كان من المفترض أن نعود في مقال اليوم لمناقشة بعض الإثارات حول وعي المجتمع العربي في الصدر الإسلامي الأوَّل، ولكن لتفضُّلِ اثنين من الإخوة الأصدقاء بمناقشة المقال السابق وتسجيلِ بعض ملاحظاتهم وتصويباتهم انتبهتُ إلى أنَّ المقام في حاجةٍ لإبراز…
Admin
-
-
بسم الله الرحمن الرحيم كفى غرورًا أيُّها الإنسان يطلبُ زيدٌ من عمرٍو قضاءَ حاجته، فيكون زيدٌ شاكرًا ممتنًّا له بعد ذلك؛ لأنَّ مَن يساعد ويمتثل الطَّلب مع كونه غير ملزومٍ به يستحقُّ الشُّكر، فعمرٌو وزيدٌ متساويان ولا ميزة…
-
نتحول في هذا المقال من الصدر الإسلامي الأوَّل إلى القرن الثاني عشر من الهجرة؛ والغايةُ التأكيد على فكرة الامتداد الطولي للخط الزمني إلى مفصلِ عصر (السرعة). ولد في العام 1086 هجرية العالم النحرير والمحدِّث الصالح الشيخ عبد الله بن…
-
ننظر إلى مجتمع قريش قبل وحِين وبعد الدعوة الإسلامية العظيمة على أنَّه مجتمع متخلِّف لا وعي فيه ولا نباهة، وعلى ذلك نستشهد ببعض ثقافاتهم وسلوكياتهم آنذاك مثل وئد البنات والرِق والتقاتل وما شابه ممَّا نراه من أجلى مصاديق الجرائم…
-
عن أبي ثابتٍ مولى أبي ذر (رحمه الله)، قال: “شهدتُ مع عليٍّ (عليه السلام) يومَ الجَمَلِ، فلمَّا رأيتُ عائِشَةً واقفة دخلني من الشَكِّ بعض ما يدخلُ الناسَ، فلمَّا زالت الشمسُ كشفَ اللهُ ذلك عنِّي، فقاتلتُ مع أمير المؤمنين (عليه السلام)،…
-
البناءات الفكريَّة وعلاقتُها بإنتاجِ السلوك، مطلق السلوكيات الصادرة من الإنسان راجعةٌ من حيث تشكُلها وصدورِها للبناءات الفكريَّة المصاغةُ من ثوابت وقناعات وأفكار عبرت الذهن من البيئة الأسرية والتعليمية أو الجهد الذاتي من خلال القراءة أو التأمُّل والتفكر. مراقبة السلوكيات في…
-
بعثَ اللهُ جلَّ في علاه محمَّدًا (صلَّى الله عليه وآله) “بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ”، ولتحقيق هذه الغاية مع مراعاة مختلف الظروف الثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها في مجتمع شبه الجزيرة العربية وباقي المجتمعات التي تصل…
-
تنتظم التوجهات الفكرية اعتناقًا وطرحًا في تَبَانِيَاتٍ نظريةٍ بحسب ظروف التحدِّيات التي تخوضها، فالإنسان في بدايات فكره الديني القائم على المبدأ الغيبي كان يكتفي بمجرَّد إرجاع الظواهر الطبيعية المُحيِّرة إلى قوَّة غيبية، وهذه القوَّة لا تُردُّ إلَّا بالتقرُّبِ منها أو…
-
كثيرًا ما تطرح مصطلحاتٌ مثل العقل والتعقل والعقلانية وغير ذلك مما يجري نفس المجرى، ويحاول الكثيرون أن يلصقوها بالحضارات المتأخرة، وخصوصًا بالحداثة وما بعد الحداثة، وكأنّ الإنسان لم يكن يتعقل شيئًا قبل ذلك! وبما أنَّ هذه الثورة الحداثية قامت إثر…
-
مراجعة كتاب الإيدلوجيّة المقارنة هويّة الكتاب عنوان الكتاب: الإيدلوجية المقارَنة المؤلّف: محمد تقي مصباح اليزدي المترجم: عبد المنعم الخاقاني الصفحات: ١٥٩ صفحة المطبعة: دار المحجّة البيضاء – لبنان عدد الطبع: الأولى – ١٩٩٢م الكتاب عبارة عن ستّة عشرَ محاضرة ألقاها…
-
الإتصال البشري عن طريق اللِّقاء المباشر يُعتبر الأساس لكلِّ فكرة تدور في فلك التواصل، الأفكار الحديثة والجديدة راجعةٌ لأصولٍ بُنيت عليها مفاهيم وتولَّدت منها أفكار حتَّى وصلَ العقل البشري لإنتاجات فكريَّة ضخمة في شتّى الأصعدة، وبمختلف المستويات. إعمارُ الإنسان لنفسه…
-
بَرَاءَةُ المُطْمَئنِّ رِسَالَةٌ مُخْتَصَرَةٌ فِي مَقَاصِدِ وَمَضَامِينِ (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) لتحميل الملف: baraat
-
((الكلي الذاتي- كسر العادة و خلق العادة)) إنَّ الإنسان يمرُّ بمشاعر جزئية يجمعها كلي ذاتي واحد ينتزعه منها، ويمكن أن يكونُ هذا الكلي الذاتي مؤثرًا على ما يتوقعه بالنسبة لنفسه في المستقبل. إننا عندما نصومُ نشعرُ بمشاعر خاصة ناشئة عن…
-
((التجربة الشعورية وانتزاع الكلي – كسر العادة)) إنَّ الإنسان يدرك نفسه ويدرك الأشياء التي حوله التي هي خارجة عن نفسه، لكن هل إدراكاته على نحوٍ واحد أم أنها مختلفة؟ يمكن لنا أن نقرب معنى الإدراك بقولنا أنَّه انكشافُ شيءٍ للإنسان…
-
بهذه الكلمة ختم أبو بصير (رضوان الله تعالى عليه) نقله عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): “لو لم تسمع في دهرك إلَّا هذا الحديث لكفاك، فصِنْهُ إلَّا عن أهلِهِ”. إليكم أحبابَ بقية الله (أرواحنا فداه).. صافحوا كلمات هذا النوع…
-
يحصلُ أنْ تتفاجأ بفعلٍ ما من أحد الأفراد، أو بحادثةٍ عرضية أو ظاهرةٍ اجتماعية جديدة غير متوقعة، ذلك أن بوادر الفعل أو الحادثة أو الظاهرة كانت غير ظاهرةٍ لك أو أنّ أجزاءها كانت مفكّكة، أو اجتمع بعضها دون بعضها الآخر.…
-
الطموح الذي يحمله العقلاء في شق طريق الحياة هو بلوغ أقصى درجات التكامل بشتّى صنوفه ومستوياته، هذا ما يحكيهِ العقل النوعي مشيرًا إلى حقيقة الإنسان من أنَّك لستَ على هذا الحد وفقط، إن العالم انطوى في وجودك كما قال…
-
يُستحبُّ للمؤمن أن يسعى في رزقِ عياله، ولذلك شواهد كثيرة من تاريخ الأنبياء والأوصياء عليهم صلوات الله وسلامه، ثم من تاريخ العلماء والفضلاء، وبالنّظر لكون الرزق مقسومًا كما تثبته الروايات الشريفة كمقدَّمةٍ ثانية، فإن رزقَ الإنسان لا يفوته أبدًا مع…
-
((انقسام اليوم)) إنَّ التكليف الإلهي بالصوم هو تكليفٌ مؤقتٌ من حيث عدد الأيام، ومؤقت من حيث ساعات الصيام، ويبدأ التوقيت الأول من هلال رمضان وينتهي بهلال شوال، ويبدأُ التوقيت الثاني من الفجر وينتهي بالغروب، وعَبَّرنا عن الحالة الأولى من التوقيت…
-
بحثَ عُلماءُ العقَائدِ مِنَ الشيعَةِ وغيرِهم مسائل التوحيد، وكان محورُ الشُغلِ في بحوثهم تحقيق الابتعاد بالإيمان عن مزالق الشرك الخفي، فتحدَّثوا في توحيد الذات وتوحيد الصفات وتوحيد الخالقية والفاعلية والتقنين والتشريع وغير ذلك، ولكنِّي في هذا المقال أتناول التوحيدَ من…
-
الامتناع عن الأكل والشرب والجماع حتَّى بلغت المحظورات عشرةٌ على الصائم من طلوع الفجر الصادق حتَّى غروب الشمس الشرعي، فترةٌ زمنيّة نهاريّة من عام الإنسان المؤمن يقضيها مبتعدًا عن ملذّات الدُّنْيَا امتثالًا للأمرِ المولوي الإلهي طالبًا الرضا منه سبحانه…
-
التفقه في الدين أمرٌ مهمٌ جدًا لكلّ إنسانٍ، فهو الشيء الذي يزرع الراحة في قلبه. ولكن، كيف؟ عندما يُقالُ للوالدين: إنَّ ابنكما الآن مُمَيّز، ويمكنكما تعليمه كيفية الصلاة والوضوء والتيمم وغيرها من أحكام المسائل الشرعية. ففي الغالب يجيبان بجواب واحد…
-
((تغيير الاتجاه والانقسام في البواعث)) إنَّ الإنسان المؤمن يجري من شهر شوال إلى شهر شعبان على وفق انبعاثاته النفسية التي يشعرُ بها يوميًّا من شهوة الطعام والشراب والنساء، وذلك اتِّباعًا للخطاب الإلهي بالرخصة، وفي خصوص شهر رمضان يتغير اتِّجاه الخطاب…
-
((تغيير الاتجاه و الانقسام الزمني)) نبدأُ من هذا المقال كما أشرنا، أولى المحاولات لتعقل وفهم الصوم وآثاره وكيفية إيصاله للغاية التي دلت عليها الآية الكريمة: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).…
-
يمُرُّ الإنسان في نموه ونشوئه بمراحل خاصَّة منذ اللحظة التي تنعقد فيها نطفته، ونحن نؤمن بأنَّ هذا الإنسان تنعكس فيه روح والديه بسلوكياتهما، ولذلك نتساءل دائمًا، فنقول: من هي أمُّه؟ ومن هي مرضعته؟ كيف كانت أخلاقها وما هي عقائدها؟ ومثل…
-
يعيشُ الإنسانُ في محيطٍ لا يخلو -مطلقًا- من النقائص، وينبعثُ فيه دائمًا بدافع الحاجة، بذلك تولَّدت العلوم والمعارف وكل البناءات الثقافيَّة والمعرفية بشتّى أبعادها، بدأ الإنسانُ من نقطةِ الحاجة حتَّى وصل إلى ما وَصَل إليه حسب ما يعبِّرون “بالتطور والتقدم”،…
-
إنَّ الفلسفة التي أقصدها من العنوان تتناول جانب التحليل والنظر في الغايات وربط الشيء بغايته، وملاحظة كيفية تحقيقه للغاية، فهي محاولةٌ لفهم الشيء وتعقله. وأعرض في هذا المقال والمقالات الآتية بإذن الله تعالى محاولات لفهم وتعقل الفريضة العظيمة التي…
-
يَبْحَثُ عُلمَاءُ أصولِ الفِقه تصحيحَ الجواز في مِلكِ الغيرِ لإنقاذِ نَفْسٍ مُهَدَّدةِ بالموتِ، ويبحثون تصحيح الصلاة عند تضيُّقِ وقتها في حال أدَّى ذلك لمخالفة الوجوب الفوري لإزالة النجاسة من المسجد. إنَّهم يبحثون القواعِدَ الكليَّة لحلِّ مثل هذه التصادمات، ممَّا يكشف…
-
ينظرُ العاقِلُ المُدرِكُ إلى الخارِجِ متدَرِّجًا فِي مَرَاتِبِ الإدْرَاكِ من المُجرَّد إلى التحليلي الأوَّلي إلى المُفصَّل، وإعمال المقارنات بين المُدْرَكَات، فالوقوف على المشتركات وتمييزها عن المُتباينات. بهذا الإعمال الفِكري تظهر قوة الإدراك، وكلَّما دقَّ النظرُ وتعمَّقَ التحليلُ موضوعيًا، كلَّما تمكَّنت…
-
طرحتُ في المقال السابق بعض الإثارات على سبيل شحذ الأذهان، وكانت: نقول بحاكمية الثبوت على الإثبات، ولكن السؤال: كيف نعلم بالثبوت لنُحَكِّمُهُ على الإثبات؟ وكيف يعمل البرهان (اللمي) في المقام؟ بحسب مقامي الثبوت والإثبات كيف نفهم المعاني الحقيقية الحقَّة لآياتٍ…