مفاتيح بحثية في فكر الشعائر

بواسطة Admin
0 تعليق

كما هو الحالُ مع كُلِّ عاشوراء يمرُّ علينا.. حديث بل أحاديث حول الشعائر، وكُلٌّ يطرحُ ما عنده من خلال زاوية أو زوايا معينة، ولكنَّها في نهاية المطاف حادة منحصرة في خلفية ثقافية خاصة به، وهذا ما يُوّرِّثُ في الغالب تدافعات من الأزمات بين أيتام آل محمد.

في هذه السطور أرجو أن يوفقني الله تعالى للمساهمة مع الآخرين في حَلِّ هذه الإشكالية المُكَدِّرَة لأجواء عشرة محرم، وما أكتبه هنا ليس إلا مفاتيح أو عناوين لبحوث يُطلب فيها البسط والتفصيل.

 ومنه عز وجل ألتمس السداد.

  • في البدء، لمحة تاريخية:

يذكر ابنُ قتيبة في كتابه (الإمامة والسياسة، ج2 ص30، تحت عنوان: قتال المختار عمرو بن سعد) إنَ المختار الثقفي قال لأبي عمرو صاحب حرسه: “استأجر لي نوائح يبكين الحسين على باب عمرو بن سعد بن أبي وقاص”، ثم إنَّه أمر برأس عمرو فكان ما أمر به.

أقول: يبدو أنَّ النوائح في خصوص هذه الحادثة كُنَّ كرسالة تذكير من جهة وإعلان عن ساعة الانتقام من جهة أخرى.

وذكر الدكتور إبراهيمُ الحيدري في كتابه (تراجيديا كربلاء، سوسيولوجيا الخطاب الشيعي، ص52) عن الأخبار الطوال للدينوري، ما نصه: “وقد أشار المؤرخُ العربي الدينوري إلى مثل هذه الاحتفالات التي أقيمت يوم عاشوراء، والتي جاءت على شكل ندب ونياحة على مقتل الإمام علي وعلى أبنائه من بعده التي قام بها الشيعة الأوائل عند تجمعهم حول قبور الأئمة من أبناء علي”.

ثم استطرد الحيدري: “غير إنَّ تلك الاحتفالات والتجمعات حول قبور الأئمة لم تكن عادات راسخة ذات شعائر وطقوس دينية ثابتة، وإنَّما كانت مجرد تجمع عدد من الأتقياء مِنَ “الشيعة الأوائل” حول قبر الحسين في كربلاء لقراءة الفاتحة والترحم عليه، وحيث ينشد أحدُ الشعراء قصيدةً في رِثاء الحسين وتقديم العزاء والسلوى لأهل البيت”.

ونقل البرقي في كتابه (المحاسن، ج2 ص420) عن عمر بن علي بن الحسين: “لمَّا قُتِلَ الحسين بن علي (عليهما السلام) لبس نساءُ بني هاشم السواد والمسوح، وكنَّ لا يشتكين من حرٍّ ولا برد، وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) يعمل لهنَّ الطعام للمأتم”.

ونقل ابن قولويه في (كامل الزيارات، الباب الحادي والسبعون/ ثواب من زار الحسين عليه السلام) يوم عاشوراء) حديثًا بين مالك الجُهني والإمام الباقر (عليه السلام)، قال الإمام في زيارة اليوم العاشر من المحرم لمن لا يصل إلى قبر الحسين (عليه السلام): “إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحًا مرتفعًا في داره، وأومأ إليه بالسلام واجتهد على قاتله بالدعاء، وصلى بعده ركعتين، يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال، ثم ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه ويأمر من في داره بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضًا في البيوت، وليُعزِّ بعضُهم بعضًا بمصاب الحسين (عليه السلام)”.

هذه شمَّاتٌ من مجموعة منقولات منها ما يُسْتشهد به بدليل عدم الردع من المعصوم (عليه السلام) ومنها ما هو عنه (عليه السلام)، وما يثبت كأصل هو:

         إقامة مجالس العزاء والرثاء والإطعام.

         التحول بمجالس النياحة إلى الشوارع، كما هو في خبر المختار، والذي لم يُواجه بالردِّ من المعصوم (عليه السلام) إضافة إلى أصل الإباحة.

  • الغاية من مجالس العزاء على سيد الشهداء:

أفهم من مجموع الوارد في خصوص العزاء والحث عليه أن المعصوم (عليه السلام) أراد ببعثه المباشر أو عدم ردعه أمورًا، منها:

1-     تحذير وتهديد الظالم المعتدي بأنَّ يوم الثكل قادمٌ لا محالة، وما تصنعه في أولياء الله والمؤمنين فإنَّ دائرته لن تخطئك مهما طال الأمد.

2-     استقواء الشيعة بالقضية الإنسانية التي حفرها الإمام الحسين (عليه السلام) في قلب التاريخ، ولا شبهة في أنَّ الاتصال الإنساني هو عين الاستيثاق بجوهر الإسلام.

3-     التحول بالقضية الحسينية إلى راية جذب وهداية للعالمين.

  • الشعائر بين الموضوعية والطريقية:

قال بعض الفقهاء بموضوعية (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) في ما نُصَّ عليه فقط، وأما غيره فليس من الشعائر وإن كان مباحًا ما لم تدفع الإباحة بدليل يحتج به، وقد يأخذ حكم الاستحباب بعناوين أخرى غير عنوان الشعيرة.

وقال بعض آخر بطريقيتها، فكل ما يؤدي ما تؤديه تلك المنصوص عليها مع سلامته من المعارض وما في حكمه فهو منها.

وبالتالي فإنَّ كُلَّ ما يقام لغاية إحياء القضية الحسينية فإنَّه إمَّا أنْ يكون مُبَاحًا بحسب الرأي الأول وقيوده، وإما أن يكون مستحبًّا بحسب الرأي الثاني ما لم يُعارض.

  • ضرورة التطوير:

أشرتُ إلى غايات ثلاث لإحياء قضية الإمام الحسين (عليه السلام)، ولا يمكن القبول بالجمود على طريقة واحدة مع تغير الدول وتبدل الأحوال، ففي تهديد الظالم وتحذيره يحتاج العزاء إلى مظهر يناسب ما عليه الحكم السياسي اليوم، وهذا يُعالَجُ بكلمة القصيدة وطورها وطريقة إلقائها والنماذج الإعلامية التي تُطرح من خلالها وما نحو ذلك.

كما وإنَّ الحاجةَ إلى ركن وثيق يستقوي به الشيعي حاجة متطورة مع تطور التحديات والتهديدات وأشكالها، وبما أنَّ الإحياء مما يُطلب به الاستقواء المعنوي والنفسي، فالتطوير فيه ضرورة.

من وجهة نظر سيسيولوجية يقول الدكتور إبراهيم الحيدري: “سايكولوجيًا، حين تكون (الأنا) و(النحن) ضعيفة ومهددة، وحين تعتز بذاتها، ولا تتنازل عن هويتها فلابد لها أن تحتمي (بعاشوراء) وتعبر عنها بشعائرها لحماية ذاتها وتقويتها والمحافظة عليها وعلى استمراريتها، وأن تلتقي معها، لا على أساس المصلحة الخاصة، وإنَّما على أساس مبادئ وقيم نبيلة تسترشد بها من مجد كربلاء” (تراجيديا كربلاء، سوسيولوجيا الخطاب الشيعي، ص17).

ولا يختلف الأمر مع كون الإحياء راية دعوة وهداية، فإنَّ رايات الضلال والفساد والإفساد في تطور وتغير وتلون بشكل مستمر، بل هي مما يتحدى به الشيطانُ رايةَ الهداية والرشد، وإذا ما بقيت طريقة الإحياء على مصاديقها المعروفة فإنَّ العدو لن يجد صعوبة في التغلب عليها، ولذلك كان الارتقاء بها وتطويرها حاجة ماسة لما عليه رايات الشيطان من تطور مستمر.

  • حدود التطوير:

قال الشيخ المعظم حسن الدمستاني (قُدِّسَ سِرُّهُ) في قصيدته (حرم الحجَّاج): “وقليل تزهق الأرواح في رزء الحسين”..

مما يميز أولئك الشعراء العظماء أنَّهم عادة ما يستندون في شعرهم إلى النصوص الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام)، وفي سياق تحمل الإنسان عِظَمَ ما جرى في كربلاء، يقول أبو ذر الغفاري (رضوان الله تعالى عليه): “وإنَّكم لو تعلمون ما يدخل على أهل البحار، وسكان الجبال في الغياض والآكام، وأهل السماء من قتله (يقصد الإمام الحسين عليه السلام)، واللهِ حتى تزهق أنفسكم، وما من سماء يَمُرّ به روحُ الحسين (عليه السلام) إلا فزع له سبعون ألف ملك، يقومون قيامًا ترعد مفاصلهم إلى يوم القيامة…” (كامل الزيارات لابن قولويه، الباب الثالث والعشرون – الحديث 11).

إنَّ إخبار الغفاري (رضوان الله تعالى عليه) عن مثل هذه الأمور الغيبية كاشف عن كونه من الإخبارات الخاصة من نفس المعصوم (عليه السلام)، وهذا مما يعطيه ويقوي حجيتة.

يظهر إنَّ قضية كربلاء وما جرى فيها على الإمام الحسين (عليه السلام) قضية كونية تتجاوز إدراك البشر، ولا أدري ولا غيري يمكنه معرفة حقيقة ما جرى فاستدعى كُلَّ هذا الاستنفار الكوني العجيب، فحتى الملائكة إذا مرَّ بهم روح الحسين (عليه السلام) ارتعدت مفاصلهم إلى يوم القيامة، فهل هذا لمجرد أنه (عليه السلام) قُتِل؟

قُتِلَ من قبل الحسين (عليه السلام) أنبياء وأوصياء وأولياء وبأشد ما يُنقَل لنا عن مقتل الحسين (عليه السلام)، بل نحن اليوم نعاصر ونشهد وقائع قمة في الوحشية والشراسة، غير إنَّ المعصومين (عليهم السلام) يرفضون مقارنتها مع ما جرى على الحسين (عليه السلام)، فمن جهة لأنه الحسين (عليه السلام)، ومن جهة أخرى في ضمن الإطلاق لأن ما جرى عليه (عليه السلام) أعظم بكثير مما يمكن لإنسان تصوره فضلًا عن تحمله..

أدعو لتأمل هذه الرواية جيِّدًا، وهي مما أملاه الصدوق (رضوان الله تعالى عليه): “إن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) دخل يومًا إلى الحسن (عليه السلام)، فلمَّا نظر إليه بكى، فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟

قال: أبكي لما يُصنع بك.

فقال له الحسن (عليه السلام): “إنَّ الذي يؤتى إلي سم يدس إلي فأقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل، يدَّعون إنهم من أمة جدِّنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وينتحلون دين الإسلام، فيجتمعون على قتلك، وسفك دمك، وانتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك، وانتهاك ثقلك، فعندها تحل ببني أمية اللعنة، وتمطر السماء رمادًا ودمًا، ويبكي عليك كلُّ شيء حتى الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار” (أمالي الصدوق، أخبار ما سيجري على الحسن والحسين عليهما السلام، ص177).

يظهر إنَّ لِمَا جرى على الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء أبعاد وجهات لم ندركها بعد، وربما لن ندركها، فهو (عليه السلام) وبِدَمِه الذي سُفِكَ وبسبي ذراريه ونسائه وانتهاك حرمته سيطر على كل شيء في هذا الوجود “ويبكي عليك كلُّ شيء”.

وهنا تنبيه مهم:

إنَّه ومع هول المصيبة وعِظمها مما استدعى تغييب صور منها، فأيضًا لعب التعتيم الإعلامي أدوارًا خطيرة في حجب ما يمكن أن يصل، وقد اشتهر حينذاك ما سمي بشعر المُكتَّمات.

في عرض رشيق على كتاب (شعراء في مواجهة الطغيان، لمحمد عبد الشافي القوصي) قال صاحب العرض الأستاذ محمد بركة: “يؤكد القوصي أنَّ هذا اللون الشعري الممنوع اقتناؤه والمحظور تداوله له سمات خاصة به دون غيره من الألوان الشعرية الأخرى، كما أنَّ شعراءه لهم خصائص نفسية معينة، وله ظروف زمانية ومكانية بذاتها، فالشعر السياسي كثيرًا ما يعبر عن أيديولوجية فكرية بعينها… كالأحزاب والفِرق والمذاهب والعصبيات المتناحرة، وخير شاهد على هذا اللون الشعري ما كان في العصر الأموي بالذات، حيث ارتدت الحياة السياسية والاجتماعية إلى سابق جاهليتها في العصبيات المتأججة التي استشرت بين أفراد المجتمع، غافلين عمَّا في ذلك من الضرر، وفضلًا عن ذلك فإنَّ الشعر السياسي يغلب عليه في بعض الأحيان طابع الكتم، وهذا اللون ما أسماه النقاد -مثل الدكتور كاظم الظواهري-  بالمكتمات، وهي أشعار موجودة في كلِّ عصر، وقصائد المكتمات يصعب العثور عليها، فضلًا عن الاستدلال على أصحابها، فمصيرها الضياع والتلف والتشويه والإحراق والإغراق، لأنَّها ذات طبيعة معينة، وموضوعاتها ذات دلالة على طبيعة العصر، فهي أشبه بالقنابل والمتفجرات الممنوع اقتناؤها، أو هي كالسلاح غير المرخص به، فيتحول عندئذ إلى السوق السوداء، ويُتداول بين الناس سِرًّا، وعلى حذر عظيم.

كما إنه وليد لظروف بعينها، فالشاعر مدفوع إليه دائمًا بدافع قهري، فعندما تلحُّ عليه فكرةُ أو موضوعُ القصيدة، فلا يستطيع صدَّها أو منعها أو حتى تأخيرها، إنَّها لحظة المخاض -كما وصفها الشعراء أنفسهم- فلابد لهذا الجنين أن يخرج إلى النور على الفور، سواء كانت ولادته عادية ميسرة أو قيصرية متعسّرة، المهم أن يخرج هذا الكائن إلى الحياة.

أمَّا عن اسمه ورزقه وأجله وشقي أم سعيد، فهذه مسائل أخرى تتضح معالمها فيما بعد الولادة.. حيث يبدأ صراع هذا الوليد الشعري مع الوجود الخارجي الملبّد بالسحب الداكنة، والدخان الكثيف، والعواصف الهوجاء، والحفر والمطبّات الطبيعية والصناعية، ولطالما نجد أنَّ هذا الوجود الخارجي في حالة لا تسمح له بقبول هذا الوليد أو منحه مكانًا تحت النور، إمَّا لسبب راجع إلى الشعر نفسه، أو إلى المجتمع، أو إليهما معًا!.“.

نصل في النتيجة إلى أمور أضعها في نقاط:

1-     ما جرى على الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء أمر عظيم لا يحتمله ذو قلب.

2-     قضية الإمام الحسين (عليه السلام) وفي بُعدِها العاطفي قضية كونية تجاوزت حدود البشر وفرضتْ وجودها على كلِّ شيء.

3-     لم تصلنا أحداث الواقعة كما هي، وذلك لسببين رئيسيين:

الأول: لطف الله تعالى بالمؤمنين أن تزهق أرواحهم لحقيقة ما جرى على الإمام الشهيد (عليه السلام).

الثاني: الإرهاب الخطير الذي مارسه الأمويون والعباسيون ضِدَّ مجرد التذكير بالقضية الحسينية.

4-     حُفِظتْ بعض معالم الحدث الحسيني في صدور المؤمنين، وإخراج المحفوظ قد يأخذ ألوانًا وأشكالًا مختلفة، فربما طُرِحَ في قالب قصصي، وربَّما جُعلَ حلمًا أو رؤيا، وغير ذلك من الأساليب التي تقتضي الإظهار بطرق تحقق الفرار من بطش المجرمين.

5-     إنَّه والحال هذه، كان من الصعب إن لم يكن من المستحيل بناء الحدث على روايات متصلة وصحيحة السند، فالخوف حاكم، والتسريب المستتر حكمة.

6-     الشيعيُّ مخاطبٌ بتعظيم المصيبة وإظهار الجزع في خصوص يوم عاشوراء، بل والانتهاء عن الانتشار في مصلحة أو حاجة، وقد حُصِرَ دوره العاشورائي في البكاء والجزع تعظيمًا لمصيبة الحسين (عليه السلام).

يبدو إنَّ ما وصل إليه الشيعة اليوم من تفاعل عاطفي مستمر مع الحدث الحسيني، لم يكن ليكون لولا التعظيم الشِعري للمصيبة والمبني على أخبار المقاتل وخصوصًا التصويرية منها، وقد كونت هذه المادة أركان الاستقامة على الغاية العاطفية المطلوبة نصًّا، وإلا فالوارد المُحَقق بحسب موازين الدراية والرجال لا يُكَوِّنُ المطلوب من هذه المادة المهمة، ناهيك عن أن للتحقيق التاريخي أدوات غير تلك المقررة لإثبات حجية نص على حكم شرعي، ولتجنب الخلط أهميتها الواضحة.

ومن هنا، فإنَّ ما أفهمه هو وجود إرادة معصومة تطالب الشيعة بالانطلاق في آفاق التصور والتصوير لرسم ما يمكنهم عن مصيبة كربلاء الحسين، وإلا فلا مجال لتحقيق مطلوب المعصومين (عليهم السلام)، ولكن هذا محفوف بالمخاطر ما لم يُقَنَّن بوضوح.

  • شروط البناء التصويري:

تقوم الشخصية الإيمانية على محاور ثلاثة أساسية:

الأول: محور الأخلاق.

الثاني: محور العقيدة.

الثالث: محور الفقه.

وإننا نرى كيف أنَّ الثقلين في تناسق تام مع هذه المحاور الثلاثة، وهذا ما يحقق المنظومة الثقافية والفكرية للمؤمن فردًا ومجتمعًا.

وعليه، فمن الضروري أن يكون التصوير أو التطوير سالمًا من المُعارِض الأخلاقي أو العقائدي أو الفقهي، كما ومن الضروري جِدًّا أن لا يكون له أثر أو آثار سلبية أو ضارة على المستويات الثقافية والفكرية والسلوكية للمؤمن فردًا ومجتمعًا.

وقد يُشترط أيضًا عدم أجنبية التصوير عن الموضوع الحسيني.

  • الخلاصة:

نحتاج في عملنا الحسيني إلى موازنة دقيقة بين مختلف أبعاد القضية الحسينية، فنحن نريد تقويةَ داخلنا العقائدي والفقهي والأخلاقي في قبال شراسة الأنشطة الشيطانية، وهذا يعتمد في عنوانه العاطفي وبشكل جوهري على قوة الإحياء الشعائري.

ثم إننا نريد دعوة العالمين لِرَوحِ السماء باسم الإمام الحسين (عليه السلام)، ويُشترط هنا أن لا نُغَلِّب هذا على الحاجة الذاتية للشعائر، ولا نغلب الأخيرة على مطلب كون الشعائر رايةً لهداية العالمين.

يظهر بوضوح وبالبناء على ما تقدم، سعة ورحابة العمل الحسيني، فليكن أيُّ شيءٍ مبتكر مالم يخرج عن أطر أربعة:

الأول: الأخلاق.

الثاني: العقيدة.

الثالث: الفقه.

الرابع: القيم الثقافية والفكرية والسلوكية.

 

هذا وأسأل الله تعالى التوفيق لكافة المؤمنين والمؤمنات بحق غربة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)

 

كتبه/ السيد محمد علي العلوي

التاسع من المحرم 1436 هجرية

3 نوفمبر 2014 ميلادية

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.