كانت إثارة الأمس حول انقلاب (المؤمنين) سباعًا ضاريةً على بعضهم البعض، ثم الإشارة إلى أن هذه الحالة لا تليق بهم كمؤمنين..
وهنا الفاتة مهمة..
يذهب بعض المفكرين إلى أن الصراع بين بني البشر حالة طبيعية، ومقاومتها عبث مادات الطبقية واحتكار رأس المال، وقد انقسموا عند هذه القناعة إلى فريقين:
الأول: يذهب إلى ترك الطبقات في صراعاتها الطبيعية بل ودفعها في هذا الاتجاه حتى تتلاشى جميعها في طبقة واحدة ليعم من بعد ذلك الأمن والسلام.
الثاني: يذهب إلى المحافظة على الطبقية وتعزيزها بتقوية رأس المال من جهة، ومن جهة أخرى إشغال مفرخته في التفريخ دائمًا وأبدًا وفي جميع الاتجاهات وعلى مختلف المستويات.
ما نعتقده أن الصراعات لن تتوقف، وإن كان وتوقفت فليس عن حالة طبيعية؛ فيكفي جدًا أن يؤمَن شر مدمني المخدرات بمواصلة تزويدهم بحقن الهروين.. فتأمل جيدًا ثم قِسْ!
هناك حاكم ومحكوم.. رئيس ومرؤوس.. غني وفقير.. عالم وأقل علمًا..
ولكننا لا نؤمن بمعيارية أي منها، بل أن إيماننا ينصب أولًا على كون هذا البشر إنسانًا، ثم أن له أن يسعى مع احترام الإنسانية إلى أن يكون كيفما يشاء، فمن حق المرؤوس أن يكون رئيسًا إذا ما أوصله سعيه الإنساني إلى ذلك، وعلى الجميع احترام وتقدير نجاحه دون حسد وما يشبهه من دونيات سخيفة..
نؤمن أن هذه الحياة الدنيا ينبغي أن تكون ميدانًا للسعي والتنافس الإنساني المستقيم (وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى)..
يبدو أننا نعاني شيئًا من الضعف في فهم هذه المعادلة فضلًا عن إدارتها، ولذلك فإننا لا نخرج من صراع حتى (نخلق) لأنفسنا صراعًا غيره، وكله على نحو البينية وتوهم (أنا وهو)!!
قليل من سعة الصدر..
شيء من الأريحية..
بعض من احترام الآخر..
نحتاج إلى الإنسانية بشدة..
محمد علي العلوي
١٣ رجب ١٤٣٥ هجرية