى الدور الكبير الذي تلعبه تطبيقات التواصل في توسعة دائرة مجالات التحصيل،…
-
المؤمن المكلف إذا لم يكن مجتهدًا -قادرًا على استنباط الأحكام الشرعية- وجبَ عليه أن يقلّد الفقيه الجامع للشرائط أو العمل بالاحتياط من بين آراء مجموعة من الفقهاء، ولا يخفى صعوبة ذلك وحاجته لكثرة مطالعة المسائل الشرعية وفهمها جيدا، ويبدو الأمر…
-
لم تكن مجتمعاتنا لتستوعب معادلات الاحتراف في الرياضات العالمية، وخصوصًا رياضة كرة القدم، إلَّا في أواخر القرن الميلادي المنصرم عندما برز نجم اللاعب الأرجنتيني دييجو مارادونا، وتحديدًا عند انتقاله في منتصف الثمانينات للعب في صفوف فريق نابولي الإيطالي بعد احترافه…
-
*إلى خطباء المنبر الحسيني* *بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ* الحمدُلله، والصلاةُ على رسول الله، وعلى آله الهداة إلى دين الله، واللّعنةُ على أعدائهم أعداء الله، من الآن إلى يوم لقاء الله. {أللَّهُمَّ وَأَنْطِقْنِي بِالْهُـدى، وَأَلْهِمْنِي ألتَّقْـوَى وَوَفِّقْنِي لِلَّتِيْ هِيَ أَزْكَى…
-
قد يختنق الإنسانُ بلقمة، فيلجأ إلى الماء يدفعُ به الأذى.. وقد يختنقُ بشربة ماء، ولا يجد ما ينقذ به نفسه.. هذا كلُّه مُتصوَّر ومعقول.. ولكنَّ الأمرَ معهُ مُختلف.. الاختناقُ في هواه لا يُشبِهه شيءٌ.. أن يختنق الإنسانُ بعبرةٍ، ولا يشتهي…
-
-
الدلالةُ أمرٌ احتاجَ له الإنسانُ منذ أن جُعِلَ في هذه الأرض، فكثير من المعاملات البشرية قائمة على الدلالات، ومنها الألفاظ المستعملة التي توصل المعنى الذي في ذهن الإنسان إلى الطرف الآخر، إذ أنَّه لا يستطيع الإنسان أن يتواصل بالمعاني الذهنية…
-
تتداخلني الحيرة؛ فلست أدري كيفَ ومِنْ أين أبدأ! كلَّما أعطانا الله مفتاحَ فلاحٍ تركناه وذهبنا لما يصنعه البشر.. وكلَّما أرانا طريقًا لصلاح الحال هجرناه واخترنا طُرُقَ الدنيا، وهكذا دأبنا على ضعف الاعتناء بتعاليم السماء، وخصوصًا في القضايا التكوينية التي لا…
-
انتهيتُ إلى أنَّ من أكثر البراهين عُمقًا على وجود الباري جلَّ في علاه، برهانٌ أطلقتُ عليه اسم (برهان العود التعقلي)، وعنوانه: أنا أُفكِّرُ، فإذن أنا أقِرُّ بالصَمَدِ تباركَ ذِكرُه. لتحميل الملف الفِكرُ الحَالِق
-
في المزارع القديمة.. بين يدي البحر.. أزِقَّة ترتمي في أحضان حيطان الطين.. أشعرُ بذاتي، وأتلمس عمقًا لا أجده في غير رائحة الماضي.. وضع قبل أيام أخونا وصديقنا الغالي سماحة الشيخ محمود سهلان[1] صورةً لمزرعة بحرانية لا تزال أكفٌّ عتيقة مُشَقَّقة…
-
قال تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لّا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ)[طه/٧٧-٧٨]. أوحى الله تعالى لنبيّه موسى عليه السلام كي يسلُك ببني إسرائيل…
-
إحكامُ النظر في إثبات ولادة المهدي المنتظر (أرواحنا فداه) -3- (الوجودُ مِنْ جِهَتَيّ الحَقِيقَةِ والحَتْمِيَةِ)
بواسطة Adminيُواجِهُ الوعي الفكري معضلةَ تقزُّمِ أفق الإنسان في هذا العالم المحصور في المدركات الحسية، في نفس الوقت الذي يُحكم فيه قيام الحسِّ على الإيمان التام بوجود ما وراء المحسوس، وهو متحقِّق في أصل وجوده حتَّى عند من يُنكر الغيب،…
-
بسمه تعالى: (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى * قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى * قَالُوا لَن…
-
إحكامُ النظر في إثبات ولادة المهدي المنتظر (أرواحنا فداه) -2- (عُلوِّ الحضور الإدراكي في زمن النصِّ)
بواسطة Adminتُقاسُ حِدَّةُ الذهن من جهةٍ بمدى السرعة والدقة في انتقاله من الدال إلى مدلوله مهمَّا كان بعيدًا وذا عمق، ومن جهة أخرى بمدى إحاطته بتركب الدوال، فطرقة البابِ -مثلًا- تدل بالمباشرة على وجود طارق، وفي تركيبها تدل على أنَّ…
-
تتحدَّثُ العقائِدُ الدينيةُ (والفكرية) الأعمُّ من السماويةِ وغيرِها عَنْ زَمنٍ تَتَخلَّصُ فِيهِ الأرضُ مِنَ الظُلمِ والشَرِّ وتنْعَمُ بانتشَارِ العدلِ والخيرِ، وبالرُغمِ من وحدَةِ النتيجة، إلَّا أنَّ مُقدِّماتها الموضوعية مختلِفَةٌ من مدرسة فكرية أو فلسفية أو دينية إلى أخرى، فهناك من…
-
نقل بعضُ الإخوة حوارًا الكترونيًا حول موضوع الزواج المُبَكِّر ومسألة الشهوة الجنسية ومبدئها العُمري ومدى تمكُّنها من الشابِّ ذكرًا وأُنْثى، وقد لفت نظري تصريح أحد المتحاورين بأنَّ (90%) من الشباب يمارسون العادة السرية! بالطبع، لا يُمكن الوثوق بهذه النسبة، ليس…
-
تعلمنا في مدارسنا الفكرية أن لا نترك أمرًا إلَّا وحلَّلناه بدقة نادرة، ثُمَّ إنَّنا نناقش عناصره ونحلِّل مناقشاتنا، فننقض ونرد، ونفترض نقوضًا وندفع.. وهذا ممَّا تميزنا به حقًّا عن المدارس الفكرية الأخرى الأعم من الدينية وغيرها. يتوجه طموحُنا دائمًا…
-
وعدتُ في المقال السابق بمناقشة ملاحظات أحد الأخوين اللذَين شرَّفاني بملاحظاتهما الوازنة، وهذا نصُّ ما تفضَّل بإرساله: “ ١/ أتصور أنَّ تمامَ الفِكرَةِ يتوقف على مراعاة جهتين: الجهة الأولى: الواقع الثقافي لزمن المعصوم، وهي الجهة الملحوظة في المقال كما…