كم نحن أبطال.. نعم، أبطال

بواسطة Admin
0 تعليق

أؤمن بالنقد، وقد تكون عقليتي عقلية ناقدة بالدرجة الأولى، ولكنَّ هذا لا يعني تسليط الممارسة النقدية على الإنصاف.

تحدثنا كثيرًا عن بعض السلبيات التي نعيشها في مجتمعاتنا..

الغِيبة والنميمة.. التراجع الكبير في احترام الرأي الآخر.. الازدواجيات.. الاستهتار.. وغيرها من الأمور التي أتعبتنا ولا زالت مرهقة لنا، ولا بد من نقد أسبابها وتسليط الضوء على مناشِئها، ولكنَّ اللا بد يتكرر في جهة أخرى من العيب إغفالها، وهي جهة الإرباك الشيطاني الممنهج الذي نعيشه في كلِّ لحظة ومع كلِّ شهيق وزفير، فكيف لا نتيه في الإزدواجيات ولا تكاد ساعةٌ تمرُّ علينا دون توترات بصنوف وألوان مختلفة؟

شارع يُغلق لأسباب لا دخل للناس فيها، ولكِن يجب عليهم دفع ضريبة الإغلاق وتحمل التعطيل حتَّى لو تعلق الأمر بحالة ولادة أو موعد لغسيل كلى أو حتَّى أكبر وأعظم من ذلك، فالشارع يجب أن يُغلق وليس لك أكثر من التأفف، بل قد يكون تأففك غاية مقصودة..!

قد تتعطل مصالحك من أجل ورقة واحدة يتيمة، تتعطل لساعة.. ليوم.. لشهر.. لسنة، وربَّما لعشر سنوات، ويجب عليك أن تصبر وأن تحافظ على نظم تأففك، وأن تؤمن تمام الإيمان بأنَّ الورقة معطلة الآن، ولا شيء غير ذلك!

ليس بمزاجك تسمية ولدك، فالاسم المركب ممنوع، وتكرر (السيادة) لأكثر من مرَّة في الأوراق الرسمية ممنوع، ونقطة (FULL STOP).

لاحظ أنَّ لا شيء بيدك ولا شيء باختيارك، وخصوصًا ما يخصُّك!!

بالرغم من حجم هذا الضيق الذي يعيشه الإنسان في مجتمعاتنا الجميلة، إلَّا أننا لا نزال نتنفس بعمق، ونتعلم ونربي ونقرأ ونكتب ونبني ما يهدمه فينا الآخرون مع إشراقة وغروب كل شمس..

لا زلنا نتفوق في المدارس والجامعات والوظائف ومختلف التخصصات، ومنَّا أرقى الكتَّاب والباحثين، وبالرغم من كل ضيق وهم وكرب، لم يبرح شبابنا ساحات التنظيم للجمعيات والهيئات والفعاليات بمختلف أشكالها وفي العديد من الاهتمامات الناضجة..

لست بصدد تحليل هذه الحالة وإرجاعها لأصول وما شابه، ولكنني أقطع واثقًا بأننا أبطال، وقد يندر أن يوجد مثلنا على وجه البسيطة..

الحمد لله ربِّ العالمين.

 

السيد محمد علي العلوي

2 يناير 2016 ميلادية

 

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.