لم يتجدَّدْ في قلبي حُزني على والدي إلَّا اليوم..
فقدتُكَ أبتاه اليومَ مع ارتفاع أخيك وصديق عمرك، العم والوالد أبي خليل الحاج إبراهيم المنصور إن شاء الله تعالى إلى علياء لا نطال سناها..
خليل.. محمَّد.. منصور.. علي.. حسين.. .
لم يوصِني والدي بمثل ما أوصاني بعمَّي إبراهيم وحميد المنصور..
طالما قالها مرارًا وتكرارًا..
يا ولدي.. “ما في مثل بيت عمك إبراهيم وعمك حميد”.. .
فقدنا العمَّ أبا علي، واليوم رحل عنَّا العمُّ أبو خليل..
اتصلتْ بي أختي أم طلال باكية بحرقة وهي تقول: “ما بقى أحد يا أخوي ما بقى أحد..”
عمِّي إبراهيم.. باقي البقية..
فاصلةٌ تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فقد كانوا صحبةً نادرة الوجود، مع أعمامي المرحومين فهد المنصور وعلي جواد السلمان وحسن وعلي الخيَّاط.. .
آه وألف آه.. شريط طويل طويل طويل من الذكريات يصرعني دون هوادة منذ الظهيرة..
يرن هاتف المنزل.. أركض لأرد.. ألو.. هو عمِّي إبراهيم في اتصاله اليومي المعتاد..
يقول: ألو، من يتكلم؟ أجيب: محمد. فيقول: محمد بن من؟ فأقول: محمد علي السيد حسين.. يضحك ويضحك ويضحك.. ثُمَّ يقول: ناد أبوك..
آه.. أعمارنا تتصرَّم، وجمال تلك الأيام يتهادى من بين أيادينا مُدبِرًا.. .
فُجعنا اليوم بما مزَّق القلب بشدَّة، وزادنا افتجاعًا فوق افتجاعنا عجزُنا عن مرافقة العم الغالي في آخر محطات هذه الدنيا الدنية.. كم هي قاسية قاسية قاسية..
عندما يخرسُ اللسان.. عندما تُنهكُ الدموعُ القلبَ.. عندما يهيج طوفانٌ يزلزل الدماغ.. فهي اللحظة التي نريد فيها التعزية في العم الوالد العزيز الغالي.. (أبو خليل).. فتُصرَعُ الكلمة..
في أمان الله..
نُشِرت في 23 أبريل 2020 للميلاد