هناك ثلاث فئات رئيسية من الجماهير..
- فئة تريد من فريقها الخروج من المباراة بنقاط الفوز وفقط، سواء كان الأداء جيدًا أم سيئًا، فالمهم والأهم هي نقاط الفوز.
- فئة تريد من فريقها أداءً مهاريًا ممتعًا، وإن ضاعت نقاط المباراة ففي الأداء عزاء.
- فئة تريد من فريقها الأداء الجيد بما يضمن نقاط الفوز.
وفي المقابل هناك المدير الفني للفريق ينطلق في برنامجه التدريبي من عناوين ثقافية لا تختلف كثيرًا عن الجماهير، غير أن الحسابات بالنسبة إليه تختلف عنهم كثيرًا، فهو ينظر إلى القدرات الفعلية للاعبين، ثم أنه يزن بموازين علمية نقاط القوة في الفريق الآخر، وغير ذلك مما يدخل فيه كونه محترفًا يعمل للمال و(السمعة)!
في نهاية المطاف هناك (فريق اللاعبين، مدرب، جماهير، وملعب)، أما اللاعبون فينفذون ما يرسمه ويقوله المدرب، وأما الجماهير فلن تملك أكثر من (صوتها) في التشجيع أو التذمر أو ربما (السب والشتم).. والملعب شاهدٌ سواء كانت أرضيته صالحة أم لا.
هذا جانب، فلنفهمه ونحفظه جيدًا، ثم أن جانبًا أخر، هو:
في الملعب يعتمد المدرب على اللاعب المهاري، ويحتاج إلى لاعب عملي واقعي، ولا يستغني عن آخر لا يهتم بغير (تشتيت) الكرة وإبعادها عن مرمى فريقه، وفي بعض الأحيان يبحث عن لاعب يشتغل على (نرفزة) الخصم ومحاولة إخراجه عن طور الروح الرياضية ليخطأ وتكثر تعدياته وربما وقع (المطلوب) فيطرد. وقد يحتاج الفريق لمن يتقن (تضييع) الوقت!!
الآن:
هل لمفهوم وطبيعة (اللعبة) واقع في الحياة العامة وخصوصًا في البعد السياسي؟
سواء نجح الفريق أم أخفق فإنه لا يؤثر في مصائر الناس ولا علاقة له بمعائشهم، وبالرغم من ذلك تتوتر وتحترق أعصاب الجماهير مع كل هجمة ونتيجة، وإن كانت في صالح فريقهم فهي السعادة والانشراح.
في واقع الحياة أنت أمام أحد خيارات:
- أن تكون مدربًا: (رأس الهرم في الحزب).
- أن تكون لاعبًا: (الحزب ومواليه).
- أن تكون جمهورًا: (شأنك الصراخ واحتراق الأعصاب).
- أن تكون ملعبًا: (يلعب عليك اللاعبون).
- أن تكون خارج المعادلة: (سوف تزعجك أبواق السيارات عند فوز هذا الفريق أو ذاك).
- أن تكون من الباحثين عن العقل والحكمة في هذه المعادلة (المفروضة فرضًا).
وحساب هذه الأخيرة (عليك).
السيد محمد علي العلوي
27 من المحرم 1435 هجرية
1 ديسمبر 2013 ميلادية