((هل شهدت واحدةً قط؟))

بواسطة Admin
0 تعليق

قال ابنُ فارس في المقاييس:

 

“نقش: النونُ والقافُ والشينُ أصلٌ صحيحٌ يدُلُّ على استخراج شيءٍ واستيعابه حتَّى لا يُترك منه شيءٌ، ثمَّ يُقاسُ عليه”.

 

وقال: “حور: الحاءُ والواو والراءُ ثلاثةُ أُصولٍ: أحدُها لون، والآخر الرجوع، والثالث أن يدورَ الشيءُ دوْرًا”

 

في غاية الأهميَّة أنْ نعملَ على إرجاع الكلمات إلى أصولها؛ لما في ذلك من تصحيح للكثير من المفاهيم ومن كل ما نحسبه مصداقًا لمفهوم ما، وهو ليس كذلك.

 

نتحدَّث كثيرًا عن (النقاش والحوار)، وفيهما نجد لونَ التدافع فاقعًا، فالقضية في مبدئها ومنتهاها لا تخرج عن كونها آراءً يُنتصرُ لها بأيِّ ثمن كان..!!

 

ولذلك، غالبًا لا نصل لا إلى ثمرة، ولا حتَّى إلى (حُصرم)..

 

النقاش، هو عمل مشترك بدافع مشترك ولغاية مشتركة، وآلته هي طرح الآراء وتقليبها والنظر في دقائقها من أجل الانتهاء إلى ما ينفع للقياس عليه.. إلى قاعدة يُبنى عليها، ولازم ذلك التجرد المقدَّس عن كل عصبية أو انتماء لغير الحق اليقيني..

 

وإلَّا فهو ليس أكثر من مجادلة ومغالبة..

 

وأمَّا الحوار، فهو من شدَّة بياض العين في شدَّة سوادها، ويقال: حوَّرتُ الثياب، أي بيَّضْتُها.

 

وهو الرجوع، فيقال: حارَ إذا رجَع.

 

وهو من الخشبة التي تدور فيها المحَالَة، ويقال: حَوَّرتُ الخُبزَةَ تحويرًا، إذا هيئتها وأدرتها لتضعها في المَلَّة.

 

وفي الثلاث يلتقي المعنى مع النقاش، من حيث اشتراك أطراف الحوار في العمل والدافع والغاية، وبالتالي فشرط التجرُّد حاضر هنا كما هناك..

 

الأمر -سادتي- لكم..

 

هل شهدتُّم حوارًا أو نقاشًا قط؟

 

السيد محمد علي العلوي

6 من ذي الحجة 1436 هجرية

20 سبتمبر 2015 م

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.