قال تعالى: (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)..
وقال: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)..
وأيضًا: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)..
يقف الإنسان (ابتداءًا) على مستوى واحد من الخير والشر.. الحق والباطل، ويوكل اليه أمر الإختيار..
السؤال: لو خلي ونفسه من غير قوانين على الإطلاق، فأي من الطريقين يختار؟
وبعبارة أكثر وضوحًا:
أيها أسهل: الصدق أم الكذب؟
الأمانة أم الخيانة؟
التسامح أم الإنتقام؟
يقول الله تبارك ذكره: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)..
الإنسان أقرب وجودًا الى الأرض، وهي جهة التسافل، فلا يحتاج للإرتماء في أحضانها الى أكثر من التلذذ بشهواتها..
أما اتصاله بالسماء فيحتاج الى تخلص موزون من تعلقه بالأرض، وهذا ما يحتاج الى عمل، والعمل لا يخلو من مغالبة بين الجاذبتين، جاذبة الشهوات، وجاذبة الروح، ولذا فهو محتاج لتحقيق الإنتصار الى مرشد.. معلم.. سيد يؤمنه من الوقوع في رمال الأرض المتحركة..
فكان الحل في (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)..
وأي تهاون في تحقيق هذه المعادلة، فليس من مآل لغير التيه والضلال..
محمد علي العلوي
7 ربيع الثاني 1434 هجرية
18 فبراير 2013 ميلادية