تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّد وآلِه الطيبين الطاهرين
بعد دراسةٍ مُستوعبة قرَّرنا في الحوزة الشريفة تطوير منهج الدراسة بإدراج كتبٍ حديثية تساعد في تحقيق غايتين، أولاهما البناء الأخلاقي والسلوكي لطالب العالم، والثانية تدريبه على التعامل الصحيح مع النصوص الشريفة التي هي مدار البحث العلمي، ومِن الكتب التي أدرجناها كتاب (الخصال) للشَّيخ الأقدم أبي جعفر محمَّد بن علي بن بابويه القُمّي، المعروف بالصدوق (نوَّر الله مرقده الشريف)، وقد تشرَّفتُ بتدريسه لثُلَّةٍ طيبة من طلبة المُقدِّمات (حماهم الله تعالى ووفقهم للخير الوصلاح) مع مطلع شوَّال من 1441 للهجرة، وبعد ان أكملنا الثلث الأوَّل مِنه، كتب ثلاثةٌ من الطلبة الأكارم خواطرهم حول الدرس، وهم: الشَّيخ طلال الجمري، والشَّيخ سلمان المضوي، والشَّيخ حيدر أسعد المحفوظ. ولإيماني بالضرورة البالغة للأجواء العلمية في عملية التحصيل، فإنَّني أساهم في تكوينها بنشر ما تفضل بكتابته الأحبَّة من طلبة درس الخصال، راجيًا من الله جلَّ في علاه توفيقنا والمؤمنين لما فيه الخير والصلاح.
السَّيد محمَّد بن السَّيد علي العلوي
4 جمادى الأولى 1444 للهجرة
البحرين المحروسة
**********************************
درس الخصال منعطفٌ فارقٌ في الحياة الحوزوية
طلال الجمري
أُثبِتُ في هذه المقالة تجربتي الخاصة مع دراسة كتاب الخصال للشيخ الصدوق (رحمه الله)، وذلك في ضمن بيان قواعد ثلاث لها دورها الرئيسي في تقويم شخصية طالب العلم.
مدخل:
العلم هو المصدر الرئيسي الذي يعتمد عليه الإنسان في التكوين والبناء الصحيحين لسلوكه، ومجمل تصرفاته، وهو ممَّا بِهِ تترسخ في نفسه ملكة الحَكمة.
ثم أنَّه لا بُدَّ مع العلم من عمل، وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال: “العلم مقرون بالعمل، فمن عَلِمَ عمل، والعلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلَّا ارتحل عنه”، فلا بقاء للعلم ما لم يقترن بالعمل، ولكنَّ العمل على غير بصيرةٍ لن يبعُد الفساد عن نتائجه، والبصيرة وجهٌ من وجوه الحكمة.
فهنا قواعد ثلاث:
الأولى: القاعدة العملية.
الثانية: القاعدة السلوكية.
الثالثة: الحكمة.
القاعدة الأولى:
لمَّا كان في عمق غايات ومقاصد الحوزة تمهيد الطريق لطالب العلم نحو أعلى مستويات التحصيل، ولكون التحصيل العلمي يرتكز على مادَّة النصوص الشريفة من الكتاب العزيز والعترة الطاهرة، كان مِن اللازم تدريب الطالب على سبر أغوار الروايات؛ فهي كما أسلفنا العمدة في المسير على طريق الفقاهة. وهذا هو ديدن العلماء السابقين والمعاصرين.
إنَّ هذا الطريق في حاجة إلى مقدمات لا بُدَّ لطالب من تحصيلها؛ ومنها أن يكون مُعايشًا لكتب الروايات، سابرًا لأغوار مقاصدها، قادرًا على فهم مجملها ومبينها، ومطلقها ومقيدها، وعامَّها وخاصَّها.. وهذا مُتعذرٌ ما لم تأخذ الحوزة الشريفة بيده للتدرب على المسير الدرسي للحديث الشريف كتابًا كتابًا، وبابًا بابًا، وحديثًا حديثًا. وهذه الجنبة العملية تحديدًا ممَّا لمسناه، بل وعشناه في درس الخصال.
إذن لا يكفي أن يتحدث الطالبُ عن أهمية الروايات الشريفة وضرورة البحث والنظر فيها، بل اللازم عليه أن يبدأ برنامجًا عمليًا ينتهجه فعلًا وواقعًا.
القاعدة الثانية:
قال الإمام الصادق (عليه السلام): “اطلبوا العلم وتزيّنوا معه بالحلم والوقار”.
يبين الإمام مسارين متوازيين ينبغي للمؤمن بشكل عامل، ولطالب العلم بشكل خاص، أن يسلكهما. وقد جدنا في درس الخصال تطبيقًا لمناهج الدرسين السلوكي والأخلاقي استنادًا واعتمادًا المادَّة العلمية من أنوار كلمات أهل البيت (صلوات الله عليهم).
وفي قوله (عليهم السلام): “يزدان به من الحلم والوقار” على ما يجب على طالب العلم من التزين بالحلم والوقار بالتوازي مع التحصيل العلمي، فإن العلم لا ينفع صاحبه، ولا ينفع الناس، ما لم يكن مقرونًا بالتواضع، والحلم والوقار، وغيرها من السلوكيات، للمتعلم والمعلم؛ فإن الناس تنفر من فلتات سوء الخُلق والسلوك.
إنَّ تهذيب النفس شرط أساسي لبلوغ المقامات الإنسانية الشامخة، والكمالات المعنوية الرفيعة، والسعادة الأبدية الخالصة. وهو بالدرجة الأولى تخلية النفس من الصفات والأخلاق السلبية والرذيلة والتحلي بالأخلاق الحسنة والفاضلة. والتقوى والطاعة لله سبحانه وتعالى وهذا لن يستطيع الإنسان بلوغه منقردًا، بل لابد له من التزود من منابع الأخلاق بتتبع كلمات أهل البيت (عليهم السلام)، وهو ما وجدناه متحقِّقًا في درس الخصال متحققًا.
ومن المهم أن نُشير هنا إلى أنَّ كتاب الخصال للشيخ الصدوق (رضوان الله تعالى عليه) عبارة عن كشكول من أحاديث متنوعة عن أهل البيت (عيه السلام)؛ إذ أنَّ الاعتبار في تبويبه هو كل ما يصدق عليه عنوان (الخصلة) من حيث العدد، فجاءت الأحاديث متنوعة، إلَّا أن الغالب على الدرس كان الاهتمام باستخراج المضامين الأخلاقية والسلوكية من مختلف الأحاديث على تنوعها.
إنَّ الطريق للتحلي بالأخلاق الحميدة ليس صعبًا، ولكنَّه ليس بالسهل؛ والأمر يتوقف على تحقق مقدمة مهمة، وهي متوقفة على أمر أساسي ومهم جداً، من دونه يصبح الوصول إلى هذا المقصد الشريف أمراً صعبًا، إن لم يكن مستحيلاً..
إنَّني أشير على (المعرفة)، والقدرة على تمييزها جيدًا. فالمعرفة الصحيحة هي مقدمة لكل إصلاح نفسي، وعبادة شرعية، وعمل صالح. وأما اكتساب المعرفة فطريقه الوحيد هو طلب العلم، ولعمري هذا ما هو ثابت في كلام أهل البيت (عليهم السلام) وقد وجدته عينًا في كتاب الخصال.
القاعدة الثالثة:
إن أفضل تعبير نطلقه على الإنسان المتكامل هو (إنسان حكيم).
وهي القاعدة التي تكون الأساس لما تقدم في القاعدتين الأولين، فإن الطريق للوصول إلى السعادة الحقيقية، والتي تتمثل في مجموعة من التعاليم والأحكام الشرعية، والعقدية، والأخلاقية، وغيرها.. ومن الواضح أنَّ هذا بعيد المنال ما لم يلتزم العبد بالطاعة لله، والالتزام التام بقوانين الحق وأحكامه. وهذا الالتزام بحاجة إلى معرفة وعلم بها لكي يتمكن الفرد المسلم من تطبيقها والعمل بها، وهذه الأخيرة بحاجة لتوطين النفس عليها، ومقدمة ذلك تخلية النفس وتهذيبها، وتأديبها على الأخلاق الطيبة.
ومن هنا كان لابد للطالب من حكمة تقوده للوصول إلى هذا كله، فبالحكمة يبصر الجهتين الأولتين، ويقف على أهميتهما، ويعلم بمقامهما؛ فالحكمة ضالة المؤمن التي ما إن جانبته ضل عن الوصول وتحقيق الأهداف، حتى لو كان عالمًا متقنًا لفنون العلوم الآلية. ولنا في التاريخ عبرة؛ فذاك بلعم بن باعوراء قد وصل بعلمه إلى ما وصل، ولكن حينما فقد الحكمة ضل ضلالاً بعيدًا، وجاد عن السراط المستقيم…
كما ولكي بهذب الإنسان نفسه لا بد له من القدرة على أن يشخص عيوبه بدقة، لا بد لهذا من حكمة تُبصره، وبها يميز، تميزًا دقيقًا لا شبهة فيه، الصفات الذميمة والأفعال القبيحة، ليتمكن من معالجتها. فبالحكمة تعرف وتتعرف للأخلاق الفاضلة والصفات الرذيلة، أنواعها، مناشئها، آثارها، وطرق معالجتها، وما من خير أعظم من الحكمة فبها يبصر الإنسان تشخيص عيوب نفسه، واكتشاف أمراضه الأخلاقية، فيستطيع تحديد دواء نفسة وعلاجها؛ وبالتالي سيكون متهيئًا لكي يعالج عيوب الأخرين بالحكمة والموعظة الحسنة.
نعم، لا بد لطالب العلم من أن يكون طبيب نفسه أولًا قبل أن يتصدى لحمل مسؤولية طبابة الآخرين.
إنَّ الحكمة من الغايات التي يسعى المؤمن العاقل للوصول إليها، وها هو القران الكريم يمتدحها فيقول (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ).
لقد وجدنا في دراستنا لكتاب الخصال أبوابًا مفتحة، وطرقًا ممهدة للحكمة ومقدماتها.
والحمد لله رب العالمين
………………………………
درس الخصال.. تساؤلات ونتائج
سلمان المضوي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلِّ على محمَّد وآلِ محمَّد الطيبين الطاهرين، واللعنُ الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين، والحمد لله ربِّ العالمين حمدًا كثيرًا على ما أعطانا من الخير.
طالما كان درسُ الأخلاق حكرًا على كتابٍ في علم الأخلاق لعالم فاضل يطرح فيه أفكارًا تربوية وأخلاقية وفق معاير محدده يراها مناسبة، وهذا أمر لا عيب فيه، بل وقد آتى ثماره على مدى عقود متمادية، لا سيَّما مع استناد تلك الكتب على مجموعة من روايات أهل البيت (عليه السلام).
نحت حوزة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) العلمية في طرحها لدرس الأخلاق منحًا آخر؛ حيث أصبح هذا الدرس يُطرح بشكل يومي، ويتخلله شرحٌ لأهم المواضع في الروايات الشريفة، ومِمَّا أثرانا تطبيق الروايات على حياتنا الواقعية.
أذكر عندما عرفت بأن الإدارة قد أدرجت في جدول مرحلتي الدراسية كتاب الخصال للشيخ الصدوق (قدس سره) راودتني أسئلة عدة، منها: لماذا هذا الدرس؟ وما الفائدة المرجوة منه؟
حين اقتنيت الكتاب وقرأت مقدمة المصنف (رحمه الله)، وفيها: “أما بعد، فإني وجدت مشايخي وأسلافي رحمهم الله قد صنفوا في فنون العلم كتبًا وأغفلوا عن تصنيف كتاب يشتمل على الأعداد والخصال المحمودة والمذمومة، ووجدت في تصنيفه نفعًا كثيرًا لطالب العلم والراغب في الخير”، فتوقفت قليلًا عند هذه المقدمة مما زاد من حيرتي حول: كيف سيكون هذا الدرس؟ هل هو قراءة الرواية وبعدها نحقق في رجال الرواية ام ماذا؟
كنت اعتقد أنَّ هذا الدرس مجرد قراءة رواية وذكر أهل البيت (عليهم السلام)، ولكن بعد مضي فترة تعلمت الكثير من خلال هذا الكتاب وما أثرانا به سماحة السيد محمد العلوي حفظه الله ورعاه.
لكتاب الخصال منافع وفوائد كثيرة لا أتمكن من إحصائها أو حصرها، فهو كتاب أخلاقي، وفقهي، وتاريخي، وغير ذلك.. ولو أردنا أن نحصي منافعه وفوائده لألَّفنا فيها كتابًا، بل لا أبالغ لو قلت موسوعة في فوائد الخصال.
إنَّ لدرس الخصال أثرًا بالغًا في نفسي، فاليوم مع هذا الدرس لا يمر دون إثراء لحياتي ونفسيتي. نعم لقد ازداد أدبي مع ربي عز وجل ومع نفسي والإخوة المؤمنين.
قد يكون للأبوين أثر كبير في التربية والتأديب، ولكن لروايات أهل البيت (عليهم السلام) أثر أكبر في تأديب النفس وتربيتها سواء في الجانب العبادي أو الأخلاقي، وحتى الجانب الجسماني.
توصية: مثل هذه الكتب يجب أن لا تهمل، سواء من طالب العلم أو غيره، فهي تربينا على أيدي أئمتنا (عليهم السلام)، ولن نجد مربيًا ومهذبًا للنفس أفضل منهم (عليهم السلام). بل هم الأفضل والأكمل مطلقًا.
……………………………………….
طريق تهذيب النفس والقرب إلى الله
حيدر أسعد المحفوظ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علا بحوله، ودنا بطوله، مانحِ كل غنيمة و فضل، و كاشف كل عظيمة و أزْل.
أحمده على عواطف كرمه، و سوابغ نعمه، وأؤمنُ به أولا بادياً، و أستهديه قريباً هادياً، و أستعينه قادراً قاهراً، و أتوكل عليه كافياً ناصراً.
و أشهد أن محمداً صلى الله عليه و آله عبده و رسوله، أرسله لإنفاذ أمره، و إنهاء عذره، و تقديم نذره[1].
لا تخفى على ذي بصيرة أهمية روايات أهل البيت (عليهم السلام)، لا سيما وما نراه من كونها تحمل الحلول الناجعة لمشاكلنا وحوائجنا ومقاصدنا على مختلف انواعها، فأئمتنا المعصومون (عليهم السلام) لم يتركوا صغيرة و لا كبيرة إلا بينوها لنا.
فإن شئت البحث في الأخلاق وجدته في رواياتهم (عليهم السلام)، و إن شئت البحث في الاقتصاد وجدت، و إن شئت البحث في أحوال الدنيا وجدت، و إن شئت البحث في أحوال الآخرة وجدت، و إن شئت البحث في حلول لمشاكلك وجدت، و إن شئت البحث في حلول لمشاكل مجتمعك وجدت.. ولن أحصي من ذلك عددًا.
في كل ما يُلِمُّ بك و ما تواجههُ تجد في هذه الروايات المباركة بيانه و تفصيله.
من هنا هنا نشأت عندنا قناعة تامة بأننا كمجتمعٍ مؤمن بالضرورة البالغة للبحث في أحاديث أهل البيت (عليهم السلم) لتحسين واقعنا ومستقبلنا، وحل مشاكلنا والخروج من أزماتنا، وبدونها فلن نجد غير الحلول المؤقتة والتي في الغالب تؤذي أكثر من أن تنفع.
تتضاعف الحاجة للروايات بالنسبة لطلبة العلم؛ إذ فيها التحصين لنفسية الطالب وذهنه ومسارات تفكيره، وسيعلم حينها أنَّ الأمر لا يتعلق فقط بفعل الواجب وترك الحرام.
يجب أن نكون محصنين، وليس أي تحصين، بل التحصين الذي تطمئن معه نفس طالب العلم من الوقوع في الأخطاء الخطيرة والذنوب التي تقضي على حياته كطالب علم، وهذا النوع من التحصين لن يجده في غير روايات أهل البيت (عليهم السلام).
هناك جوانب أخرى في الروايات كانت خافية علينا، ولكنها ظهرت لنا بوضوح في دراستنا لكتاب الخصال على أستاذنا سماحة السيد محمد العلوي حفظه الله ورعاه، حيث إنه من هذا المنطلق، ولهذه الغاية الشريفة بدأنا معه دراسة كتاب الخصال للشيخ الصدوق رفع الله درجاته هو كتاب جمع فيه الشيخ الخصال المحمودة و المذمومة من أحاديث العترة عليهم السلام حيث بدأ بجمع الأحاديث الحاوية على خصلةٍ واحدة “باب الواحد” إلى أن ختم بأبواب الواحد إلى المائة.
في هذا الدرس يشرع سيدنا الأستاذ بعد البسملة و الصلاة على محمد و آله الطاهرين بقراءة نص الروايةِ مع السند لتألف أذهاننا أسماء الرواة، وهذا مهم جداً ولو كان المقام مناسبا لبيّنت الوجه في أهميته.
بعد قراءة السند و الرواية يبدأ سماحة السيد بشرح و بيان الرواية مع مداخلات الطلبة لاستيضاح بعض المعاني.
وعندما أقول شرحاً أعني بأننا قد نستغرق حصةً كاملة في رواية واحدة أو روايتين أو ثلاث و بعض الأحيان لا نحتاج هذا المقدار.
عندما بدأنا في تلقي هذه الدروس كانت هنالك لدي أحاسيس لا أعلم طريقاً إلى وصفها؛ فقد كنت أحمد الله ولا زلت على أن صيّرني قريباً من روايات ساداتي عليهم السلام إلى هذا الحد وهذه نعمة لو أشكر الله عليها مدى الدهر ما كفى.
فكم هو عظيم أن لا تقرأ رواياتهم وفقط؛ بل تدرسها و تتلقى ما يستطيع الأستاذ إخراجه من معاني هذه الرواية، وهذا الشعور لم يذهب و لم يتقلص، بل زاد وعظُم مع توالي الدروس، فقد بدأت شيئا فشيئا في فهم نفسي، والوقوف على أهمية تهذيبها وتزكيتها، وتحصينها ضد التخاذل والتباعد عن الله عز وجل، فإن الرواية رادعة عن الرذائل، وباعثه على الفضائل في نفس الوقت.
مع هذا الدرس الشريف تعلمت كيفية التعامل مع الإخوان والأهل والمجتمع، فاتضحت لي أخطاء جسيمة ما كانت لتتضح لو لا روايات أهل البيت عليهم السلام.
هذه مقالة مجملة وعاجلة، ولو أردت التفصيل وبث ما في نفسي تجاه هذا الدرس لاحتجت إلى الكثير من الوقت والكتابة.
من هنا أوصي إخواني وأساتذتي من طلبة العلم مع كوني لست أهلاً لذلك، ولكنها تجربة أتمنى تكررها وتحولها على ركيزة في المناهج الدراسية.
كما وأوصي إخواني من طلبة العلم ممن لم تتح لهم فرصة أخذ هذا النوع من الدروس أن يتدارسوا هذه الكتب فيما بينهم، ففي أحاديثهم عليهم السلام لذة لا تجدها في سائر الكتب قطعاً و فائدة لا تجدها إلَّا عندهم، وعن الإمام أبي جعفرٍ عليه السلام قال: “إن حديثنا يحيي القلوب”. وقال: “منفعته في الدين أشد على الشيطان من عبادة سبعين ألف عابد”.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا و إياكم إلى جعل روايات أهل البيت عليهم السلام نصب أعيننا دائماً و أن لا نغفل عنها في يوم من الأيام ففيه ضياعنا.
وصلى الله على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين.
…………………………….
[1] – مقتبس من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)