البناءات الفكريَّة وعملية المعالجة السلوكية ll سماحة الشيخ محمَّد مسلم الصائغ

بواسطة Admin
0 تعليق
البناءات الفكريَّة وعلاقتُها بإنتاجِ السلوك، مطلق السلوكيات الصادرة من الإنسان راجعةٌ من حيث تشكُلها وصدورِها للبناءات الفكريَّة المصاغةُ من ثوابت وقناعات وأفكار عبرت الذهن من البيئة الأسرية والتعليمية أو الجهد الذاتي من خلال القراءة أو التأمُّل والتفكر.
مراقبة السلوكيات في المجتمع من أجل إكتشاف الأخطاء بُغية المعالجة والتصحيح من إحدى الوظائف التي تقع في طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. تفعيل الحالة الرّقابية لها آليات خاصَّة يُحيط بها المتخصِّص في مجالات العلوم الإنسانيَّة وتحديدًا (علم النفس وعلم الاجتماع وعلم التربيَّة وغيرها من العلوم الناظرة لسلوك الإنسان الفرد والمجتمع).
لا تخلو السلوكيات الفرديّة والجمعيّة من أخطاء وانحرافات بناءً على عدم عصمة الناس إلَّا أن هناك فوارق في نفس السلوكيات المنحرفة بمعنى؛ أنَّ الإنحراف تارةً يقع في داخل إطار الدين وأخرى خارج إطار الدين، الملاحظ أَن كلا القسمين لهما تحقُّق في شتّى ميادين الحياة وحتَّى في الممارسات العباديّة والشعيريّة من دون طرح المصاديق، والمعوّل على أذهانكم الراجحة إن شاءالله تعالى.
نحن نعيشُ ذِكْرَى شهادة سيِّد الولاية وزعيمها أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍ (عليه السّلام)، الذي هَوَى سيفُ الحِقد والشيطنة على هامتهِ الشريفة لإقامة الفساد على رجله في هذه الأرض إلَّا أنّ الخطّ المضاد للفساد الإبليسي لازال قائمًا ومفعّلًا ببركة الوجود المقدَّس للإمام المنتظر (أرواحنا فداه)..
بناءاتنا الفكريَّة التي أنتجت سلوكيات غير سوّية في ميادين حياتية عدَّة وخصوصًا في العلاقات و الممارسات الشعيريّة معالجتُها تكون داخل إطار الولاية وفي أجواء الثقلين المقدسين وإلَّا فهي في توالُد وتفاقم مستمر.!
التشوهات الفكريَّة وغيرها من الأمراض التي داهمت الفِكر لأسباب عدَّة منها: التحولات الثقافيَّة السريعة السالخة للهويّة والمعتقد، ترميمها وتصحيح مسارها يكون بالرجوع للولاية والثقلين المقدسين.
لا خلاص من ذلك إلَّا بالبناء داخل الإطار الوَلائي لأهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)
أعظم الله أجورَكُم..
محمَّد مسلم الصائغ
١٩ من شهرِ رمضان المبارك ١٤٣٨ ه

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.