سمعت ذات مرة أحد الخطباء يستنكر بعض الإحصاءات الكربلائية التي نقلتها كتب المقاتل من قبيل أن الواحد من معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) كان يقتل من اليزيديين في الحملة الواحد مئات الرجال، وقال بأن هذا محال حيث إننا لو قلنا…
يناير 2016
-
-
يُسَلِّمُ المسلمون بقدسية القرآن الكريم وتُسْتَّفَز غِيَرِهِم لأي شبهة أو اتهام يوجهه أحدٌ إلى آية من آياته أو حتى حرف من حروفه، وفي المقابل يقدس اليهود توراتهم والمسيح إنجيلهم، ولكنهم أقل غيرة في الدفاع عنهما بالرغم مما يثيره المسلمون من…
-
عندما يقف الحسين (عليه السلام) يأتي العقلاء فيصطفوا خلفه متخذينه دليلًا يرشدهم إلى الطريق القويم نحو الله تعالى ورضاه، فيكون الشكل هندسيًا كالمستقيم منتهاه الله تعالى ونقاطه أهل بيت العصمة (عليهم السلام) والعقلاء من خلفهم يسيرون أينما ساروا ويتحركون كيفما…
-
معادلاتٌ قُلِبَتْ، وموازين تَخَلْخَلَتْ، وقيمٌ مَاعتْ.. هذه هي نظرتي السوداوية المتشائمة الكئيبة المتشنجة المأساوية اليائسة.. هي كذلك كما يحلو للبعض أن يسميها وهم أصحاب النظرة التفاؤلية الإشراقية المنشرحة السمحة كما يدعون، وعلى أية حال لا تهم دقتهم في التوصيف بقدر…
-
عندنا بحر محيط تولد مياهه تيارات قوية يتغير اتجاهها بتغير اتجاه الرياح وعوامل طبيعية أخرى، وعندنا سفينة لو خلي بينها وبين الأمواج لاخذتها تياراته ذات اليمين وذات الشمال بتسليم منها تام ودون أدنى مقاومة، ولو أن شراعًا علا في وسطها…
-
يضج القرآن الكريم بآيات عظيمة تحث على التدبر والتفكر في الكون وأحداث الدنيا ووقائع الحياة، فهي المادة الخام لأي إبداع فكري يحمل رايته الإنسان، وكلما اشتدت قوة التفاعل التدبري بين الخارج الواقعي والذهني الاعتباري كلما تشكلت صور جديدة تُألفها شلالاتٌ…
-
أهبط الله تعالى آدم (عليه السلام) وزوجَه إلى الأرض قائلًا: “اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ”، ويبدو أن هذا العداء هو السر في استمرار الحركة الأرضية عمومًا، فالطبيعة الدنيوية طبيعة عمل وكد وخشونة وتحمل للشدائد وقسوة النوازل، ولذلك قضت الفطرة المجتمعية بأن…
-
بالأمس قرأ أحد الدينماركيين رسولنا الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) من خلال شريحة من المسلمين لا يرون من العبادات غير الجهاد بمقاس عقولهم المريضة التي لا تقدم خيارًا على خيار التفجير وقطع الرؤوس وترويع الناس نساءً…
-
لست في مقام استعراض آراء أعلام الطائفة من الفقهاء المراجع في حكم ضرب الرأس بالسيوف والقامات بقصد إسالة الدم (التطبير) في اليوم العاشر من المحرم كشعيرة إحياء حسينية، فالآراء واضحة جلية سواء عند المجيزين أو المحرمين، ولكن الذي أرومه في…
-
هل تتوقف ساعة؟ لو اخترق مسامعك نداءٌ يخرج من السماوات والأرضين وما بينهما مزلزلًا قلبك معنفًا تلابيب وجدانك بصيحة: توقف..!! توقف، وإلا فإن دنياك سوف تتحول في لحيظات إلى تنين ينفخ النار نفخًا عاصفًا في كل ذرة من ذرات وجودك..…
-
فتحنا أعيننا وللعاشر من المحرم وضع خاص.. هيبة، ترقب، لون أحمر مختلف.. صوت الطبل كان المائز بين الطفل الجبان وذاك الشجاع الذي يتفاخر بين أقرانه إذا عاد إليهم بعد موكب (الحيدر) وملابسه ملطخة بدماء المطبرين.. أما عصر العاشر فتتحول فيه…
-
من الكاتبات البارزات في الصحافة المحلية والعربية الأستاذة لميس ضيف، فهي تمتلك فكرًا واضح المعالم يؤازره قلم طيع يعكس ما تحمله من أفكار وقناعات بكل انسيابية ورشاقة، وهذه ميزة أغبطها عليها كما وأرجو من الله العلي القدير أن يسددها على…
-
سلما علي ومضيا في طريقهما.. وبقيت أن متأملًا طريقي، فقد كان رجل لا أخاله لم يتجاوز الثامنين من عمره وبصحبته شاب في منتصف سنينه، وعندما نظرت إليهما مرددًا بصري بين الثمانيني والأربعيني شعرت بأن وجه الأول يحكي طين الأرض بعد…
-
في البداية يأخذ حوض المرأة بالتوسع والانتفاخ، ورحمها بالتقلص والارتخاء ليعلن المخاض أولى ساعاته الممهدة لخروج الجنين عن جنينيته لنور قد يكون فيه هذا العظيم أو ذاك الرذيل، ولو لا هذا المخاض لمات في أحشاء أمه مختنقًا. إن لهذه العملية…
-
الإنسان هو قطب الرحى في المنظومة الإسلامية بثقليها القرآن الكريم والعترة الطاهرة، فليس من قصة أو حكمة أو حكم إلا ويصب في مصلحة الإنسان أولًا وبالذات، فالقصة القرآنية للإنسان (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، والحكمة القرآنية للإنسان (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ…
-
– لا أرى الموت إلا سعادةً، والحياة مع الظالمين إلا برمًا.. – ماذا يا حسين؟ – إن الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم، فإذا مُحصوا بالبلاء قل الديانون. خذني معك يا حسين.. سيدي أقسم عليك بحق…
-
لن أحتاج اليوم إلى مقدمة تمهد للفكرة التي أريد طرحها، فكوننا في الثامن من المحرم يكفي أن يكون مقدمة لطرح السؤالين التاليين: الأول: لماذا لم يكن جيش الإمام الحسين (عليه السلام) ثلاثين ألف، وجيش يزيد نيفًا وسبعين؟ الثاني: هل أراد…
-
تُعْقَدُ سنويًا ودوريًا الكثير من المؤتمرات الرسمية على مستوى رؤساء الدول وما دون ذلك، فتصرف عليها الملايين من الدولارات من أجل انجاح صورتها وشكلها الخارجي، ولكن الشعوب تطالب دائمًا بمعرفة ما تنتجه هذه المؤتمرات وخصوصًا تلك الشرق أوسطية، ولأن النتاج…
-
عندما يكون لشيء ما -لسبب من الأسباب- مكانة خاصة ومميزة في نفسي فإنني وبشكل تلقائي أضع حدودًا حوله وأعتبر تعديها تعديًا على خصوصياتي.. هذه هي الغيرة بتوضيح مبسط جدًا قد تألفه بشكل أكبر إذا قست عليه شعورك تجاه زوجك وتجاه…
-
جاء في الأثر: “أنه، يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من الاسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه”، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): “إن الاسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء“. عندما تريد تفعيل قول الله تعالى: (وَقُل…
-
كم من محاولة إضلال شيطانية يتعرض لها كل واحد منا يوميًا؟ وكم منها يُسَجَّلُ في قائمة عنوانها: (محاولة ناجحة)؟ إن ملاحظة اخطبوطيات الشيطان في يومياتنا لا يحتاج لأكثر من وقفة صريحة على خط التمييز بين الحق والباطل، فهذا هو الخطيب…
-
كان من وجوه قومه في الجاهلية كما في الإسلام، فهو بطل شجاع مقدام لا تُخالف أوامره ولا تُكسر شوكته، وفي الغالب أن الذي يتصف بمثل هذه المواصفات لا يندفع في اتخاذ قراراته خصوصاً تلك التي ربما أفقدته ما هو عليه…
-
لا يختلف عاقلان في أن إمامنا الحسين (عليه السلام) يمثل في العقل الشيعي حالة فكرية متكاملة الأبعاد تامة الزوايا، فالحسين (عليه السلام) إمام من حيث هو خليفة لله تعالى، وهو خليفة من حيث هو مُمارس بدقة متناهية لكل تعاليم السماء…
-
لم التفت إلا والأم تحمل ابنها الثلاثي من قميصه الأحمر وترميه أرضاً بكل قسوة، ثم ترفعه وتهوي على وجهه الصغير بصفعة كادت عيني لشدتها أن تخرج من بؤبؤها.. هذا وألوان السباب والشتائم كان صدر الطفل الصغير يتلقاه ممن حملته في…
-
ارتكز الفكر الشيعي في القرنين الأولين من الهجرة على العلاقة المباشرة بين المجتمع والمعصوم (عليه السلام)، وقد تميزت هذه العلاقة بميزة افتقدها كل من خالف نهج الولاية التي أوصى بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي ميزة الطمئنينة والسكون…
-
كل كبير يعيش اليوم فهو بالأمس كان صغيراً يقبل أنواع البذور التي تلقى في أرضه فتكبر ويكبر معها حتى تتجذر فتكون شجرتها هي كبير اليوم. هذه قاعدة أفادها أبو عبد الله الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) عندما قال للأحول: “أتيت…
-
فكَّرنَا فاقتنعنا، واتَّبَعْنا فَثَبَتْنَا، هكذا كان حالنا حين وصل خبر الدعوة الجديدة التي جاء بها محمد (صلى الله عليه وآله)، فلم تكن هناك من حاجة إلى سيف يفتح؛ لأننا قررنا أن يكون الفتح بالعقول لا بالسيوف، وبعدها فكرنا ثانية فاقتنعنا…
-
لماذا نؤمن بوجود الله تعالى ووحدانيته؟ ولماذا لا نراه كما نرى أي موجود آخر؟ ولماذا خلقنا؟ لماذا نوالي أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، ونقول بعصمتهم، وبولايتهم التكوينية؟ لماذا نؤمن بإمام غائب اسمه المهدي المنتظر؟ ولماذا هو غائب؟ وماهي الضرورة من…
-
أفهم جيداً أن الحق كان مع علي (عليه الصلاة والسلام)، وأقطع بما وقع على الزهراء البتول (عليها الصلاة والسلام) من ظلم وغصب وتعديات سافرة، ولا يداخلني شك في أن الحسن (عليه الصلاة والسلام) هو سبط رسول الله (صلى الله عليه…
-
كتاب عظيم يقول عنه مولاه سبحانه وتعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)ثم يعاتب بشدة أولئك الذين لا يتدبرون آياته فيقول: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)، أما في…