اشتغل سماحة الفاضل الحجة الشيخ أحمد ابن الحاج عبد الحسن القيدوم الماحوزي البحراني، فيما اشتغل فيه، بتحقيق أسناد الأحاديث الشريفة المروية في أمَّهات كتبنا ومجاميعنا الحديثية المعتبرة، وقد ظهر منه (دام مجده) التركيز على كتب شيخنا الصدوق (علا برهانه) لإيمانه الراسخ بما له من فضل عظيم على المادَّة العلمية الشيعية، خصوصًا في عمقها الفقهي..
ظهرت لي ممَّا قرأتُه من تحقيقات سماحة الشيخ مبانيه العلميه في فِقه الرجال وفقه دراية الحديث، وهي من المباني ذات الأصول الرئيسة عند خصوص المتقدمين من أعلام الطائفة، ومن تأخَّر عنهم مثل الحرِّ العاملي والميرزا النوري (نوَّر الله تعالى مراقدهم الشريفة)..
لو أنَّنا نرجع إلى فوائد وسائل الشيخ ومقدمات الحدائق الناضرة، وخاتمة المُستَدْرك، ومقدَّمة بحار الأنوار، فسوف تظهر لنا بوضوح الامتدادات العلمية الرصينة لمباني سماحة الشيخ الماحوزي (دامت توفيقاته)..
لا يخفى أنَّ لسماحة الشيخ بحوثًا مهمَّة يلقيها في دروسه وخُطبه في مسجد الإمام الهادي (عليه السلام) في قرية الماحوز العريقة..
أشير في هذه العجالة إلى الأريحية العلمية التي يمتلكها سماحته مع من يختلف معه في الرؤى العلمية، وهذه في الواقع ميزة مهمَّة تضع العالِم في مراتب أسمى وأرفع..
أرجو من سماحة الشيخ الماحوزي (حفظه الله تعالى) التفضُّل بِمُؤلَّفٍ يبيِّنُ فيه مبانية العلمية في الرجال والدراية، مع أدلَّتِها ومناقشة ما قد يُورَدُ عليها..
كما وأرجو مُتطلِّعًا لذاك اليوم الذي نرى فيه كراسي البحث يرتقيها الشيخ الماحوزي وثّلَّةٌ من الفضلاء في أرض البحرين الطاهرة، وهي أرض العلم والعلماء، ومن أكثر الحواضر العلمية أصالةً وعراقةً.. وتصديقًا لذلك أقتبسُ لكن فقرة في غاية الأهميَّة من (المُفَصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام) للدكتور جواد علي، قال في الصفحة ٤٤٢:
“ويظهر من النصوص أنَّ (دلمون) كانت جزيرةً تتمتَّع بقدسية خاصَّة، فكانت تُعدُّ مِنَ الأماكن المُقدَّسة، وقد رُويَت عنها أساطير دينية، وعُبِدَت فيها آلهةٌ تَعَبَّد لها أهلُ العِراق”..
يظهر من هذا النص المهم مدى تأثير البحرين في عمق الفكر العقدي الديني لأهم الحضارات.. فتأمَّل مُتدبِّرًا يا رعاك اللهُ تعالى..
نُشِر في 22 أبريل 2020 للميلاد