– ما هي أهمية الاعتذار؟
– هل في الاعتذار بُعْدٌ أو أبعاد فكرية؟
– ما هي فلسفة الاعتذار وما هي آثاره؟
من هنا نبدأ:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): “اقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له عذر فالتمس له عذرًا”
عندما ننظر في دواعي الاعتذار فإننا نجدها تأتي في مورد مشترك واحد هو:
(شرخ أو اعوجاج أو تخلف في علاقة بين إنسانين أو أكثر)
تتلخص وظيفة الاعتذار في منع أو سد الشرخ، أو منع أو تقويم الاعوجاج، أو منع أو رفع التخلف في العلاقة الإنسانية عمومًا.
هذا على المستوى المجتمعي والذي يريد له الله تعالى أجلَّ المراتب وأرفع المستويات.
وأما على صعيد الفرد، فالاعتذار تعويد من جهة وإظهار من جهة أخرى لسمو النفس وجمال خلقها وروعة نقائها وتألقها، ومن الواضح أن الصلاح أمر متبادل تكاملي بين الفرد والمجتمع.
هذا من جهة الاعتذار في أثره شبه التكويني، وأما في بعده الفكري فهو يؤسس لثقافة الانطلاق الرسالي دائمًا وأبدًا من قيمة الإنسان، وهي قيمة أصيلة تتحطم أمامها أعتى العصبيات والتعصبات، بل ولا بقاء في نهاية المطاف لغير الإنسان قيمةً طاهرةً زكيةً.
ولذلك فإن فلسفة الاعتذار ترجع أولًا وأخيرًا لفطرة المحافظة على النسيج المجتمعي ثقافةً وفكرًا وروحًا وخلقًا.
وبكلمة مختصرة أقول:
(الاعتذار إكسيرٌ للإنسانية)
محمد علي العلوي
٢ رجب ١٤٣٥ هجرية