صدَرَ أمرٌ رسميٌ بتفريغ المنطقة تمامًا.. أحاطوا المبنى الضخم بحزام من متفجرات (الديناميت).. تحركت شحنة الاستجابة، وإذا بذاك المبنى الذي طالما احتضن بشرًا، وفي لحظات معدودة يتهاوى ليتحول إلى كومة من الحجارة والرمال.. هكذا هو الإنسان، عندما لا يَتركُ جهدًا…
مقالات
-
-
التفصيل والفصل أمران غاية في الأهمية، ومن مواطنهما مواقف الإنسان تجاه ما يعترضه من حوادث ووقائع.. في بعضها فهو يحتاج إلى مواجهة لينة، وفي أخرى يكون الحزم حكمة والحسم تعقلًا، ومع بعضها يعول على الأيام طبيبًا معالجًا.. ومن هنا تأتي…
-
ينتشر بين المؤمنين مصطلح (المخرج الشرعي)، أو (الحيلة الشرعية)..!! أما المصطلح الثاني فلا أتمكن من استساغته فضلًا عن هضمه؛ فالحكم الشرعي جاء لمصلحة الناس وتنظيم أمورهم، والبحث عن (مفَرٍّ) يتخلص به المؤمن من الحكم الشرعي لا يتسق مع فلسفة الحلال…
-
كانت إثارة الأمس حول انقلاب (المؤمنين) سباعًا ضاريةً على بعضهم البعض، ثم الإشارة إلى أن هذه الحالة لا تليق بهم كمؤمنين.. وهنا الفاتة مهمة.. يذهب بعض المفكرين إلى أن الصراع بين بني البشر حالة طبيعية، ومقاومتها عبث مادات الطبقية واحتكار…
-
أتدري ما المشكلة؟ إنها في رفض الإنسان عمليًا لحقيقة الموت، وإن تحدث عنه وبكى في محافله؛ فسيرة الإصرار على الدنيا ومطلق مكتسباتها دالة على أن حديثه عن الموت لا يعدو كونه من باب الموروث العاطفي!! هنا هزة عنيفة فتجهز لها..…
-
كان السؤال: كيف (نُشْعِرُ) قلوبنا الرحمة والمحبة واللطف؟ ثلاث سجايا كلها تجتمع في فضيلة حب والتماس الخير للإنسان، وفي نفس الوقت فهمي تتخذ طابع العداء لكل حسد وحقد وضغينة.. وما أعتقده هو أن المنطلق الأصل في كل ذلك هو ما…
-
قال (عليه السلام): “وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعًا ضاريًا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في…
-
يقدِّمُ الإسلامُ للبشرية مجموعةً من القوانين التي تكفل لها حياة منتظمة مستقرة طيبة تتسم بالنماء والتقدم، وربما تكون معلومةً للكثير من المسلمين، غير أن من أكثر مشاكلنا خزيًا معها أننا نطالب الآخر بها في الوقت الذي نخالفها في ما بيننا…
-
نعم، إنه لا شك ولا ريب في حاجة الإنسان للعمل، بل والعمل المدر للأموال؛ فالحالة الاقتصادية مهمة جدًا، وهي من مقومات المجتمع الصحيح، غير أن الكلام يقع في كون أن هذا المطلب يأتي أولًا وبالذات أو ثانيًا وبالعرض؟ عندما يكون…
-
هنالك فارق دقيق جدًا بين المكون الميكانيكي للمركبة أو لعموم الآلة، وبين المكون البشري للمجتمع.. فلندقق جيدًا.. إنه لو لا حاجة المركبة للوقود فبالنسبة لها لن يكون ذا قيمة، وكذلك العجلات وما نحوها مما يدخل في تركيب المركبة. هذا واضح،…
-
هنالك فارق دقيق جدًا بين المكون الميكانيكي للمركبة أو لعموم الآلة، وبين المكون البشري للمجتمع.. فلندقق جيدًا.. إنه لو لا حاجة المركبة للوقود فبالنسبة لها لن يكون ذا قيمة، وكذلك العجلات وما نحوها مما يدخل في تركيب المركبة. هذا واضح،…
-
كانت خاتمة الأمس كالتالي: “قالوا بأن المجتمع البشري كذلك، فهو يحتاج إلى بشر وقود وبشر عجلات وبشر للتبريد وبشر للتليين.. هل توافقون هذه النظرية؟ هل ترونها قائمة ويعمل بها في الواقع؟” بداية: عندما يتكامل الوقود مع العجلات والمقود والمراوح والمبردات،…
-
لاحظوا جيدًا.. لن تتحرك المركبة من غير وقود، ولن يحركها الوقود إلا باحتراقه في محركها الميكانيكي وبمعادلات دقيقة وإلا طرأ خلل وضَعُفَ اشتغالها.. وكما أنها في حاجة إلى الوقود فهي كذلك تحتاج إلى عجلات ومراوح تبريد ومساعدات وغير ذلك مما…
-
– ما هي أهمية الاعتذار؟ – هل في الاعتذار بُعْدٌ أو أبعاد فكرية؟ – ما هي فلسفة الاعتذار وما هي آثاره؟ من هنا نبدأ: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): “اقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له عذر فالتمس له عذرًا”…
-
* (ألتمس مِنْكَ العذر، فقد كنتُ مخطئًا).. * (عفوًا، فإن عذري في كذا، أنه كذا).. في الحالة الأولى يطلب شخصٌ من آخر إعذاره على خطأ ارتكبه وهو الآن يُقِرُّ به، فالاعتذار هنا يأتي في مقام الإقرار وطلب التجاوز (وفي المقام…
-
قال تعالى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).. وقال عز وجلَّ: (نَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ…
-
كان سؤال الأمس: ما هي القصة مع (الجسم)؟ هل من حقيقة تقف وراء هذه الحالة؟ إن أردنا الإجابة على هذا السؤال، فعلينا أولًا الإجابة على سؤال آخر، هو: * أين يقع العقل من جسم الإنسان؟ والسبب هو قول المعصوم (عليه…
-
لماذا لله سبحانه وتعالى أحكام على (جسم الإنسان)؟ جَلْدٌ.. رَجْمٌ.. قَطْعُ يَدٍ.. رَمْيٍ مَنْ شَاهِقٍ!! هذا من جهة الله اللطيف الخبير، وأما من جهة الظالمين المجرمين فإن فنونهم في تعذيب الجِلْدِ واللحم والعظم لا تظاهيها فنون.. ما هي يا ترى…
-
نعم، إنه لا يُتصور صلاحُ حالٍ إلا بوجود (فاعل) صالح يمتلك مؤهلات التغيير وصناعة واقع جديد لصالح الإصلاح.. ولكن هذا الواقع الجديد وبالرغم من وجود (الفاعل) بمستوى النبي الأكرم وأوصيائه الميامين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، لا يتصور أيضًا ما…
-
أكمَلُ (فاعل) عقائدي فقهي أخلاقي اجتماعي تربوي اقتصادي عسكري … في التاريخ البشري وبحسب عقيدتنا هو النبي الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، ومن بعده وفي طوله الأئمة الأطهار (عليهم السلام. بالرغم من ذلك إلا أن حال…
-
لازلنا في مسألة (التعلم) وكيفية حصول الصورة العلمية في الذهن، وهنا ما أذهب إليه: في الواقع أن العين الباصرة ليست إلا مرآة تنعكس فيها صور الموجودات المرئية، وهي صور مظلمة ميتة لا معنى لها بالنسبة للإنسان لو لا وجود علم…
-
هل للإسلام نظرية خاصة في (التعلم)؟ قبل الإجابة على هذا السؤال دعونا نفكر في الذي يحدث عندما يشعر الإنسان بتكون علم جديد لديه.. * يقف إنسانٌ أمام شجرة لم يرى مثلها من قبل، وبمجرد أن تقع عيناه عليها فإن (صورة)…
-
ما هو التعلم؟ كيف تتم عملية التعلم؟ طُرِحَتْ عدة نظريات في موضوع (التعلم)، أذكر منها أربع: النظرية الأولى: التدريب العقلي: وغايتها أن الإنسان إذا (تعلم) فهو في الحقيقة والواقع يدرب عقله على التفكير والتمثيل والتصور والتذكر وما نحو ذلك، فالتعلم…
-
– ما هي الأسس في صياغة القضايا؟ – ما هو المدى المفترض لحجية القضايا التي يشكلها الإنسان؟ هنالك نوعان من (القتل)، أولهما -وليس ثانيهما- قتل الفكرة، وثانيهما -وليس أولهما- قتل النفس. لإنه لو لا قتل الفكرة، لما قتلت النفس. الفكرة…
-
* ما الذي يُنْتَظرُ ممن يَشْرَعُ في صياغة قضية ما؟ يمكن للكَيِّسِ الفَطِن قراءة الحِسِّ المسؤول عند نفسه بتتبع وملاحظة الزاويا والعيون والأبعاد التي تمحور أو يتمحور حولها في صياغة القضية، وكلما كان مستريحًا في ذلك (أمام) ضغوطات الموروثات والصور…
-
أسئلة يوم أمس: – على ماذا يعتمد الإسناد في القضايا؟ – ما هي الأسس في صياغة القضايا؟ – ما هو المدى المفترض لحجية القضايا التي يشكلها الإنسان؟ * المسألة علمية معرفية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالإسناد يعني نسبة…
-
* من المفاهيم التي تملأ هذا الوجود طولًا وعرضًا وعمقًا، تتشكل القضايا. * تتركب القضية من موضوع وحكم (محمول)، فيقال – مثلًا – ماءُ البحرِ (موضوع) مالحٌ (محمول)، فنحن في الواقع قد حكمنا على ماء البحر بالملوحة، وبعبارة أخرى نقول…
-
القصير جدًا يرى من هو أطول منه طويلًا، وعندما يرى الأطول من الأطول فهو يقف على حقيقتين: الأولى: أنه الأقصر بينهما. الثانية: أن من ظنه طويلًا بان بالنسبة للأطول قصيرًا. وهكذا هي سنة المقارنات لا تنتهي بالإنسان إلا غاية أكثر…
-
يقع الحَدَثُ في ظرفين زماني ومكاني، ولكنه في الأصل يقع في الأول خاصة، بالرغم من أنه لا يستغني عن الثاني بالضرورة فإذا كان الظرف الزماني متصرمًا فلا بقاء لمظروفه وهو (الحدث)، فتصرم الظرف الزماني خاصة يعني تصرم مظروفه بالضرورة. وبالتالي:…
-
إثارة في العقيدة/ ١٢: يقولون الآن: ولكن الله تعالى قال لرسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله): (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ). فأين هذا من كلامكم؟ هناك أكثر من جواب على هذا التساؤل المشروع، أجملها في التالي: ١/ العقيدة في أهل…