تنشأ عقلية التغيير من حالةِ رفضٍ لواقع قائم، وهذا أمر طبيعي بل هو تكويني في جوهر هذا الوجود الواسع؛ إذ أن حركة التجديد والتخلص من السابق بقوة اللاحق الضد أو الموافق أصلٌ في حيوية عالم الإمكان، فلا إشكال هنا والتغيير…
مقالات
-
-
صدعتنا الروح الإنهزامية بالترويج للصح على أنه مثالية وأنه بعيد عن الواقعية، وما هذا إلا لقلة عزمها وضعف همتها، وإلا فانتشار الشر ممكن بل واقع، وإذا دار الحديث حول ضده المباشر انقلب في لحظة إلى مثالية لا تُنَال، وهذه بكل…
-
سواء كان في اتجاه الحسن أو كان في اتجاه القبح، فإن مظروف الزمن متغير كل لحظة مع تغير الظرف وهو الزمن المعروف بتصرمه، ولا لحظة إلا وهي جديدة بتمام ما فيها من موضوعات مطلقًا، وهذا بديهي جدًا؛ إذ أن تصرم…
-
عندما يُقطع جزءٌ من كل حَدَّ الانفاصل التام، فإنه يقال: لقد بان هذا الجزء عن ذاك. فلا يمكن إنكار الانفصال بحال، ومن هنا جاء مصطلح (البينة) التي يُطالب بها المدعي (البينة على من ادعى)، ولا تسمى (بينة) حتى تحقق الفصل…
-
نستغرب كثيرًا عندما نرى تلك الأقلام والألسن التي لم نألفها وهي تكذب وتزور وتمارس الفتنة والأز بما يجعل الإنسان.. أقول (الإنسان) يفتح عينيه متعجبًا لا يكاد يفقه شيئًا من هذه الظواهر الغريبة، ثم يزداد تعجبه ويتعاظم استغرابه عندما يتتبع المواعظ…
-
في ماذا تختلف عن الرجل؟ في ماذا تختلف عنه غير بروز خاص في بعض أنحاء جسدها؟ وإذا ما أتاحته لنواظر الناس فإنها تنحدر عنه إلى مستوى مخلوقات أخرى لا تكترث بظهور عوراتها، وفي تصوري أنها لو تمكنت من سترها لتفوقت…
-
قلمها جميل.. تعرف كيف تصوغ العبارة بشكل جيد، وسمعت أنها (ليِّنة) أمام الدراهم، وعندها استعداد جيد للتلاعب بالقيم والمبادئ.. قال: نعم سيدي، هي كذلك. رد قائلًا: شغلها من الآن فصاعدًا (البحبشة) في كل ماض، وفي كل شاردة وواردة، وصاعدة ونازلة،…
-
بودي لو أنها تكتب بالذهب وتطرز بالأحجار الكريمة في وسط إطار من الماس، ثم تعلق بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب.. وبكل لغات العالم.. إنها قول الله تعالى (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ). يظن البعض أن إيكال…
-
صباح عرادي يحتضن السماء.. ((هي كلمات نبحث من خلالها عن أريج تطيب له النفوس وتجتمع عليه القلوب..)) كن على يقين تام بأن في داخلك طاقات لو أنك تُشَغِّلُ رُبعها لكان غدك في قبضة يدك.. في داخل كل واحد منَّا طاقات…
-
قرأت تصريحًا لأحد المسؤولين الأتراك جاء فيه أن تركيا قادرة على خوض حرب ضد سوريا، ولن يكون النصر ببعيد عنهم، ولكنهم سوف يعودون بعده ستمئة سنة إلى الوراء!! (تصريح في غاية الحكمة).. لست بصدد تحليل الوضع في سوريا، كما ولا…
-
مخلوق رائع حقًا.. الإنسان بالفعل مخلوق رائع، وروعته ليست في غير أعاجيبه وغرائب ما يكون منه، فهو -ما شاء الله تبارك الرحمن- يفتخر وحقه الفخر بعقل ميزه الله تعالى به عن مخلوقات تدفعها غرائزها دون تعقل ولا فهم، وهو بذلك…
-
-
قرأت تصريحًا لأحد المسؤولين الأتراك جاء فيه أن تركيا قادرة على خوض حرب ضد سوريا، ولن يكون النصر ببعيد عنهم، ولكنهم سوف يعودون بعده ستمئة سنة إلى الوراء!! (تصريح في غاية الحكمة).. لست بصدد تحليل الوضع في سوريا، كما ولا…
-
استمع (آنو) الجليل شكواهم: “ألم تخلق أنت هذا الوحش الجبار؟ الذي لا يضاهي فتك أسلحته سلاح، وكثيرًا ما تستيقظ رعيته على ضربات الطبل، ولم يترك (كَلكَامش) ابنًا لأبيه، وما فتىء يضطهد الناس ليل نهار.. على أنه راعي (أوروك)، السور والحمى،…
-
عندما يشعر الإنسان بشيء من الصداع فإنه يلتقم قرصين لتسكين الألم حتى يهدأ ويعود إلى طبيعته، والتلميذ إذا ما قصر في دروسه فإنه يعطى وصفة تنظيمية معينة ليعدل من وضعه على طريق طلب العلم، وهكذا فإن بعض الحالات التي تعرض…
-
في الغالب يكون ممن لا يكترث بالعواقب، حتى يصل إلى مرحلة لا يهمه فيها زجر والده، أو أن والده يكون قد تعب منه فلا يؤنبه ولا يفكر في ردعه، وقد يكون الأب ممن لا عناية له بأبنائه أصلًا.. مجموعة من…
-
عندما يكون فريق الكُرة على موعد مع مباراة مهمة، فإن بعض المدربين أو المدراء يمنعون اللاعبين عن الصحف والمجلات والبرامج التحليلية لأنها قد تؤثر على نفسياتهم وصفاء أذهانهم، وبالتالي على أدائهم أو بعضهم في الملعب، بل وحتى بعض المدراء والمدربين…
-
لم أرى زوجين قد كُتِبَ عليهما أن يتأخر إنجابهما أو لا يكون، إلا وكان من أولوياتهما البحث عن حلول لرفع الموانع، فيقصدان الطبيب و(المُلا)، ولا يبرحان الدعاء والنذور وسُفَرٍ لأم البنين والخضر والعباس (عليهم السلام)، وإنهما لا يقفان عادةً عند…
-
ربما تكون من أكثر الأزمنة المتميزة بارتفاع شعارات الحرية والتعددية والحقوق والواجبات، وهي نفسها من أكثرها بروزًا في مصادرة الآخر وبشعارات الحرية والتعددية والحقوق والواجبات.. قال قيس: لا بد من التحليل والنقد، فهذا مفتاح التكامل وسر من أسرار التقدم.. ولكن…
-
هكذا أرادها الإنسان مُصرًّا لا يفكر في التراجع عن ما هو عليه بالرغم من سيل التجارب التي يقدمها لنا التاريخ من لدن أول حكومة بدائية وحتى اليوم، فلا حكومة ولا دولة ولا حضارة إلا وخضعت مرغمة إلى سنة الزوال فالتحول…
-
أينما تُريدُ وضعَها، فضعها.. إنها قاعدة حاكمة سيالة تُوَجِّهُ السُلوكَ وتبني لِثقَافَةٍ إيجابيةٍ تمتلك في نفسها الكثير من الطاقات والقدرات المؤهلة لتغيير مسار حياة الإنسان ونقله من (ضيق) الأحلام إلى آفاق (الإنجاز).. إنها قاعدة (الحسم)، ولا أقصد بالحسم ذلك المفهوم…
-
هكذا هي معادلة التغيير المسيطرة في القرآن الكريم.. أولًا: قرب من الله تعالى، فاصطفاء واجتباء واختيار. ثانيًا: تكليف بتحريك جبهة الدعوة إلى عبادة الواحد الأحد وإقامة أمره وإحياء أسمائه ثقافة وفكرًا وسلوكًا. ثم ثالثًا: تفويض الأمر إلى الله تعالى بعد…
-
إننا في زمن أصبح فيه للآلة الإعلامية الدور الأكبر والأبرز في الترويج وتسليط الأضواء والإظهار بأقل التكاليف وأزهدها، ومثال ذلك أن ينوي جماعة رفع شخص وجعله من أصحاب الشأن، فالمطلوب حينئذ أن يفرغوا شخصًا أو شخصين لجمع كلماته المسموعة والمقروءة…
-
في خطاب عالٍ، وبروح الرأفة والحب، يقول الله تعالى لرسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله) مسليًا مطمئنًا: (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ).. كم كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتألم ويعتصر لما عليه القوم من الغي والإعراض عن الحق،…
-
كنت ولا زلت على قناعة قوية جدًا بأن السلامة الفكرية لأي مجتمع بشري فإنها تعتمد بشكل أساسي على مدى تمكن أفراده من المنطق ثقافة وسلوكًا، فكلما نمى الإنسان في ثقافته المنطقية كلما اقترب من إنسانيته واستقرت على الطريق الصحيح خياراته،…
-
يتصور الإنسان المعنى ثم أنه يضع له لفظًا يدل عليه، فيكون هذا اللفظ ناقلًا للمعنى ومُحْضِرًا له في ذهن الإنسان، ومثل ذلك أنه وضع لفظة (أسد) للدلالة على الحيوان السبعي المفترس الذي يلقب بملك الغابة، ولو أننا نتصور اللفظ كائنًا…
-
أصيبت ابنته في الفترة الأخيرة بنوبات من الغثيان.. دوار.. زواع.. روائح تنزعج منها وكانت بالأمس تحبها.. إنها غير متزوجة ولا مخطوبة ولا مطلقة ولا أرملة، بل هي عزباء (بكر).. قال لها: يا ابنتي، قد نصحتك كثيرًا أن لا تأكلي من…
-
تأتي القراءة الأولى في ضمن أجواء ثقافية وتجارب وخبرات بمقدار ما تنتهي عنده القراءة، فهي وجود مستقل تكراره محال؛ وذلك لأن الخبرة والتجربة تتجدد مع كل نَفَسٍ يَتَنَفسُه الإنسان، وتتضاعف كلما فكر وتتدبر وقرأ وتعلم وعلم وعاشر وتابع وتتبع،…
-
ثلاثة من علماء العامة، قالوا عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (385 – 460 هجرية) أنه كان (شافعيًا) حين قدم بغداد وقبل تلَمُّذِه على الشيخ المفيد (رضوان الله تعالى عليهما)، والشيخ الطوسي هو ذلك العالم الذي فاقت مصنفاته…
-
أين يجد الإنسانُ في نفسهِ مَحَلَّ أو مُسْتَودَعَ الصور العلمية التي يتلقاها في كل لحظة؟ يشم رائحة.. يسمح صوتًا.. يلمح نملة.. يتأثر بالهواء ونسيمه.. يشعر بالحرارة والبرودة، وغيرها من الصور التي لا تتصرم ولا تزول، ولكنها تتحول إلى طور علمي…