أؤمن بالنقد، وقد تكون عقليتي عقلية ناقدة بالدرجة الأولى، ولكنَّ هذا لا يعني تسليط الممارسة النقدية على الإنصاف. تحدثنا كثيرًا عن بعض السلبيات التي نعيشها في مجتمعاتنا.. الغِيبة والنميمة.. التراجع الكبير في احترام الرأي الآخر.. الازدواجيات.. الاستهتار.. وغيرها من الأمور…
مقالات
-
-
فلنتأمل قليلًا.. ولنعي عِظمَ الأمرِ وخطرَ العاقِبة.. عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “يُعذِّبُ اللهُ اللسانَ بعذابٍ لا يُعذِّبُ به شيئًا مِنَ الجوارِحِ، فيقول: أي ربَّ، عذَّبتني بعذابٍ لم تُعذِّب به شيئًا.…
-
عباراتٌ تنشر بيننا.. نفسي نفسي.. افعل خيرًا تلقى شرًّا.. البعد عن مشاكل الناس غنيمة.. وغيرها من الكلمات التي تؤصل لإقصاء روحية المساعدة والتعاون والسعي في قضاء حوائج المؤمنين.. ما هو موقف أهل البيت (عليهم السلام) من هذه الثقافة؟ يقول الإمام…
-
نشتاقه بالرغم مِنْ سِمَةِ الدموع التي طُبِع بها.. يَهِلُّ هِلالُ المحرَّم فنرتمي في أحضان لياليه تغمرُنا سكينةُ الحُسينِ (عليه السلام) في عُمق أمواج دمائه الزاكية.. مرَّ المحرَّمُ ومرَّ صفرُ، ومع نهاية الثلث الثاني من ربيع الأوَّل غابت شمسُ…
-
جوهرُ الشيءِ حقيقتُه دون نظرٍ إلى ما يعرض عليه، فلو سَلَّمْنَا بأنَّ حقيقة الإنسان هي الحيوانية (الحي) الناطقية (الإدراك الفكري)، وكنَّا جوهريين، فإنَّنا حينها نَزِنُه بحسب حقيقته، ونُصلِحُه بما يوافقها، بل ونقاوم الظروف التي تعاكسها، وأمَّا التطور فهي الحاكمة فيه…
-
-
قامت فِكرةُ (ارتقاء) على مسؤوليةٍ أصيلةٍ يتحمَّلُها الأسوياء بشوق وطيب نفس، وهي مسؤولية التكاتف من أجل المسير بالإنسان نحو كمالاته الإنسانية خُلُقًا وقيمًا وعلمًا، وذلك انطلاقًا من مبدأ الخلافة المستفاد من قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي…
-
ليست المرة الأولى التي أقف فيها على شاطئ البحر، وكذا فهي ليست الأولى التي تتجدد فيها ذهنية التأمل والتحليق على مياهه وفي أعماقه.. وربَّما فوق أبخرته.. يُذهلُني البحرُ، ولو كنتُ شاعرًا لما تركتُ كلمةً إلَّا وأثمرتُها لتُزهر ما بداخلي من…
-
حاولنا في حلقات ثلاث مضت مناقشةَ مسألة توجيه النقد إلى علماء الدين بشكل عام والمراجع المجتهدين على وجه الخصوص، وكُنَّا قد انتهينا إلى أنَّ النقد ضرورة لأيِّ مجتمع يطلب التقدُّمَ والرقي؛ وذلك لكونه المُبرِزَ للنواقص التي يحتاج الإنسانُ لمعالجتها على…
-
في الوقت الذي يتجاذبُ فيه الناسُ موضوعَ النقدِ الموجَّهِ للعلماء ومراجع الدين بين موافقٍ ورافضٍ ومُوَجِّهٍ، نرى موجَةً واضِحَةً تُحَمِّلُ (العِمامَةَ) مسؤوليةَ مجموعةٍ من عناوين التراجع في الأمَّة، وتطالب بما تسميه كسرَ حاجز (التقديس) عنها، وقد حاولنا في المقال السابق…
-
كم نشعر بالخجل ونحن نقرأ هذا الحديث الشريف؟ عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: مالكم تسوؤن رسولَ الله (صلَّى الله عليه وآله)؟ فقال رجُلٌ: كيف نسوؤه؟ فقال (عليه السلام): أما تعلمون أنَّ أعمالكم تُعرض عليه،…
-
يقرأُ أميرُ المؤمنين عليُّ بن أبي طالب (عليه السلام) الواقع الثقافي والسلوكي للناس ببصيرة نحن اليوم في أشدِّ الحاجة إليها.. بعد أن قُبِضَ رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وآلِه)، وبعد أن تمَّت البيعةُ لأبي بكر في سقيفةِ بني ساعدة، جاء…
-
“أعتقد بأنَّ من المشاكل المُعَطِّلة عن الحلول قراءة المفردة دون التفات إلى سياقها الظرفي، فصاحب الخطاب الذي يسمَّى اليوم نقدًا ينظر إلى نفس ما لا يعجبه، ثُمَّ يقول: يجب عليه كذا، ويجب أن ينتهي عن كذا! هذا خِطابٌ قاصِرٌ جِدًّا…
-
سوف أُعرِضُ عن ذكر الأسماء؛ لئلَّا تنصرف بعضُ الأذهان للجدل حولها وتترك جوهر المقال، ولكنَّني أشيرُ إجمالًا إلى أنَّ زمنًا لم يخل من تعرُّض علماء الدين فيه إلى هجمات متنوعة المستويات، فمنها ما كان بقيادة أقرانٍ، ومنها ما اندفعت فيه…
-
لو أنَّ هذه الفضيلة السامية تفشو بيننا، لكان مجتمعُنا لوحةً جميلةً ترتاح إليها النفوس الزاكية، وحِصنًا منيعًا تتحطَّمُ عِند جدرانه آمال النفوس الفاسدة المُفسِدة.. عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “عليكم بالعفو،…
-
لا ينبغي قياس الشيعي الموالي على غيره، ولا تصح المقارنة؛ فولاية الموالي مرَّت ولا زالت بصنوفٍ من الابتلاءات منذ عالم الذر، فلنكن رحماء بيننا ما استطعنا.. اللهم نسألك البصيرة في تدبراتنا لنور أهل بيت العصمة (عليهم السلام).. عن عبد الله…
-
تفتحُ النصوصُ المعصومةُ العقولَ على آفاق من الحكمةِ والرصانةِ وحُسنِ النظرِ، وهذا في حالِ تنبُهِ الأذهان لما تحمل من مضامين عالية ومفاهيم شامخة.. ومن تلك النصوص ما جاء في (الجفريات) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال: “لو وجدتُ مؤمنًا…
-
يتحدُّثُ القرآنُ الكريمُ عن بدرٍ وكيف انتصر اللهُ فيها للمسلمين (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).. هنا في كربلاء.. هنا الحسين (عليه السلام).. سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إمامٌ معصومٌ مفترض الطاعة من الله…
-
هل النقدُ مفهومٌ نحتاجه على طريق البناء وصيانة البناء؟ أم هو متنفَّسٌ في أحوالٍ، وأداة لضرب الآخر في أحوال أخرى؟ ما نسمعه كثيرًا هو أن (النقد) حالة صحيَّة يكون فيها الحديث عن خطأ ما لغاية التصحيح والإصلاح، ومن هذا المنطلق…
-
من الواضح أننا نعيش في عالم مصطك بالنزاعات، مشحون بالتوترات، تتموج فيه التيارات بعنف شديد وشراسة معقدة.. في التيارات خطوط، وفي الخطوط توجهات، وكلها ذات سمة واحدة.. إنَّها سمة التعاكس والتضاد.. نعيش كمًّا هائِلًا من تحليلاتٍ واجتهاداتٍ توجهها أجواءُ الخصومة…
-
يتصرف البعضُ وكأنَّه ملَكَ الدنيا وأمِنَ يومَ اللقاء.. يُحَكِّمُ أهواءَه، ويُمضي استحساناته مدعيًا لها العقل.. يعيشُ في زاوية ضيقة بعيدة، ويُصِرُّ على توهمِها فضاءً للحرية.. ينادي بحرية الرأي والتعددية، ثُمَّ إنَّه وبكُلِّ سهولةٍ يُصادِرُ الآخر، ويرى مصادرتَه حريةً وتعدديةً يجب…
-
هذه كلِمَةُ الأمِّ الفارسية وهي توقِظُ إبنها صباحًا.. صباحك الخير عزيزي.. كما وتحرص أن لا يراها زوجها إلَّا وهي في زينتها وكأنَّها ذاهبة إلى حفلة أو ما شابه.. هذا جو غالِبٌ في إيران، ولست معنيًا هنا برصد السلبيات والإيجابيات في…
-
خيطٌ دقيقٌ يَفْرُقُ بين دمعتين، فهذه دمعةُ حُزنٍ يَمْتَدُّ لهبُها مِنَ القَلبِ مارِجًا يكوي الوجنتين، وتِلكَ دمعةُ فَرَحٍ تحتَضِنُ الفؤادَ أُمًّا تَروي المُقلَتَين.. صَرَعَ الحُسينُ (عليه السلام) البرْزَخَ فالتقى البحرانِ دَمْعَةً تلتَهِبُ وجدًا يُنْعِشُ الصدرَ بردًا وسلامًا.. هو الحُسينُ (عليهِ…
-
ممن روى عنه الطبري بعض وقائع كربلاء، وما أحتمله هو أنَّه لم يكن من المحسوبين على جهة دون أخرى، وهذا بالرغم من وجوده في جيش عمر بن سعد (لعنه الله)، وسيره مع حملة الرؤوس. بعد كربلاء رُصِد مع التوابين في…
-
الآن.. دخلت مولاتُنا زينب (عليها السلام) مهمَّةً إداريَّةً فريدةً في مختلف أبعادها.. هي اليوم وحيدة بلا ظهرٍ تستند إليه ولا سقف تستظل تحته.. ولكِنَّها أمام مسؤولية عظمى، عنوانها رعاية النساء والأطفال من الأرامل واليتامى.. وكذا حماية أهل بيت النبوة عن…
-
-
بأفهامِنا.. بنعمة التعَقُّلِ والتَنبُّه، نحاوِلُ استثمارَ كل علمٍ لفهم واقعِنا من مختلف الجهات، لعلَّنا نُوفَّق لخُطوةٍ تُعيننا على الخروجِ من ضنك المحول.. نتحدَّثُ كثيرًا عن دور المرأةِ في كربلاء، وكيف أنَّها لم تتخلَّف ساعةً عن مواكبةِ الأحداث والتفاعل معها بحسب…
-
أتوقَّفُ كثيرًا عندَّ مطلق الدوال، والمصطلحات اللفظية منها على وجه الخصوص، وذلك لنظريَّةٍ خاصَّةٍ أعتقِدُها في العلاقةِبين الدالِّ والمدلول، ولكنَّ الأثر الثقافي للدوال لا يُحدِّده تبنِّي هذه النظرية أم رفضها؛ فالأثر موجودٌ ومُقرَّرٌ علميًّا. بل وأكثر من ذلك، أنَّ من…
-
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على أشرف الخلق محمَّدٍ وآلِه الطاهرين، واللعنُ الدائمُ على أعدائِهم إلى قيام يوم الدين. (الناسُ بين منهجين، وبلاءِ قَطْعَين) يقصدُ جمهورُ الموالين منابِرَ عاشوراء لِتَلقِّي العلوم، والاستزادَةِ من معارف أهل…
-
إنَّ طلبَ التطور والتكامل سِمَةٌ من سمات البشرية، وهو تطور وتكامل سواء كان في الاتِّجاه الصالح أو في الاتِّجاه الطالح؛ فعالم الدين يتكامل في علمه وتقواه وورعه وما نحو ذلك من فضائل، ومثله تاجر المُخدَّرات الذي يتكامل أيضًا في ابتكار…