أن يتوارث الأنبياء (عليهم السلام) مقاليد النبوة، فهذا أمر طبيعي.. أن يتوارث الطغاة طغيانهم، فهذا نفهمه.. ولكن أن يتوارث بعض (المؤمنين) أحقادًا وضغائن ضد بعضهم البعض، فهذا منكر قبيح.. يختلف اثنان.. يتغلب في ما بينهما الشيطان على قوة التعقل والحكمة..…
خاطرة – كلمة – فكرة
-
-
(الكتابة) المسمارية.. خط فاصل بين ما قبل التاريخ وما بعده.. من هناك.. في بلاد الرافدين بدأ حفظ العلم وصيانة المعارف.. من هناك انتظمت حضارة الإنسان.. تناقلوا الواحًا من الحجر والطين ومختلف أنواع المعادن.. أصبحت للجمادات قيمة عالية.. ليس لشيء غير…
-
التكليف بما لا يطاق محال.. هذا فهمناه.. ما لا نفهمه أن يتركز البحث في ما (لا يطاق) ويهمل الأهم وهو معايير (الطاقة).. كَمٌّ هائلٌ.. جبال ومحيطات.. شلالات من الفرص مرت علينا ولا زالت تمر.. يقبض غيرنا بناصيتها فيصنع واقعًا ومستقبلًا..…
-
مالم تنظر إلى نفسك.. مالم تقيمها بصدق.. مالم تأخذ بيدها إلى حيث الخير.. مالم يكن منك كل ذلك تجاهها، فكن مطمئنًا إلى أن ضربك في الآخرين والاستنقاص منهم لا يكشف إلا عن عمق العقد المستولية عليك.. كما وأن مخادعتك لها…
-
سوء الأختيار.. إنه نعمة من النعم التي جعلها الله تعالى جعلًا على طريق التكامل.. لمن أراده.. قد أخطئ في قرار التفضيل والإختيار.. وقت تخطئ.. الحر الرياحي والإمام الحسين (عليه السلام).. بشر الذي لقب بالحافي والكاظم موسى بن جعفر (عليه السلام)..…
-
تمضي وفي كل لحظة منها حكاية.. تجربة.. خبرة.. صفحاتها مبرِزَةٌ صدرها للقلم.. يكتب بلا كلل.. لا يهمه أحد.. إن لم تعتبر ولم تتعظ، فغيرك يفعل.. وستبقى مدى دهرك (مفعولًا به).. تب ولا تعد إليها.. طلقها بائنًا لا رجعة فيه أبدًا..…
-
بماذا أشبهها وهو؟! رمال متحركة هو عليها يظن نفسه قائمًا.. تبلعه.. تعتصر أضلاعه.. ثعبان عظيم هي.. تخترق به كل حيٍّ نحو جوفها.. تأخذه.. فلا يكون.. إنها الأيام.. تتصرم ولكنها في تصرمها تقطع أوصال الأعمار.. كلا.. إنها كلمة هو قائلها.. تَذَكَّر…
-
بطشة العضلات.. كم هي هينة.. ولو علا بحذائه على صدرك.. هينةٌ هينة.. يهون الخصام.. والقطيعة تهون وإن كانت من قريب.. ليس من شيء.. ليس من أمر.. ليس أعظم من (لسان) يعمل سوطًا على صفحات قلبك فيدميك من فوقك ومن تحتك…
-
بعث الله تعالى الأنبياء والرسل رحمة للعالمين، ورحمتهم جدول نبعه هناك تضج به السماوات (هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ).. نوح.. كان (عليه السلام) مظهرًا من مظاهر الرحمة الإلهية، فلم يترك سبيلًا ولا طريقًا إلا وسلكه قاصدًا هداية البشر و (استنقاذهم من الضلالة)..…
-
كثيرًا ما نتحدث عن الصبر، وله في أذهاننا إرتكاز معين تغلب عليه حقيقة قلة الحيلة وفراغ اليد.. فلنتأمل بعدًا آخر.. الصبر الإنساني، وهو الأكثر عمقًا من الصبر الشخصي.. عندما يصبر أحدنا وينتظر الفرج ولكن ليس من منطلق شخصي، أي ليس…
-
كانوا في خير وفير لا ينقصهم مال ولا طعام ولا شراب.. هي ناقة واحدة خرجت لهم من الصخرة الصماء عشراء فأغنتهم عما لا يغني عنه كد النهار وسعيه، وفي خيراتها عاشوا زمنًا.. لماذا تشاركنا تلك الناقة مشربنا؟ (هكذا قالوا!!).. قرروا…
-
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد رجع من صفين فأشرف على القبور بظاهر الكوفة: “يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ وَ الْمَحَالِّ الْمُقْفِرَةِ وَ الْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ، يَاأَهْلَ التُّرْبَةِ يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ وَ…
-
كل يدعي وصلًا بليلى، وليلى لا تقر لهم بذاكا.. قياس أبي حنيفة.. الإستحسان والإستذواق، هذه أمور يرفضها الفكر الشيعي رفضًا قاطعًا، فقد عرض الإمام الصادق (عليه السلام) بمن يعتمدها طريقًا للاستنباط أيما تعريض.. يرفع الشيعة شعار (نحن أبناء الدليل، أينما…
-
كان هناك محمد وعلي (صلى الله عليهما وآلهما) ومعهما ثلة من المؤمنين.. وفي قبالهم كان أبو سفيان وأبو لهب ومن معهما من سادة قريش وعبيدها.. حزب محمد (صلى الله عليه وآله) يدعو إلى التوحيد دينًا، وينادي بالمحبة والتسامح والتراحم وحسن…
-
كانت السجدة الواحدة من إبليس (اللعين) لله تعالى تستمر لسنوات طوال، هكذا ورد في الروايات الشريفة عن أهل البيت (عليهم السلام).. عبادة إبليس (اللعين) لله تعالى أمر حسن جميل رائع يتمناه المؤمنون لأنفسهم، هذا ولا ننسى بأنه كان مقرب مرفوع…
-
عندما نتحدث عن التوحيد فإننا نقف وعلى مستوى الإعتقاد أمام مصاديق متعددة من مسلمين وغير مسلمين بلا ومن غير أهل الكتاب أيضًا، وكذلك عندما يكون الحديث عن النبوة بما هي هي.. مجال التخالط وضياع الهوية واسع جدًا مما استدعى وجود…
-
عندما تكون عندك ثابتة.. قناعة.. فكرة، فمن حقك أن تطرحها، ولم يصادر إسلامنا العظيم هذا الحق، بل أكد عليه في مواقع عدة (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، ولكنه دعى أبناءه للإهتمام بأسلوب وطريقة الطرح (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ…
-
في الوقت الذي تفكر فيه في الرد على خصمكم، وهو يفكر في الرد عليك، هناك في الجانب الآخر آخرُ قد فكر وخطط ونفذ فتجاوزكما وأنجز.. وأنتما لا تزالان تفكران في كيفية دحر أحدهما للآخر.. أمة جاهد خير البشر (صلى الله…
-
بغسلتين ومسحتين تستباح الصلاة التي جعلها الله تعالى عمود الدين، إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها.. وهكذا جعل الله لكل شيء مقدمة، ولكل مقدمة مقدمات، فلا تنفع نية الوضوء بلا ماء، ولا ينفع الماء بلا سعي…
-
كان الحسين (عليه السلام) عدوًا ليزيد (لعنه الله)، كما وأن هذا الأخير كان عدوًا للحسين (عليه السلام).. الفرق أن يزيد (لعنه الله) كان يخشى نور الحق والعلم في الحسين (عليه السلام).. يخيفه الإيمان وترعبه التقوى ويخلع قلبه من جوفه بيع…
-
يقول الأب: تحدث يا ولدي، فإنني أسمعك بأذنَيَّ لا بعينَيَّ!! يجيب الولد مصرًا: أنظر إلي.. أبي.. أبي.. يرد الأب بشيء من العصبية: قلتُ لك تحدث.. قل ما تريد، فأنا أسمعك.. يريد الولد الحديث ولكنه لا يتمكن ما لم تلتقي عيناه…
-
مُشْكِلٌ أمرُهُ ذاك الذي يستهينُ الضربَ المباشر في عقائد الآخرين ومبانيهم الثقافية والفكرية، فالإنسان في شخصيته المُبْرِزَة لوجوده العلمي إنما هو عبارة عن عقائد ومبانٍ، ما إن تقترب منها فضلًا عن أن تمسَّها إلا وقامت عنده الاستجابة الدفاعية الهجومية تلقائيًا…
-
فليتفضل الأخوة والأخوات بمراجعة كتاب الله سبحانه وتعالى في ما يخص الآيات التي توضح المنهج العلمي للرسالي في مواجهة عقائد الأقوام في الألوهية والربوبية وعموم الاتصال بالخالق الذي افترضوه قويًّا ذا صفات خاصة.. لم تكن المواجهة مباشرة، فلم يقل المبعوث…
-
قوة مضطربة جامحة تدفع صاحبها في اتجاه البحث عن (الحقيقة المطلقة).. هناك أمرٌ ما.. هناك شيءٌ نفهم وجوده، غير أننا لا نفهمه!! سواء كان الإنسان فقيرًا أم غنيًّا.. عالمًا أم جاهلًا.. كبيرًا أم صغيرًا، فهو وفي جميع أحواله يراقب (الغيب)..…
-
كان موضوع الإثارة ليوم أمس ميل الأطفال عمومًا للرسم والتلوين، ومما لاحظته أنهم يعتمدون في تعابيرهم على ما وراء العين الباصرة، فهم في الواقع يظهرون ما في دواخلهم، ولا ينخدعون -غالبًا- بما تمرره لهم جارحة البصر!! لا يهتم الطفل كثيرًا…
-
الرسم والتلوين.. أنْ يرسمَ الطفلُ، فهذا مما يسعده جِدًّا، وفي التلوين تمام سعادته التي تكمل عندما يمتدحه الكبار ويُسمِعُونه عبارات الثناء.. يبحث الطفل عن صفحة بيضاء، ويُفَضِّلُ قلم الرصاص، ثم مجموعة من أقلام التلوين.. يُفَرِّغُ شيئًا أو أشياء على تلك…
-
عندما أفكر في قضاينا المجتمعية، سياسية واقتصادية وتربوية وغير ذلك، فإنني لا أتمكن أبدًا من نفي بل ولا حتى تضعيف رجوعها التأصيلي إلى أدواء نفسية في الفرد والمجتمع معًا.. إن للحالة النفسية الدور الأول والأهم في توجيه بوصلة الإنسان، فكلما…
-
قد يجوز اللوم.. العتب.. النقد، في موارد، ولكنه خطأ استراتيجي في موارد أخرى.. لاحظوا عندما يدور الحديث عن مبادئ ومنطلقات وجِهات الإصلاح في المجتمع.. يقول العلماء أن الشباب لا يُقبِلون علينا، ويقول الشباب أن العلماء بعيدون عنَّا.. ويتَّهِمُ الآباءُ أولادَهم…
-
قصدوا المقبرة بعد رصدهم لمجموعة من الشواهد الرخامية كتبت عليها أسماء الموتى وتواريخ الوفاة وطَلبُ قراءة الفاتحة ووضعت على بعض القبور.. قال: “وقد انتشرت هذه الطامة وهذه البدعة..” (يقصد الشواهد)، ثم أمر من معه أن يقتلعها ويكسرها، ومنطلقه في عمله…
-
صدَرَ أمرٌ رسميٌ بتفريغ المنطقة تمامًا.. أحاطوا المبنى الضخم بحزام من متفجرات (الديناميت).. تحركت شحنة الاستجابة، وإذا بذاك المبنى الذي طالما احتضن بشرًا، وفي لحظات معدودة يتهاوى ليتحول إلى كومة من الحجارة والرمال.. هكذا هو الإنسان، عندما لا يَتركُ جهدًا…