عندما أفكر في قضاينا المجتمعية، سياسية واقتصادية وتربوية وغير ذلك، فإنني لا أتمكن أبدًا من نفي بل ولا حتى تضعيف رجوعها التأصيلي إلى أدواء نفسية في الفرد والمجتمع معًا..
إن للحالة النفسية الدور الأول والأهم في توجيه بوصلة الإنسان، فكلما كانت عفية صحيحة سليمة، كلما تناغمت وانسابت مفرداته الوجودية، وبالتقابل تمامًا فهي كلما سقمت وضاقت وتكلست، كلما توالد التكسر وفرخ الموتُ موتًا وموتًا وموتًا..
نحن عاجزون تمامًا عن إحصاء مظاهر ودوال الأسقام النفسية التي تملأ المجتمع البشري، ولو بدأنا بسردها لما انتهينا إلا مع أمراض جديدة تورثها كدورات الواقع..
لا أشك لحظة في أن رأس الحلول وتاجها وسنامها إنما هو في الانعتاق من الضيق والتضايق والتضيق، لصالح راحة السعة والانفتاح وطراوة النظر..
لا تعطي نفسك حق التفكير عن الآخرين..
لا تعطي نفسك حق قراءة الآخرين..
توقف عن توهمات القدرة على اقتحام نيات الناس وصدورهم..
امتنع تمامًا عن سوء الظن والظنيات المهلكة..
ازجر نفسك بحسم عن السلبية ودمارها..
كن على طول الخط حسن الظن، إيجابي النظرة..
اعلم جيدًا بأن حياتك رهينة الأمل، فكلما تسامت أمارات الأمل في وجدانك وثقافتك وفكرك وسلوكك، كلما دبت الحياة في أوردتك عفية نضرة ندية..
ومن هنا تكون البداية..
محمد علي العلوي
١٩ رجب ١٤٣٥ هجرية