قال تعالى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)..
وقال عز وجلَّ: (نَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا)..
هناك وجود إدراكي لجوارح الإنسان، وهذا واضح، وإلا فما معنى شهادتها عليه بما كان يعمل؟!
ثم أن وجودًا آخر يظهر في منظومة الإنسان قد نعبر عنه بالوجود الرابطي لما يحقق من ربط بين الجوارح بل عموم الأعضاء وبين مركز التعقل، ولذلك فإن (تعذيب) الجلد بالحرق يوم القيامة إنما هو لما وراء الجلد..
ولا بد لنا هنا من الإنتباه إلى الاتساق المتقدم على حسن تقويم الإنسان، وهو بين الفطرة ومركز التعقل والنفس و(الجوارح)، والانتباه أيضًا إلى أن لكل وجود من هذه الوجودات تعقله المنتظم تحت مركز التعقل، فإن كان الجميع على نسق الفطرة تهادى الفلاح بين يدي الإنسان، وفي المقابل فإن التخالف يعني الشقاء واستحقاق العقاب استقلالًا (مثل قطع اليد والجلد وما شابه) وبالتبع لما يحققه هذا العقاب من الآثار على النفس السلوكية.
وبالتالي فإنه نتيجة ما مر هي:
ينبغي للإنسان أن يعتني ويحافظ على نضارة فطرته، وذلك بالعمل الجاد على تربية وصيانة وتزكية عقله ونفسه وجوارحه وعموم أعضاء جسمه.. ولِكُلٍّ إدراك به خاص..
محمد علي العلوي
٣٠ جمادى الآخرة ١٤٣٥ هجرية