عندما تكون عندك ثابتة.. قناعة.. فكرة، فمن حقك أن تطرحها، ولم يصادر إسلامنا العظيم هذا الحق، بل أكد عليه في مواقع عدة (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، ولكنه دعى أبناءه للإهتمام بأسلوب وطريقة الطرح (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، وقال أيضًا (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)..
حتى لو كنت صاحب الحق الحقيق كرسول الله (صلى الله عليه وآله)، ففي نهاية الأمر (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ)، وكذلك (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)..
هناك حالة من الوصايا نعيشها في عمقنا الثقافي، وهي وبالنظر الى التأصيلات القرآنية تثبت مخالفتها لأبجديات حرية الرأي وحق التعددية التي أصبحت مما نتغنى به في معاشنا بل وحتى في سباتنا، وهذا مما جعلنا مجتمعات متنافرة في داخلها وبينياتها، فكيف بالغريب عنها؟ أوليس من حقه النفور منها؟
سؤال يراودني..
من أولى بالتهمة؟
ذاك الكافر الذي يسيء الى الرسول (صلى الله عليه وآله) في فيلم أو رسم؟
أم نحن حين نسيء نظريًا وعمليًا لجمل من قيم الإسلام وتأصيلات القرآن وسيرة الأطهار (عليهم السلام)؟
محمد علي العلوي
27 ربيع الأول 1434 هجرية
8 فبراير 2013 ميلادية