الإتصال البشري عن طريق اللِّقاء المباشر يُعتبر الأساس لكلِّ فكرة تدور في فلك التواصل، الأفكار الحديثة والجديدة راجعةٌ لأصولٍ بُنيت عليها مفاهيم وتولَّدت منها أفكار حتَّى وصلَ العقل البشري لإنتاجات فكريَّة ضخمة في شتّى الأصعدة، وبمختلف المستويات.
إعمارُ الإنسان لنفسه ولمجتمعه لا يكون فرديًا، تتدخّل الجماعة -التي بها تُصنَعُ البيئات وتتشكَّل الأنظمة الإجتماعية وغيرها- في صناعة الإنسان وإعمارهِ، وذلك من خلال الإتصال عبر الإجتماعات واللّقاءات.
الإنسان كائنٌ إجتماعي، تعريفٌ لا يخلو من صحةٍ -وإن كان بميزان الحَد المنطقي يُشكَلُ عليه-، ولكن كوْن الإنسان إجتماعيٌ بالطبع فهي من الحقائق الواقعيّة المُعاشة؛ شعور الإنسان بالوحشة عند العُزلة، وضيق الصدر عند الإبتعاد عن الأقارب والأحبّة تدل ببرهان الإن على إجتماعيَّة الإنسان بالطبع.
دعوةُ الدين الإسلامي على مواصلة المؤمنين ببعضهِم، وتفقُد بعضهم بعضًا، والحث الشديد على صلة الرحم وعدم القطيعة، ناظرةٌ لبناءِ الإنسان الفرد والإنسان المجتمع من حيث آثار التواصل والإتصال، فأهميّة الإتصال والتواصل تقع في عملية بناء وصناعة الإنسان من جوانب عديدة أهمها النفسيَّة والتربوية والسلوكية وحتَّى الفكريَّة .
و من أبرز الأخلاقيات في شهر الدعوة الإلهيَّة التواصل بين المؤمنين واللُّقيا في مجالس الذِّكر، والإجتماع من أجلِ تداول المشكلات بغرض حلِّها.
إلَّا أنَّ البعض يقومُ بتضييع هذه اللّقاءات بالنُكات المضحِكة والأحاديث الفارغة، والقضايا الخالية من حس المسؤولية، فإن ذلك تغييرٌ لمسار الغاية من الإجتماع والتواصل.!
لا نقول بعدم الضحك والترويح عن النفس أبدًا، ولكن أن تبقى مجالسُنا طيلة الوقت هكذا، فهذا يستدعي المراجعة والتفكير بجديّة لتغيير نمط هذه اللّقاءات التي نأمل أن تكون مباركةً إن شاءالله تعالى.
وتقبَّلَ الله أعمالكم..
محمَّد مسلم الصائغ
١٢ من شهر رمضان المبارك ١٤٣٨ه