يتحدُّثُ القرآنُ الكريمُ عن بدرٍ وكيف انتصر اللهُ فيها للمسلمين (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)..
هنا في كربلاء..
هنا الحسين (عليه السلام).. سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إمامٌ معصومٌ مفترض الطاعة من الله سبحانه وتعالى..
أحاديثُ تواترت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحسين بن النورين فاطمة وعلي (عليهم السلام)، فهو من رسول الله ورسولُ الله منه، وهو الذي عن يمين العرش مُثبتٌ مصباح هدى وسفينة نجاة..
هو هو الحسين (عليه السلام)..
يُقتلُ؟
يُحملُ رأسه على رمح طويل؟
يُسلب؟
تُسبى حريمه؟
تَرضُ صدرَه حوافِرُ الخيول؟
كيف؟
أين الله عنه؟
زلزال يضرب في أصول العقيدة..
فكيف لجيش البغي أن ينتصر على ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله)..
أتتحدثون عن حلال وحرام وشرع وفقه؟
وهل بقي حلال وحرام بعد السلب والحرق والضرب والسبي؟
طوفانٌ يريد اقتلاع جدور التدين من نفوس المسلمين..
بركانٌ يقذف حممًا ملتهبة لاهبة تدك قواعد الأخلاق والأدب..
كُلُّ شيءٍ مهددٌ بالانهيار..
ولكن..
(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)..
من عمق الظلمة ينبلجُ النورُ متألِّقًا، فيتجاوز يزيدًا كما تجاوز النمرود وفرعون وغيرهما من طواغيت الإنس والجن..
هو نور الدعاء..
المناجاة..
التضرع إلى الله جلَّ في علاه..
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)..
مدرسةٌ حمل رايتَها إمامُنا السجَّاد زين العابدين بن الحسين (عليهما السلام)، فأعاد بها قلوبًا إلى توازنها..
بالدعاء.. بالمناجاة.. بالتضرع والسؤال، آفاقت قلوبٌ من هول المصيبة، فعادت الحياة إلى محاريب هُجِرت، وانتعشت نفوسٌ بعد أن كادت تُدس..
السلام عليك سيدي ومولاي يا علي بن الحسين زين العابدين..
السيّد محمد علي العلوي
24 من المحرَّم 1437 هجريَّة
7 نوفمبر 2016 ميلاديَّة