كثيرًا ما نتحدث عن الصبر، وله في أذهاننا إرتكاز معين تغلب عليه حقيقة قلة الحيلة وفراغ اليد..
فلنتأمل بعدًا آخر..
الصبر الإنساني، وهو الأكثر عمقًا من الصبر الشخصي..
عندما يصبر أحدنا وينتظر الفرج ولكن ليس من منطلق شخصي، أي ليس هو كشخص من يصبر وينتظر، ولكن من منطلق أنه إنسان، فيكون عنده الأهم مطلقًا أن الإنسان هو الصابر.. الإنسان بروح المجتمع.. بروح الإنسانية.. بروح البشرية.. فالأهم أن تعيش الإنسانية ساعة الفرج.. فلا يكون من فرق إن كان هو كشخص حي أم ميت، فالأهم أن يأتي الفرج وفقط..
يُوسُف (عليه السلام)..
من البئر.. من أن يباع ويشترى.. من التهمة والسجن..
إلى العلم والحكمة.. إلى العزة والرياسة.. إلى أن أصبح باب الفرج والخير والبركة على أمة بأجمعها..
وصدقت الرؤيا ولو بعد حين..
(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)
محمد علي العلوي
غرة ربيع الثاني 1434 هجرية
12 فبراير 2013 ميلادية