مقالات عاشوراء
يجري الزمن في وقائعهِ التي حدثت في الماضي، هي ثابتة لا تتبدّل ولا تتغيّر، وكلّما جاء وقتُ وقوعِها أتت بأجوائِها، وإن كان الحالُ غير الذي كان إِلّا أنّ الشعورَ والإحساس -هذان القطبان مرتبطان بالموقف والحدث الثابت خارجًا- يتنفسان نفسَ الحدث عند مجيءِ يومه.
الشعور بحاجةٍ إلى استعدادٍ نفسي لتلقي الحدث الماضي في زمنهِ الآتي، فالذي تمرُ عليه ذكرى وفاةِ عزيزٍ له، فهو قبل أيّامٍ قد أعمل شريطَ الذكريات وقام بالمشي في أزقتها وخاض في بساتينها حتّى يأتي يوم حدوث الوفاة فيكون فيها كيومه ذاك.
ذكرى مصاب أبي عبدالله الحسين (صلوات الله عليه) لا تغيب عن أذهان الناس طوال العام، ومجالس المأتم والعزاء لا تتوقّف، وذلك ما يجعل حالة من التهيّأ والإستعداد حاضرة في النفوس، ولكن تختلف وتتفاوت من جهة مستوى الإستعداد، النصوص الواردة عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) أكّدت على مسألةِ إظهار الجزع والمصيبة في يوم العاشر من المحرّم، والإجتهاد في ذلك بل وأمر أهلهِ بالبكاء وجعل هذا اليوم يوم مصيبه، وأن يتلاقون بالبكاء والخ..[١]
ويدعوا ذلك لممارسة الإستعداد لتلقي ما جرى في كربلاء من مصائب عند قُرْب يوم عاشوراء من خلال استحضار موقعيّة ومكانة ورفعة وشأن الإمام الحسين (عليه السّلام)، والتعرّف على الولاية كما ينبغي أن تُعرَف.. سيشكّلُ ذلك بلوغًا للمستوى المطلوب في يومِ عاشوراء، الشعور البسيط التي تُحدثه الأجواء هو مقدّمة أوليّة للوصول و ليس المنتهى والغاية، عيْشُ مصيبة سيّد الشهداء (صلوات الله عليه) حقيقةً تأتي من خلال نُضج مفهوم الولاية والإمامة واستيعابهما بصورةٍ صحيحة.
١)كامل الزيارت ، باب فضل زيارة الحسين يوم العاشر.
محمَّد مسلم الصائغ
٢٧ من ذي الحجّة ١٤٣٩ هـ
الموافق ٨-٩-٢٠١٨
المحرّق – البحرين