أرجوك ثم أرجوك.. اقرأ هذه السطور.. (Broadcast) يكشف جانبًا من معاناة مُرَّة

بواسطة Admin
0 تعليق

هذا ما أرسلتُه عبر وسيلة التواصل الاجتماعي (whatsapp) صباح اليوم الأربعاء، السادس من شهر ذي الحجة 1435 هجرية:

ﻳَﻨْﻜَﺴِﺮُ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝُ ﻓﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺼﻮﺕُ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺗﺠﺮﺡ ﻣﻦ ﻳﻠﻤﺴﻬﺎ.. ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺠﺎﺭﺡ ﻳﻨﺘﻬﻲ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﺘﺄﻟﻢ ﻃﻮيلًا !!

ﻓﻼ ﺗﻘﻞ ﺇﻻ ﺧﻴﺮًﺍ..

ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺴﻊ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﺕ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ :

١ﻓﺘﺒﻴﻨﻮﺍ .

٢ﻓﺄﺻﻠﺤﻮﺍ .

٣ﻭﺃﻗﺴﻄﻮﺍ .

٤ﻻﻳﺴﺨﺮ .

٥ﻭﻻﺗﻠﻤﺰﻭﺍ .

٦ﻭﻻﺗﻨﺎﺑﺰﻭﺍ .

٧ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻦّ.

٨ﻭﻻﺗﺠﺴﺴﻮﺍ .

٩ﻭﻻ ﻳﻐﺘب.

ﺍﺣﻔﻈﻬﺎ ﺟﻴﺪًﺍ ﻭﺍﺣﺮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺑﻘﻴﺔ ..

ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﺳﻌﺎﺩ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺆﺫﻱ ﺃﺣﺪًﺍ ..

اصلحنا الله وإياكم ببركة الصلاة على محمد وآل محمد”

اعتاد أصدقائي على قائمة المراسلات الخاصة بي على رسائلي، والأكثر منهم يتفضلون علي بالتفاعل الإيجابي دائمًا، ولكن رسالة اليوم، وهي ليست من كتاباتي، ولكنني اقتبست نصها من رسالة وصلتني قبل ساعات من أحد الأخوة المؤمنين، ولا أدري من هو الكاتب الأصلي لكلماتها.. رسالة اليوم لاقت ردود أفعال غير مسبوقة بالنسبة لي، فقد استقبلت أكثر من 300 رسالة تشترك في عنوان واحد شعرتُ جِدًّا بحرارته..

إنه عنوان (التأوه) والمعاناة من سياط اللسان وتجريح الكلمات!

مباشرة وبدون مقدماتٍ قد تكونُ مُمِلَّةً تزيد على مرارة الموضوع مرارة..

لو أنَّ كلمات الغيبة أو النميمة أو التجريح تصدر من طفل أو نَكِرَةٍ أو من لا شأنية له، فهذا أخف وطأة، ولكن المصيبة أن يكون من يتقيحها شخص (مَعِرفَة)..

زميل في العمل.. حماة.. عمة.. صديق عُمُرٍ.. رجل دين (خطيب، إمام جماعة، أستاذ، مؤلف…) .. مُنشِد.. (مُدَرِّس أو مُدَرِّسة، يعني: مربي ومربية أجيال).. والأمَرُّ من ذلك أنَّ فتاةً لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها تشكو تشويش (تحريض) والدتها عليها عند أبيها!!

هل يكفي أن يقال عن هذه السلوكيات بأنها (عيب)؟

هناك دراسات علمية قام بها علماء في النفس والسلوك والتربية حول ظواهر الغيبة والنميمة والفضح وما شابه، وكلها –بحسب تتبعي- تصل في النتيجة إلى أن الممارس لها يعيش تخلفًا نفسيًا مُعَقَّدًا، وقد أوصى بعضهم بعزله عزلًا وقائيًا وعلاجيًا!

غير إنَّ مثل هذه الحلول، وبالبناء على ما كشف عنه الـ (broadcast) المشار إلأيه في صدر هذه السطور، يعني أننا في حاجة إلى مصحات ضخمة جِدًّا لعزل المرضى (وقائيًا وعلاجيًا)، وهذا أمر في غاية الصعوبة، وقد يؤدي إلى مُخرجات مَرَضِيَّةٍ أكثر تعقيدًا إذا ما اكتشف المجتمع عِظَمِ ما يعيشه من تخلف نفسي خطير!

هل أنا أهول القضية، أم أنها هائلة بالفعل؟

في تصوري أن المشلكة ليست محصورة في من يمارس الغيبة والنميمة والبهتان والقذف والفضح وتتبع عورات وزلات الآخرين، ولكنَّها أيضًا في من يستمع ويتأثر ويبني على ما قُذِفَ في نفسه من أقوال وأقاويل، ولذلك نجد المجتمع يعاني حالة من التراجع في الثقة والاطمئنان من جهة، وفي التسامح والتجاوز من جهة أخرى، ومن جهة ثالثة نلاحظ أيضًا تراجعًا في الإنجازات الإبداعية الشخصية؛ فالانشغال بفلان وعلان ينتج حالات من التحديات الدنيوية واستهلاك الطاقات في الرد ورد الرد ورد رد الرد!

  أستعرض بعض الروايات في المقام..

  • عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: “لما أُسري بالنبي (صلى الله عليه وآله) قال: يا ربِّ ما حال المؤمن عندك؟ قال: يا محمد، من أهان لي وليًّا فقد بارزني بالمحاربة، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي”
  • عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “ما مِنْ مؤمنٍ يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا والآخرة”
  • عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “أبعد ما يكون العبد من الله، أن يكون الرجلُ يوآخي الرجلَ وهو يحفظ زلَّاته فيُعَيِّرُه بها يومًا ما”
  • عن إسحاق بن عمار قال: “سَمِعْتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تذموا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنَّه من تتبع عوراتهم تتبع اللهُ عورتَه، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في بيته”
  • عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “من عَيَّرَ مؤمنًا بذنب، لَمْ يمت حتى يركبه”
  • عن منصور بن حازم قال: “قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أذاع فاحشة كان كمبتديها، ومن عير مسلماً بذنب لم يمت حتى يركبه”
  • عن ابي ذر، عن النبي (صلى الله عليه وآله) في وصية له قال: “يا أبا ذر إياك والغيبة؛ فإنَّ الغيبة أشدُّ مِنَ الزِنا. قلتُ: ولِمَ ذاك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله؟)                                                                         

قال: لأن الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغِيبة لا تُغفر حتى يغفرها صاحبها، يا أبا ذر سُبَابُ المُسلِم فُسُوقٌ وقِتالُه كُفْرٌ، وأكلُ لحمِه من معاصي الله، وحرمةُ مالِه كحُرمَةِ دَمِه.

 قلتُ: يا رسول الله وما الغيبة؟

قال: ذكرك أخاك بما يكره.

قلت: يا رسول الله، فإن كان فيه الذي يذكر به.

قال: اعلم، أنك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهتَّه”

  • عن زيد بن علي، عن آبائه، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: “تَحْرُمُ الجنة على ثلاثة: على النمام، وعلى المغتاب، وعلى مدمن الخمر”
  • عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، رفعه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: “وهل يكب الناس في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم”
  • عن نوف البكالي قال: “أتيتُ أميرَ المؤمنين (عليه السلام) وهو في رحبة في مسجد الكوفة، فقلتُ: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

فقال: وعليك السلام يا نوف ورحمة الله وبركاته.

فقلت له: يا أمير المؤمنين عظني.

فقال: يا نوف، أحسن يُحْسَنُ إليك. إلى أن قال: قلتُ: زدني.

قال: اجتنب الغيبة فإنَّها إدام كلاب النار.. ثم قال: يا نوف كذب من زعم أنَّه وُلِدَ من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة”

  • عن مفضل بن عمر قال: “قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان”
  • عن أبي حمزة قال: “سَمِعْتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا قال الرجل لأخيه المؤمن: أُفٍّ، خرج من ولايته، وإذا قال: أنت عدوي، كفر أحَدُهُما، ولا يقبل الله من مؤمِنٍ عملًا وهو مُضْمِرٌ على أخيه المؤمن سوءًا”

والروايات كثيرة جدًا في مثل هذه الأبواب، وليت القارئ الكريم يُكرِم نفسه بمراجعتها وتأمل مضامينها والعزم على تسليم ناصيته ليها، وفي ذلك نجاته وسلامة المجتمع..

تعالوا لننهى الناقل أن ينقل لنا ما يقال فينا.. فليسبني فلان وليلعني وليقل ما يشاء، ولكن أنت الذي استمعت له، لا تنقل لي ما قال، فأنا لا أريد لقلبي أن يَتَعَلْقَمَ على موالٍ لمحمد وآل محمد (عليهم السلام) أبدًا..

هو قال، وأنت استمعتَ لما قال.. سامحكما الله وحقَّق في الخير أمانيكما. انتهى، ولا تفكر في أن تنقل لي ما حدث.

هكذا ينبغي لنا أن نكون، لعل الله تعالى يمن على قلوبنا بالراحة، وينجينا مما ابتلي به آخرون لم ولن ينقطع دعاؤنا لهم بالخير دائمًا أبدًا..

لا أزيد على هذه المجموعة الدُرية من الأحاديث المروية عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام)، وأرجو من الله تعالى أن يبعدنا عن (مزابل) الغِيبَة والنميمة والبهتان والقيل والقال، وأن يوفقنا أولًا وأخيرًا للتوبة والأوبة وتزكية النفس، ثم إنَّنا نسأله الحكمة أولًا وأخيرًا (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ).

 

السيد محمد علي العلوي

6 من ذي الحجة 1435 هجرية

1 أكتوبر 2014 ميادية

مقالات مشابهة

اترك تعليق


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.