– ما هي الأسس في صياغة القضايا؟
– ما هو المدى المفترض لحجية القضايا التي يشكلها الإنسان؟
هنالك نوعان من (القتل)، أولهما -وليس ثانيهما- قتل الفكرة، وثانيهما -وليس أولهما- قتل النفس.
لإنه لو لا قتل الفكرة، لما قتلت النفس.
الفكرة إما أن تكون فكرة صلاح وإصلاح، فتنتج هداية ورشد، وإلا فهي -وإن اختلطت بالأولى- فكرة ضلال وإضلال، وعليه فإن أس الأسس وأصل الأصول في صياغة القضايا إنما هو المباني الفكرية التي يقوم عليها البناء؛ إذ أن فساد المبنى ضمان لفساد البناء وإن ظهر جميلًا!
ونحن كمسلمين في الأدنى، وكشيعة في الأوسط، وكمتقين في الأعلى، من المعيب، بل من القبيح أن نذهب في منطلقاتنا عن غير القواعد البَيِّنة التي يقدمها الثقلان المقدسان، فقد قال الله تعالى (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)..
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): “إنما علينا أن نلقي إليكم الأصول وعليكم أن تفرعوا”.
وأما الأساس الثاني فهو -وقد مرت الإشارة إليه- الاهتمام عن صدق وحِسٍّ مسؤول بتتبع أبعاد المفاهيم التي نكون بصددها لصياغة قضية ما، وهذه المهمة ليست بأهون ما سابقتها، بل هي في تعقيداتها وتداخل خيوطها ربما احتاجت منَّا لجهد أكبر لإحاطة أوسع فبناء نقي صاف.
نلاحظ أن هذين الأساسين وغيرهما أيضًا لا يخرجان في وجودهما عن سلطة العلم والمعرفة، ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): “لو سكت الجاهل لما اختلف الناس”.
وليكن من الوضوح بمكان أن الجهل ليس هو الأُمِّيَة أو ما يشبهها، فقد يكون حمَّالُ أعلى الشهادات وأبدع الأوسمة والألقاب جاهلًا ..!! فتأمل الأمر جيدًا..
– ما هو المدى المفترض لحجية القضايا التي يشكلها الإنسان؟
لن نبرح التفكير حتى نلتقي غدًا، وعلى الخير دائمًا إن شاء الله تعالى..
محمد علي العلوي
٢١ جمادى الآخرة ١٤٣٥ هجرية