أحبِبْ حَبيبَكَ هَونًا ما..

بواسطة Admin
0 تعليق

قال أميرُ لمؤمنينَ (عليهِ السلامُ):

“أحبِبْ حَبيبَكَ هَونًا ما؛ عَسَى أنْ يكونَ بَغيضَكَ يومًا مَا، وأبغِضْ بَغيضَكَ هَونًا مَا؛ عَسَى أنْ يَكونَ حَبيبَكَ يومًا مَا” (نهج البلاغة – خطب الإمام علي (عليه السلام) – ج 4 – ص 64)

الثبات في العلاقات الاجتماعية بمختلف أشكالها ومستوياتها أمر جميل يرجوه الإنسان دائمًا، إلَّا أنَّ أحدًا لا يتمكَّنُ من ضمانه مهما تعاظمت منه العهود والمواثيق، فالعلاقة قد تنقلب في ساعة إلى ضدِّها، ولا يبقى منها غيرُ حسرات وأسف..

يرجع الأمر إلى محدودية الإنسان في إحاطته بالآخر، فعندما يُحبُّ زيدٌ بكرًا فهو يُحبُّه لعناوين وجوانب خاصَّة فيه، والحال أنَّ غيرها لو انكشف فلربَّما تغيَّر مستوى هذا الحبُّ، ولربَّما انقلب إلى ضدِّه.. كما أنَّ النفس البشرية سريعة التأثُّر، لا بكلمة، بل وحتَّى بنظرة أو إشارة.

تكبر صدمةُ الانقلاب عندما يكون الحبُّ أو البغضُ شديدين بحيث لا يُتَوَقَّع معهما الانقلاب..!!

وهنا أمرٌ مهم..
ليس من المطلوب أن نتوقع انقلاب من نُحِبُّ أو من نُبغِض، ولكنَّ المطلوب أن لا نُنكر ذلك..

ينبغي لنا أن نبحث عن الحبِّ والوئام، والهدوء والاستقرار في مطلق علاقاتنا الاجتماعية، ولكن بحيث أنْ لا تتأثر نفسياتنا تأثُّرًا عظيمًا في حال طرأ على العلاقة أمرٌ قَلَبَهَا.. ولا ننسى القدرة العجيبة للإنسان على تبرير مواقفه، ولذا، لن تجد، في الغالب، منقلبًا يعجز عن تبرير انقلابه، بل قد يُظهِره وكأنَّه بوحي من الله تعالى!

عندما نُبغِضُ أحدًا، فلنحذر الفجور في بغضنا وخصومتنا له، ولا ننسى كيف أنَّ ساعةً قلبت أحوالَ الحرِّ بن يزيد الرياحي (رضوان الله تعالى عليه) من عدو إلى حبيب..

هذا الحديث الشريف عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يبين لنا أهمية البحث عن الاتزان النفسي والذهني والثقافي والفكري.. عن الاتزان في مشاعرنا ومواقفنا..

تاريخ المنشور: 3 أغسطس 2019 للميلاد

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.