((تأملات)) 10

بواسطة Admin
0 تعليق

كانوا في خير وفير لا ينقصهم مال ولا طعام ولا شراب.. هي ناقة واحدة خرجت لهم من الصخرة الصماء عشراء فأغنتهم عما لا يغني عنه كد النهار وسعيه، وفي خيراتها عاشوا زمنًا..

لماذا تشاركنا تلك الناقة مشربنا؟ (هكذا قالوا!!)..
قرروا ذبحها فعقرها قدَّار وتكاثر عليها القوم ولم يبقى صغيرٌ ولا كبيرٌ إلا ومن لحمها أتخم بطنه..

إنها ناقة الله.. معجزة صالح (عليه السلام)!!

هذا فصيلها وقد أدمي قلبه على أمه.. ها هو عند الجبل يرفع طرفه الى السماء..
راغ ثلاثًا فكان الغضب من جبار السماوات والأرض (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ * وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ)..

هل من مخلوق على وجه الأرض يتنكر لنعم الله تعالى، ويرى المعاجز والبينات الوضحات الباهرات ثم يجحد بها مثل الإنسان؟

هكذا كانوا مع الأنبياء ومعاجزهم.. ولكنها تبقى معاجز في وقت وانقضت..

للسماء معجزة أكبر.. ولكل الأنبياء ومعاجزهم وكراماتهم ظهور حق أكمل وأتم..
معجزة الأولين والآخرين.. ناقة صالح وعصى موسى وقدرة عيسى وسفينة نوح..
كلها من أولها الى آخرها فروع على أصل هو تلك المعجزة الإلهية الأعظم مطلقًا مطلقًا مطلقًا..

(كتاب الله والعترة الطاهرة)..

أتأمل بقلق شديد..
هل أنا من أبناء قدَّار فأعقر ناقة الله لأصبح في داري من الجاثمين؟
أم أنني من أبناء عمار فلا يشغلني شيء عن علي وأبناء علي (عليهم السلام)؟

محمد علي العلوي
30  ربيع الأول 1434 هجرية
11  فبراير 2013 ميلادية

 

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.