“دَارِهِمْ؛ فإنَّ عُقُولَهم لا تَبْلُغُ”

بواسطة Admin
0 تعليق

انظروا لهذه العظمة.. هو بالفعل قدوةٌ للمؤمنين.. هو بالفعل قدوةٌ للعقلاء..

عن جعفر بن عيسى بن عبيد، قال: كنت عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، وعنده يونس بن عبد الرحمن، إذ استأذن عليه قومٌ من أهل البصرة، فأومى أبو الحسن (عليه السلام) إلى يونس: أُدخلِ البيت، فإذا بيتٌ مُسْبَلٌ عليه سِتْرٌ، وإيّاك أن تتحرّك حتَّى نأذن لك.

فدخل البصريون وأكثروا القول من الوقيعة والقول في يونس، وأبو الحسن (عليه السلام) مُطْرِقٌ، حتَّى لمَّا أكثروا وقاموا فودّعوا وخرجوا. فَأذِنَ ليونس بالخروج، فخرج باكيًا، فقال: جعلني اللّه فداك، أنا أحامي عن هذه المقالة وهذه حالي عند أصحابى!

فقال له أبو الحسن (عليه السلام): يا يونس، فما عليك مما يقولون إذا كان إمامك عنك راضيًا؟!

يا يونس، حدِّثِ الناسَ بِمَا يعرفون وأتركهم ممَّا لا يعرفون، كأنّك تريد أن يُكذب على اللّه في عرشه!

يا يونس، وما عليك أنْ لو كان في يدك اليمنى درّة، ثُمَّ قال الناسُ: بعرة أو قال الناس درةٍ. أو بعرة فقال الناس: درّة. هل ينفعك ذلك شيئًا؟

فقلتُ: لا.

فقال (عليه السلام): هكذا أنت يا يونس؛ إذا كنت على الصواب وكان إمامك عنك راضيًا لم يَضُرُّكَ ما قال الناس”.

قال أبو جعفر البصري: “دخلتُ مَعَ يونس بن عبد الرحمن على الرضا (عليه السلام)، فشكا (يونس) إليه (إلى الرضا عليه السلام) ما يلقى من أصحابه من الوقيعة!

فقال الرضا (عليه السلام): دَارِهِمْ؛ فإنَّ عُقُولَهم لا تَبْلُغُ”.

قال بعضُ الأصحاب ليونس بن عبد الرحمن: “إنَّ كثيرًا مِنْ هَذِه العِصَابة يَقَعُونَ فِيكَ ويذكرونَكَ بِغيرِ الجميل!

فقال يونس: أُشْهِدُكم أنَّ كُلَّ مَنْ لَه في أمير المؤمنين (عليه السلام) نَصيبٌ فَهو في حلٍّ مِمَّا قَالَ”

فالميزان إذًا هو الولاية، فمن كان له نصيبٌ منها فالقلب لا يحمل عليه، بل هو عند أخيه المؤمن بريء بين يدي الله تعالى من كلِّ سوء أو أذى يكون قد اقترفه في حقِّه.

لا انتقام بين المؤمنين.. لا تشفِّي بين المؤمنين.. لا ضغائن ولا أحقاد بين المؤمنين..

بل..

ليس بين المؤمنين شيء غير التراحم والعفو والتسامح والتجاوز..

استفاضتِ الأحاديث عن أهل بيت العِصمَةِ (عليهم السلام) بما يعني أنَّ الولاية شاطئ تتكسَّر عند صفحاته كلُّ أنواع الخصومات والنزاعات، والتشنجات، والأحقاد والضغائن والكراهيات بين المؤمنين..

لا شيء.. لا شيء.. لا شيء على الإطلاق بين المؤمنين غير الأخوَّة والمحبَّة والمودَّة، وهي الرماح القاتلة في صدر إبليس الرجيم وأعوانه من شياطين الإنس والجن..

ملاحظة: نُشِر في 16 أبريل 2020 للميلاد

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.