يقول الأب: تحدث يا ولدي، فإنني أسمعك بأذنَيَّ لا بعينَيَّ!! يجيب الولد مصرًا: أنظر إلي.. أبي.. أبي.. يرد الأب بشيء من العصبية: قلتُ لك تحدث.. قل ما تريد، فأنا أسمعك.. يريد الولد الحديث ولكنه لا يتمكن ما لم تلتقي عيناه…
إثارات فكرية
-
-
مُشْكِلٌ أمرُهُ ذاك الذي يستهينُ الضربَ المباشر في عقائد الآخرين ومبانيهم الثقافية والفكرية، فالإنسان في شخصيته المُبْرِزَة لوجوده العلمي إنما هو عبارة عن عقائد ومبانٍ، ما إن تقترب منها فضلًا عن أن تمسَّها إلا وقامت عنده الاستجابة الدفاعية الهجومية تلقائيًا…
-
فليتفضل الأخوة والأخوات بمراجعة كتاب الله سبحانه وتعالى في ما يخص الآيات التي توضح المنهج العلمي للرسالي في مواجهة عقائد الأقوام في الألوهية والربوبية وعموم الاتصال بالخالق الذي افترضوه قويًّا ذا صفات خاصة.. لم تكن المواجهة مباشرة، فلم يقل المبعوث…
-
قوة مضطربة جامحة تدفع صاحبها في اتجاه البحث عن (الحقيقة المطلقة).. هناك أمرٌ ما.. هناك شيءٌ نفهم وجوده، غير أننا لا نفهمه!! سواء كان الإنسان فقيرًا أم غنيًّا.. عالمًا أم جاهلًا.. كبيرًا أم صغيرًا، فهو وفي جميع أحواله يراقب (الغيب)..…
-
كان موضوع الإثارة ليوم أمس ميل الأطفال عمومًا للرسم والتلوين، ومما لاحظته أنهم يعتمدون في تعابيرهم على ما وراء العين الباصرة، فهم في الواقع يظهرون ما في دواخلهم، ولا ينخدعون -غالبًا- بما تمرره لهم جارحة البصر!! لا يهتم الطفل كثيرًا…
-
الرسم والتلوين.. أنْ يرسمَ الطفلُ، فهذا مما يسعده جِدًّا، وفي التلوين تمام سعادته التي تكمل عندما يمتدحه الكبار ويُسمِعُونه عبارات الثناء.. يبحث الطفل عن صفحة بيضاء، ويُفَضِّلُ قلم الرصاص، ثم مجموعة من أقلام التلوين.. يُفَرِّغُ شيئًا أو أشياء على تلك…
-
عندما أفكر في قضاينا المجتمعية، سياسية واقتصادية وتربوية وغير ذلك، فإنني لا أتمكن أبدًا من نفي بل ولا حتى تضعيف رجوعها التأصيلي إلى أدواء نفسية في الفرد والمجتمع معًا.. إن للحالة النفسية الدور الأول والأهم في توجيه بوصلة الإنسان، فكلما…
-
قد يجوز اللوم.. العتب.. النقد، في موارد، ولكنه خطأ استراتيجي في موارد أخرى.. لاحظوا عندما يدور الحديث عن مبادئ ومنطلقات وجِهات الإصلاح في المجتمع.. يقول العلماء أن الشباب لا يُقبِلون علينا، ويقول الشباب أن العلماء بعيدون عنَّا.. ويتَّهِمُ الآباءُ أولادَهم…
-
قصدوا المقبرة بعد رصدهم لمجموعة من الشواهد الرخامية كتبت عليها أسماء الموتى وتواريخ الوفاة وطَلبُ قراءة الفاتحة ووضعت على بعض القبور.. قال: “وقد انتشرت هذه الطامة وهذه البدعة..” (يقصد الشواهد)، ثم أمر من معه أن يقتلعها ويكسرها، ومنطلقه في عمله…
-
صدَرَ أمرٌ رسميٌ بتفريغ المنطقة تمامًا.. أحاطوا المبنى الضخم بحزام من متفجرات (الديناميت).. تحركت شحنة الاستجابة، وإذا بذاك المبنى الذي طالما احتضن بشرًا، وفي لحظات معدودة يتهاوى ليتحول إلى كومة من الحجارة والرمال.. هكذا هو الإنسان، عندما لا يَتركُ جهدًا…
-
التفصيل والفصل أمران غاية في الأهمية، ومن مواطنهما مواقف الإنسان تجاه ما يعترضه من حوادث ووقائع.. في بعضها فهو يحتاج إلى مواجهة لينة، وفي أخرى يكون الحزم حكمة والحسم تعقلًا، ومع بعضها يعول على الأيام طبيبًا معالجًا.. ومن هنا تأتي…
-
ينتشر بين المؤمنين مصطلح (المخرج الشرعي)، أو (الحيلة الشرعية)..!! أما المصطلح الثاني فلا أتمكن من استساغته فضلًا عن هضمه؛ فالحكم الشرعي جاء لمصلحة الناس وتنظيم أمورهم، والبحث عن (مفَرٍّ) يتخلص به المؤمن من الحكم الشرعي لا يتسق مع فلسفة الحلال…
-
كانت إثارة الأمس حول انقلاب (المؤمنين) سباعًا ضاريةً على بعضهم البعض، ثم الإشارة إلى أن هذه الحالة لا تليق بهم كمؤمنين.. وهنا الفاتة مهمة.. يذهب بعض المفكرين إلى أن الصراع بين بني البشر حالة طبيعية، ومقاومتها عبث مادات الطبقية واحتكار…
-
أتدري ما المشكلة؟ إنها في رفض الإنسان عمليًا لحقيقة الموت، وإن تحدث عنه وبكى في محافله؛ فسيرة الإصرار على الدنيا ومطلق مكتسباتها دالة على أن حديثه عن الموت لا يعدو كونه من باب الموروث العاطفي!! هنا هزة عنيفة فتجهز لها..…
-
كان السؤال: كيف (نُشْعِرُ) قلوبنا الرحمة والمحبة واللطف؟ ثلاث سجايا كلها تجتمع في فضيلة حب والتماس الخير للإنسان، وفي نفس الوقت فهمي تتخذ طابع العداء لكل حسد وحقد وضغينة.. وما أعتقده هو أن المنطلق الأصل في كل ذلك هو ما…
-
قال (عليه السلام): “وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعًا ضاريًا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في…
-
يقدِّمُ الإسلامُ للبشرية مجموعةً من القوانين التي تكفل لها حياة منتظمة مستقرة طيبة تتسم بالنماء والتقدم، وربما تكون معلومةً للكثير من المسلمين، غير أن من أكثر مشاكلنا خزيًا معها أننا نطالب الآخر بها في الوقت الذي نخالفها في ما بيننا…
-
نعم، إنه لا شك ولا ريب في حاجة الإنسان للعمل، بل والعمل المدر للأموال؛ فالحالة الاقتصادية مهمة جدًا، وهي من مقومات المجتمع الصحيح، غير أن الكلام يقع في كون أن هذا المطلب يأتي أولًا وبالذات أو ثانيًا وبالعرض؟ عندما يكون…
-
هنالك فارق دقيق جدًا بين المكون الميكانيكي للمركبة أو لعموم الآلة، وبين المكون البشري للمجتمع.. فلندقق جيدًا.. إنه لو لا حاجة المركبة للوقود فبالنسبة لها لن يكون ذا قيمة، وكذلك العجلات وما نحوها مما يدخل في تركيب المركبة. هذا واضح،…
-
هنالك فارق دقيق جدًا بين المكون الميكانيكي للمركبة أو لعموم الآلة، وبين المكون البشري للمجتمع.. فلندقق جيدًا.. إنه لو لا حاجة المركبة للوقود فبالنسبة لها لن يكون ذا قيمة، وكذلك العجلات وما نحوها مما يدخل في تركيب المركبة. هذا واضح،…
-
كانت خاتمة الأمس كالتالي: “قالوا بأن المجتمع البشري كذلك، فهو يحتاج إلى بشر وقود وبشر عجلات وبشر للتبريد وبشر للتليين.. هل توافقون هذه النظرية؟ هل ترونها قائمة ويعمل بها في الواقع؟” بداية: عندما يتكامل الوقود مع العجلات والمقود والمراوح والمبردات،…
-
لاحظوا جيدًا.. لن تتحرك المركبة من غير وقود، ولن يحركها الوقود إلا باحتراقه في محركها الميكانيكي وبمعادلات دقيقة وإلا طرأ خلل وضَعُفَ اشتغالها.. وكما أنها في حاجة إلى الوقود فهي كذلك تحتاج إلى عجلات ومراوح تبريد ومساعدات وغير ذلك مما…
-
– ما هي أهمية الاعتذار؟ – هل في الاعتذار بُعْدٌ أو أبعاد فكرية؟ – ما هي فلسفة الاعتذار وما هي آثاره؟ من هنا نبدأ: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): “اقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له عذر فالتمس له عذرًا”…
-
* (ألتمس مِنْكَ العذر، فقد كنتُ مخطئًا).. * (عفوًا، فإن عذري في كذا، أنه كذا).. في الحالة الأولى يطلب شخصٌ من آخر إعذاره على خطأ ارتكبه وهو الآن يُقِرُّ به، فالاعتذار هنا يأتي في مقام الإقرار وطلب التجاوز (وفي المقام…
-
قال تعالى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).. وقال عز وجلَّ: (نَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ…
-
كان سؤال الأمس: ما هي القصة مع (الجسم)؟ هل من حقيقة تقف وراء هذه الحالة؟ إن أردنا الإجابة على هذا السؤال، فعلينا أولًا الإجابة على سؤال آخر، هو: * أين يقع العقل من جسم الإنسان؟ والسبب هو قول المعصوم (عليه…
-
لماذا لله سبحانه وتعالى أحكام على (جسم الإنسان)؟ جَلْدٌ.. رَجْمٌ.. قَطْعُ يَدٍ.. رَمْيٍ مَنْ شَاهِقٍ!! هذا من جهة الله اللطيف الخبير، وأما من جهة الظالمين المجرمين فإن فنونهم في تعذيب الجِلْدِ واللحم والعظم لا تظاهيها فنون.. ما هي يا ترى…
-
نعم، إنه لا يُتصور صلاحُ حالٍ إلا بوجود (فاعل) صالح يمتلك مؤهلات التغيير وصناعة واقع جديد لصالح الإصلاح.. ولكن هذا الواقع الجديد وبالرغم من وجود (الفاعل) بمستوى النبي الأكرم وأوصيائه الميامين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، لا يتصور أيضًا ما…
-
أكمَلُ (فاعل) عقائدي فقهي أخلاقي اجتماعي تربوي اقتصادي عسكري … في التاريخ البشري وبحسب عقيدتنا هو النبي الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، ومن بعده وفي طوله الأئمة الأطهار (عليهم السلام. بالرغم من ذلك إلا أن حال…
-
لازلنا في مسألة (التعلم) وكيفية حصول الصورة العلمية في الذهن، وهنا ما أذهب إليه: في الواقع أن العين الباصرة ليست إلا مرآة تنعكس فيها صور الموجودات المرئية، وهي صور مظلمة ميتة لا معنى لها بالنسبة للإنسان لو لا وجود علم…
- 1
- 2