غريقٌ وغصبٌ وحارِسٌ وفتاةٌ.. وأنا، وأنت!

بواسطة Admin
0 تعليق

المشهد الأوَّل:

يقِفُ على حدود أرضٍ مملوكة لغيره، في وسطها عين ماءٍ عميقة قد وقع فيها رجلٌ لا يعرف السباحة..!!

الرجل يستغيث طالِبًا للنجدة، وصاحبنا يقف على حدود الأرض لا يتمكَّن من دخولها؛ فهي مملوكة لغيره، وإن دخلها كان غاصبًا.

هل شدَّة التقوى والورع في الامتناع عن دخول الأرض، وترك الغريق (لله) تعالى، أو العكس؟

******

المشهد الثاني:

غريقان.. أحدُهما (حلَّاقٌ) والآخر (طبيب)، وإنقاذ أحدهما يساوي غرق الآخر وموته!

هل ينقذ الطبيب ويترك الحلَّاق، أو العكس؟

******

المشهد الثالث:

تفصل بينه وبين غريقٍ أرضٌ مملوكةٌ لغيره وعليها حارِسٌ يمنعه من الدخول، فهل يضرب الحارس ويدخل لإنقاذ الغريق؟

ماذا لو لم يبقى أمامه غير قتل الحارس من أجل إنقاذ الغريق؟

ماذا يصنع؟

******

المشهد الرابع:

بينهما شربةُ ماء، وهما على مشارِف الموت ما لم يَشْرَبَا. هو (نجَّارٌ)، والآخر (عالِمٌ في الذرَّة)، فهل يترك شربة الماء لعالم الذرَّة ويموت هو، أو يشربها ويترك العالِم يموت؟

******

المشهد الخامس:

الطائرة في السماء، وعلى أحد الركاب رمي نفسه منها، وإلَّا سقطت بالجميع، ولا أحد يريد الإقدامَ على التضحية، فهل تجِبُ بذلك عليه؟ هل يجب عليه رمي نفسه؟ هل هو وجوب شرعي (إسلامي) أم أخلاقي أم إنساني أم ماذا؟ أو لا يجب عليه شيء؟!

******

المشهد السادس:

فتاة كانت على علاقة مع شاب، وربَّما أكثر. هذا في سِني مراهقتها، وهو يعلم بذلك قبل خمس سنوات -مثلًا-.

أراد شابٌّ التقدم لخطبتها، وقصد صاحبنا للسؤال عنها!

هل يقول بما يعلم؟ أو يقول: لا أعلم؟

هل يستصحب علمه السابق؟ هل يقول: كانت، وأمَّا الآن فلا أدري؟

قد يكون سببًا في تدمير حياتها! وقد يكون سببًا في تدمير حياة الشاب!

ماذا يصنع؟

******

ليس الأمر هيِّنًا، ولن نجده في كتاب مسطورًا..

أبدًا، بل هو هنا.. بين أيدينا.. هناك.

 

 

السيد محمَّد علي العلوي

9 صفر 1439 هجرية

 

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.