في ماذا تختلف عن الرجل؟
في ماذا تختلف عنه غير بروز خاص في بعض أنحاء جسدها؟ وإذا ما أتاحته لنواظر الناس فإنها تنحدر عنه إلى مستوى مخلوقات أخرى لا تكترث بظهور عوراتها، وفي تصوري أنها لو تمكنت من سترها لتفوقت في هذا البعد عن إمرأة تتعمد إظهار ما يثير الرجال، بل وحتى بعض المرضى من النساء!
فلنترك مواطن الوباء والانشغال بها..
تعالوا أيها الأصحاء إلى المرأة العفيفة الرزينة الطيبة العاقلة، ولنحاول التعرف على شيء من كنوزها التي جعلها الله تعالى وجهًا لآية من آياته العظيمة..
هذه المرأة الرائعة تحتفظ وتحافظ على جمالها الخاص وتمنعه حتى عن أمها التي ولدتها فضلًا عن غيرها من أخت وصديقة، فهي لا تقبل وبرفض جاد أن ينظر أحدٌ إلى ظل ما خصها الله تعالى به، ويصل انزعاجها إلى أن التطاول عليها بنظرة خاطفة قد يؤدي بها إلى سهر في ليل ترطبه بدموع الأسى، ولا أبالغ أبدًا، فتلك هي العفة التي تشتاق إليها القلوب التي ورثت طهارة الزهراء (عليها السلام)..
هذه المرأة نفسها وبكلمة واحد تقولها ويعقبها رد من رجل.. (زوجتك نفسي على صداق وقدره كذا)، فيقول هو: (قبلت)..
عندها، تنطلق في طريق العطاء وتقديم الخير لهذه الدنيا..
تتحول بحيائها الرائع إلى مرحلة جديدة يكون فيها الرجل الزوج قطعة معنوية من أنوثتها، وهذا من أعظم ما تقدمه المرأة لهذا المجتمع، ولسان حالها يقول: تعال أيها الزوج الحبيب لنعلن مسؤوليتنا الرسالية من بوابة الحب والمودة والرحمة..
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)..
هذه المرأة الجميلة تمتلك القدرة والاستعداد والمرونة لإحداث تغيرات حقيقية في بعض طباعها وجوانب من شخصيتها من أجل أن تصل إلى درجة معينة من التوافق مع زوجها، كما وأنها تمتلك أضعاف تلك القدرة والاستعداد لتغيير زوجها ومساعدته في صياغة شخصية مقبلة على آفاقِ حياة جديدة يُنْتَظَرُ منها أن تكون نواة خير يتلقاها المجتمع.
كل ما عليك أيتها المرأة العظيمة هو أن ترجعي إلى فطرتك.. إلى طبيعتك طبيعة الحياء والعفة والحشمة..
تواصلي مع المجتمع وقدمي إبداعاتك الثقافية والفكرية، ولكن لا تسمحي لعين مريضة أن تسرح وتمرح في أنحاء ما مميزك الله به من خصوصيات، وكوني على ثقة تامة أن لهذا المستوى الراقي من العفة علاقة اطراد مباشرة مع الصحة النفسية لكِ ولأسرتِك..
أنتِ وجه رائع لآية إلهية بالغة، فلا تقبلي أن تكوني أقل من ذلك..
انظري في كتاب الله تعالى وفي أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) لتتعرفي على نفسك بدقة لا يفهمها غير من يتصل بالثقلين اتصالًا رفيع المستوى، وهنا أختم بما وُصِفَ به خروج الزهراء فاطمة (عليها السلام) لإلقاء خطبتها الشهيرة..
“لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها..”
أولًا: (لاثت).. يعني شَدَّتْ وعَصَّبَتْ.
ثانيًا: (اشتملت بجلبابها).. يستظهر من الترتيب أن اشتمالها بالجلباب كان بعد شدها للحجاب على رأسها، وهذا يعني أن تلابيب الخمار كانت تحت الجلباب، وفي ذلك مراعاة راقية جدًا لمظاهر العفة والحشمة.
رابعًا: (تطأ ذيولها).. من طول اللباس من جهة وثقل مشيتها من جهة أخرى.
إنها الزهراء (عليها السلام)، وأنتِ ابنتها..
السيد محمد علي العلوي
24 جمادى الأولى 1435 هجرية
26 مارس 2014 ميلادية